تُجلي سلطات منطقة شرق أوكرانيا التي باتت هدفًا رئيسيًا للكرملين، السكان المدنيين قبل هجوم روسي جديد مرتقب رغم العقوبات الجديدة "المدمّرة" التي فرضتها واشنطن ضد موسكو. وقال سيرجي غايداي حاكم منطقة لوجانسك (شرق) التي لا تزال تحت سيطرة الأوكرانيين، "لقد نجحنا في إجلاء أكثر من 1200 شخص اليوم. وأوضح أن عمليات الإجلاء تجري في غياب أي وقف لإطلاق النار وفي ظروف صعبة للغاية بسبب القصف المكثّف الذي تشنّه القوات الروسية. وأضاف في مقابلة مع تلفزيون أوكراني "أطلب من الناس إخلاء (المنطقة)، لأننا نرى بوضوح أن قبل الانتقال إلى الهجوم الشامل، فإن العدو سيدمّر بشكل كامل كافة هذه الأماكن". وتابع "من فضلكم، غادروا طالما لا يزال هناك وقت". تجري عمليات الإجلاء هذه أثناء فترات تهدئة قصيرة وفي بعض الأحيان يستحيل إجراؤها كما حصل في بوباسني في جنوب سفيرودونيتسك حيث منعت كثافة القصف أي عملية إجلاء للسكان من هذه البلدة الواقعة في منطقة لوجانسك، بحسب جاداي. من أمام مشهد مبنى مشتعل، قال فولوديمير (38 عامًا) وهو أحد سكان سفيرودونيتسك، لوكالة فرانس برس "ليس لدينا مكان نذهب إليه، لقد كان الأمر على هذا النحو منذ أيام عدة". وتابع "لا أعرف من أجل من تُشنّ هذه الحرب، لكنّنا هنا تحت القصف". وأطلقت نائبة رئيس الوزراء إيرينا فيريشتشوك أيضًا من كييف الأربعاء نداءً إلى سكان شرق البلاد بإخلاء منطقتهم "فورًا"، وسط مخاوف من هجوم كبير للجيش الروسي. وقالت فيريشتشوك إنه يجب المغادرة "فورًا" تحت وطأة "المخاطرة بالموت" خلال الأيام القادمة. وحذرت من أنه في حال شن الجيش الروسي هجوما كبيرا في المنطقة "فلن نتمكن من مساعدة" السكان لأنه "سيكون من المستحيل عمليا وقف القتال". واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين. وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين. وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق". ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة". وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه. وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.