قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيثس، إن "العالم كان يراقب الهجوم العسكري في أوكرانيا بشعور من عدم التصديق والرعب.. وكما كنا نخشى، يدفع المدنيون الثمن بالفعل، حيث إن حجم الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية حتى في الأيام الأولى ينذر بالخطر." وأضاف أن الاحتياجات الإنسانية تتزايد بشكل كبير في المناطق الأشد تضررا، وقال: "أصيب وقُتل أطفال ونساء ورجال مدنيون. تضررت المنازل وحتى تعرضت أحيانا للتدمير." اقرأ أيضا|البرلمان العربي: قرار مجلس الأمن بتصنيف الحوثي كجماعة إرهابية «انتصار للشرعية» وقد أفاد مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان بسقوط 406 على الأقل من الضحايا المدنيين، من بينهم حوالي 100 وفاة على الأقل. وتابع: "يمكن أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير، حيث إنه لم يتم التحقق بعد من العديد من الضحايا المبلغ عنهم." نزوح الآلاف وفقا للمسؤول الأممي، فقد نزح ما لا يقل عن 160 ألف شخص داخليا في جميع أنحاء أوكرانيا، فرّوا بحثا عن الأمان. وأضاف أن الرقم الفعلي أيضا قد يكون أعلى من ذلك بكثير – ويحتمل أن تكون نسبة كبيرة من إجمالي عدد السكان. وأضاف يقول: "تم فصل العائلات. يجد كبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة أنفسهم محاصرين وغير قادرين على الفرار. الصورة قاتمة – ويمكن أن تزداد سوءا." وأشار إلى أن الهجمات الجوية والقتال في المناطق الحضرية كل ذلك يضرّ بالمرافق المدنية الحيوية ويعطل الخدمات الأساسية مثل الصحة والكهرباء والمياه والصرف الصحي. وهذا يترك المدنيين بدون أساسيات الحياة اليومية. كما تم تدمير الجسور والطرق، مما أدّى إلى قطع وصول الناس إلى الإمدادات والخدمات الحيوية. كما ينطوي استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق الحضرية على مخاطر عالية من التأثير العشوائي. "هذا مصدر قلق خاصة في أماكن مثل كييف وخاركيف." احترام القانون الإنساني ودعا جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي واتخاذ الحرص المستمر لتجنيب جميع المدنيين والأعيان المدنية الأذى خلال عملياتها العسكرية. كما دعاها إلى تجنّب استخدام الأسلحة المتفجرة واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالسكان. وقال": "كلما طالت مدة هذا الهجوم، زادت الخسائر البشرية التي يتكبدها المدنيون. سوف يتغيّب الأطفال عن المدرسة، ويواجهون مخاطر أكبر من الأذى الجسدي والنزوح والاضطراب العاطفي الشديد." كما تتأثر النساء في كثير من الأحيان بشكل غير متناسب بالنزاع، وتكون النساء أكثر عرضة لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي. وقد تتعرض النساء والأطفال لأشكال أخرى من الاستغلال. تحذير من انهيار الاقتصاد وتطرق غريفيثس إلى الوضع الاقتصادي في أوكرانيا "الذي قد ينهار" مما يؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية وقد يخلق تأثيرا مضاعفا ينتقل إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا. وتابع يقول: "أدت الاضطرابات التي حدثت في الأيام الأخيرة بالفعل إلى تعميق الأزمة الإنسانية القائمة مسبقا. لقد جعلت ثماني سنوات مرهقة من الصراع في شرق أوكرانيا ثلاثة ملايين شخص في حاجة للمساعدة الإنسانية على جانبي خط التماس في منطقة دونباس." العاملون الإنسانيون أكد غريفيثس أن الاحتياجات الإنسانية أصبحت أكبر بكثير الآن، بما في ذلك النزوح على نطاق واسع، عبر البلاد وخارجها. لكن، يبذل العاملون في المجال الإنساني قصارى جهدهم للاستجابة. ووسعت الأممالمتحدة وجودها الإنساني في أوكرانيا وسنواصل القيام بذلك. وأضاف يقول: "نحن نعمل على مدار الساعة لضمان قدرتنا على توسيع نطاق عملياتنا في أسرع وقت ممكن." وتعمل المنظمات غير الحكومية المحلية والصليب الأحمر الأوكراني بلا كلل لدعم المدنيين وعمليات الإجلاء. كما يعمل العاملون الصحيون ليل نهار لرعاية الجرحى. وتقدم منظمات الإغاثة الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المصابين بصدمات نفسية وتسليم مجموعات الإسعافات الأولية. "ونحن هنا لدعم جهودهم." لكن قال مارتن غريفيثس: "خلال الأيام الثلاثة الماضية، تعرّضت تحركاتنا لقيود خطيرة نتيجة القتال المستمر، وعدم قدرتنا على تلقي تأكيدات من أطراف النزاع بحماية التحركات الإنسانية." وأكد أنه فقط هذا المساء بدأ بالحصول على بعض التطمينات.