ورحل أستاذي الإنسان الذي جمعتني الحياة معه في مواقف معدودة ولكن جميعها مواقف فاصلة وذات بصمة لن أنساها.. في 2015 قرر رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم في ذلك الوقت أستاذ علاء عبد الهادي إسناد ملف الطيران المدني إلي وبدأت بالفعل في ملف الطيران المدني بخطوات بسيطة، هذا الأمر أزعج البعض وجدت نفسي خصم في معركة لا أعلم عنها شيء ، قاومت كثيرا حتى جاء قرار من مدير تحرير البوابة آنَذاك أن أتوقف عن النشر في هذا الملف .. كنت وقتها في صالة التحرير وسمعت مدير التحرير يقول "ما تخدوش شغل المطار تاني من إنجي " جن جنوني وقتها وبكيت قهرا، أصدقائي اعترضوا على ما حدث وقرروا ترك مصادرهم إذا لم تتراجع إدارة البوابة عن الأمر، في ذاك الوقت اختلطت عندي مشاعر الفرحة بالحزن ، الفرحة من موقف أصدقائي والحزن من الشخص المتسبب في القرار ، لحظات وجاء صديقي العزيز أحمد أنور يقول لي :" أستاذ #ياسر_رزق عنده اجتماع معانا انهاردة يا إنجي احكي له " قررت أن انتظر الاجتماع وعقلي يحدثني بأنه لا فائدة من الانتظار، لكن شيء بداخلي يخبرني ربما يحدث شيء ما.. انتظرت وجاء الأستاذ وبعد جلسة نقاش مع أعضاء البوابة قال : "فيه حد عنده مشكلة انا جاي أسمع منكم" . شعرت كأن القدر قاده اليوم لي وأن كلامه وموجه لي انا وقفت وشرحت الموقف وسألته لماذا يتم منعي ؟ أريد سبب واضح !.. هنا رد الأستاذ ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم موجه كلامه لصديقه و رئيس التحرير أستاذ علاء عبد الهادى هي شاطرة ولا لأ ؟ .. وجدت أستاذ علاء يرد : إنجي من أشطر الصحفيين هنا .. فسأل الأستاذ : لماذا سحبت منها ملف الطيران ؟ فرد أستاذ علاء : زميل في مكتب الأخبار معترض على وجودها وهدد بعدم صعود جريدة الأخبار على طائرات مصر للطيران! أستاذ ياسر انفعل وقال نصا إنجي ترجع المطار . انا ممتنة أن قرار رجوعي للكتابه في ملف الطيران صدر عن الأستاذ ياسر رزق بعد شهادة حق من أستاذ علاء عبد الهادي.. هكذا كان الجانب الآخر لأستاذ ياسر رزق، فالجميع يعرف أنه كاتب صحفي موهوب وأشطر صحفي في جيلة وصاحب كارزما وحضور ملفت وقلم مبدع .. ولكن في هذا الموقف و جدت فيه الإنسان الذي يرد الحقوق لأصحابها والذي يمنح الأمل لمن ليس له سند أو وسيط أو شلة أو معارف مهة ،رحل ياسر رزق الذي يقف مع الجميع ،وهو شخص لم تنجب مثله صاحبة الجلالة، ولن يتكرر ياسر رزق آخر في أخبار اليوم... وداعا أستاذي وقدوتي ومثلي الأعلى.
