فيلم تسجيلي عن الدور الوطني لنقابة الأشراف خلال احتفالية المولد النبوي    رئيس جامعة القناة يتفقد تجهيزات الكلية المصرية الصينية للعام الدراسي الجديد (صور)    «أنا مسامح والدها».. صلاح التيجاني يكشف ل«البوابة نيوز» سر انفصال والديّ خديجة ومحاولته للصلح    مصطفى بكري: أتمنى أن يأتي اليوم الذي تخفض فيه أسعار الكهرباء الصعبة على الناس    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال رفع كفاءة كوبري المشاة أمام شارع المدير    فلسطين ترحب بقرار الأمم المتحدة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتطالب مجلس الأمن بتنفيذ القرار    البنتاجون: واشنطن قلقة من التصعيد في الشرق الأوسط.. واتفاق وقف إطلاق النار مهم    مسئول روسى يعلن تدمير ثلثي دبابات أبرامز الأمريكية فى أوكرانيا    شاهد حالته حرجة .. نقل فهد المولد بطائرة خاصة إلى السعودية    فانتازي يلا كورة.. ما هي مباريات الجولة الخامسة؟    غزل المحلة يفوز على التحدى الليبى استعدادا لانطلاق الدورى الممتاز    مصرع ربة منزل سقطت من الطابق السابع في شبرا الخيمة    مصرع 3 أشخاص وإصابة 23 آخرين في حادث تصادم ميني باص بعمود إنارة بطريق مصر الإسماعيلية الصحراوي    بدءا من السبت المقبل، انخفاض درجات الحرارة    المؤبد لعاطل بتهمة الإتجار في المخدرات ومقاومة السلطات بالقليوبية    مصرع سيدة وزوجها إثر انقلاب موتوسيكل بطريق السويس الصحراوى    هيئة البث الإسرائيلية: عشرات الطائرات شاركت في الهجوم الأخير على لبنان    ما أهمله التاريخ الفني عن محمد عبد الوهاب، فعالية ثقافية جديدة بدمشق    كلام البحر.. الموسيقار حازم شاهين يستعد لإطلاق ألبوم موسيقى إنتاج زياد رحباني    علي جمعة في احتفال «الأشراف» بالمولد النبوي: فرصة لتجديد الولاء للرسول    مستشفى "حروق أهل مصر" يعزز وعي العاملين بالقطاع الصحي باحتفالية اليوم العالمي لسلامة المرضى    للكشف عن الأنيميا والتقزم.. فحص 500 ألف طالبًا وطالبة في بني سويف    أمين الفتوى: سرقة الكهرباء حرام شرعا وخيانة للأمانة    7 أبراج مواليدها هم الأكثر سعادة خلال شهر أكتوبر.. ماذا ينتظرهم؟    عاجل.. تطور مفاجئ في الانتخابات الأمريكية بسبب العرب.. ماذا يحدث؟    تعرف على شروط الانضمام للتحالف الوطنى    تكاليف مواجهة أضرار الفيضانات تعرقل خطة التقشف في التشيك    موقف إنساني ل هشام ماجد.. يدعم طفلًا مصابًا بمرض نادر    956 شهادة تراخيص لاستغلال المخلفات    "مجلس حقوق الإنسان": المجتمع الدولى لا يبذل جهودا لوقف إطلاق النار فى غزة    جوارديولا يحسم الجدل حول الذهاب إلى الدوري الإيطالي    مرصد الأزهر يحذر من ظاهرة «التغني بالقرآن»: موجة مسيئة    التحالف الوطني للعمل الأهلي يوقع مع 3 وزارات لإدارة مراكز تنمية الأسرة والطفولة    الدكتورة رشا شرف أمينًا عامًا لصندوق تطوير التعليم بجامعة حلوان    مركز الأزهر للفتوى: نحذر من نشر الشذوذ الجنسى بالمحتويات الترفيهية للأطفال    مدبولي: الدولة شهدت انفراجة ليست بالقليلة في نوعيات كثيرة من الأدوية    إحباط محاولة تعدٍ على قطعة أرض مستردة من أملاك الدولة بالأقصر    بينها التمريض.. الحد الأدنى للقبول بالكليات والمعاهد لشهادة معاهد 2024    التغذية السليمة: أساس الصحة والعافية    عاجل| رئيس الوزراء يكشف تفاصيل حالة مصابي أسوان بنزلة معوية    برلماني عن ارتفاع أسعار البوتاجاز: الناس هترجع للحطب والنشارة    من هن مرضعات النبي صلى الله عليه وسلم وإِخوته في الرَّضاع وحواضنه؟ الأزهر للفتوى يجيب    "الموت قريب ومش عايزين نوصله لرفعت".. حسين الشحات يعلق على أزمتي فتوح والشيبي    لبحث المشروعات الجديدة.. وفد أفريقي يزور ميناء الإسكندرية |صور    عاجل| حزب الله يعلن ارتفاع عدد قتلى عناصره من تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية ل 25    "بداية جديدة".. تعاون بين 3 وزارات لتوفير حضانات بقرى «حياة كريمة»    تشكيل أتالانتا المتوقع لمباراة أرسنال في دوري أبطال أوروبا    مركز الأزهر: اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها افتراء وتدليس    وزير التعليم العالي: لدينا 100 جامعة في مصر بفضل الدعم غير المحدود من القيادة السياسية    "ناجحة على النت وراسبة في ملفات المدرسة".. مأساة "سندس" مع نتيجة الثانوية العامة بسوهاج- فيديو وصور    الأوبرا تقدم العرض الأول لفيلم "مدرسة أبدية"    انطلاق المرحلة الخامسة من مشروع مسرح المواجهة والتجوال    انتشار متحور كورونا الجديد "إكس إي سي" يثير قلقًا عالميًا    3 شهداء خلال حصار الاحتلال منزلا في قباطية جنوب جنين    محافظ المنوفية يضع حجر أساس لمدرستين للتعليم الأساسي والتجريبية للغات بالبتانون    إخماد حريق نتيجة انفجار أسطوانة غاز داخل مصنع فى العياط    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة ضيفا على موناكو وآرسنال يواجه أتالانتا    «الأمر صعب ومحتاج شغل كتير».. تعليق مثير من شوبير على تأجيل الأهلي صفقة الأجنبي الخامس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمعة .. فيلسوف الكاريكاتير
البستان
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 30 - 10 - 2021

‬يبقى ‬دائماً ‬فى ‬حياة ‬البشر ‬لحظة ‬تتوقف ‬عندها ‬عقارب ‬الثوانى ‬ليكتب ‬التاريخ ‬سطوراً ‬على ‬ورق ‬الزمن ‬وينقش ‬أزميل ‬المصرى ‬القديم .. ‬هنا ‬عاش ‬فلان .. ‬ويغزل ‬الكاتب ‬على ‬نول ‬خاص ‬حكاية ‬فلان .. ‬وتستمر ‬الحياة، ‬قد ‬نتذكر ‬وأحياناً ‬ننسى، ‬وتأخدنا ‬هموم ‬خاصة ‬وحكايات ‬عبر ‬العمر ‬الممتد، ‬ولكن ‬يبقى ‬جمعة ‬حدوتة ‬إنسانية ‬خاصة ‬ترفض ‬قوانين ‬البشر ‬فى ‬النسيان .. ‬ترك ‬جمعة ‬‮«‬حته ‬منه ‬فينا‮»‬ ‬باقية ‬تذكرنا ‬به:‬ ‬هنا ‬جلسنا ‬على ‬قهوة ‬التكعيبة .. ‬انتظرته ‬بمقر ‬الجمعية .. ‬زرته ‬فى ‬روز ‬اليوسف .. ‬حضر ‬زفافى .. ‬سلفنى ‬أنا ‬المفلس ‬دائما .. ‬كلمات ‬تسمعها ‬ولا ‬تبحث ‬عن ‬بطل ‬الحدوتة ‬أبداً .. ‬لأنك ‬تعرفه ‬عشت ‬معه ‬كثيراً ‬دندنت ‬معه ‬أغنية ‬فات ‬المعياد ‬يقبل ‬منك ‬نقد ‬رسومه ‬وهو ‬من ‬هو ‬الأستاذ ‬ولكنه ‬أراد ‬ان ‬يعلمنا ‬ويزرع ‬فينا ‬بستان ‬80 ‬سنة ‬فن ‬وحكايات ‬وشقاوة ‬وخفة ‬دم ‬وصرامة ‬ومواقف ‬لا ‬تلين .. ‬ابن ‬المنطقة ‬الشعبية ‬الجدع ‬بزيادة .. ‬عمنا ‬جمعة ‬يبقى ‬حدوتة ‬مصرية ‬خاصة ‬ورسوم ‬تحمل ‬بصمة ‬فى ‬حركة ‬الكاريكاتير ‬المصرى ‬والعربى ‬والعالمى ‬ساكن ‬جوانا ‬بأحلى ‬مافينا ‬حلمنا ‬الدائم ‬له ‬أن ‬يعيش ‬أطول ‬من ‬عمره .. ‬ولكنه ‬القدر ‬لا ‬يستأذن ‬
وعند ‬الانصراف ‬لا ‬نملك ‬
سوى ‬الرحمة . ‬
صلاح ‬بيصار ‬يكتب : فيلسوف ‬الكاريكاتير ‬الاجتماعى
عن ‬يناهز ‬80 ‬عاما ‬رحل ‬الفنان ‬جمعة ‬فرحات ‬بعد ‬سنوات ‬من ‬المعاناة ‬مع ‬المرض.. ‬ويُعد ‬فيلسوف ‬الكاريكاتير ‬الأجتماعى..‬من ‬الجيل ‬التالى ‬لمؤسسى ‬المدرسة ‬المصرية ‬الحديثة ‬للكاريكاتير: ‬جاهين ‬وحجازى ‬ومصطفى ‬حسين ‬وزملائهم..‬جيل ‬الخمسينيات ‬بعد ‬الرواد ‬الأوائل ‬بدءًا ‬من ‬العلامة ‬الأولى:‬صاروخان ‬المصرى ‬الأرمينى.. ‬ورخا ‬صاحب ‬أول ‬لمسة ‬مصرية..‬وعبدالسميع ‬وزهدى ‬وطوغان. ‬
وهو ‬صاحب ‬البرنامج ‬التلفزيونى ‬الشهير ‬‮«‬جمعة ‬كل ‬جمعة‮»‬.. ‬وكان ‬رئيساً ‬للجمعية ‬المصرية ‬للكاريكاتير..‬مظلة ‬رسامى ‬الكاريكاتير ‬فى ‬مصر..‬والتى ‬كان ‬لها ‬فى ‬عهده.. ‬الدور ‬الحيوى ‬والدافع ‬للكاريكاتير ‬المصرى ‬بعد ‬ماشهد ‬من ‬انحسارفى ‬الصحف..‬فقد ‬انتقل ‬من ‬الصحيفة ‬إلى ‬اللوحة ‬داخل ‬قاعات ‬العرض ‬الفنية..‬ومايعزينا ‬ماترك ‬من ‬ثروة ‬فنية ‬هائلة ‬فى ‬الكاريكاتير ‬السياسى ‬والاجتماعى..‬والصور ‬الشخصية ‬‮«‬البورتريه‮»‬..‬لرموز ‬الثقافة ‬والفن ‬والسياسة ‬ونجوم ‬السينما.‬
الكاريكاتير..‬والصحافة ‬المصرية ‬
فن ‬الكاريكاتير ‬فن ‬مشاكس ‬بلغته ‬النافذة ‬الخاطفة ‬كالبرق ‬السريع.. ‬من ‬خلال ‬خطوط ‬موحية ‬وعبارات ‬تضىء ‬على ‬الفكرة ‬المرسومة.. ‬وفى ‬أحيان ‬كثيرة ‬بلغة ‬صامتة ‬بدون ‬كلام ‬أو ‬تعليق ‬يخاطب ‬الوجدان.. ‬وهو ‬فن ‬يكشف ‬ويواجه ‬ويتصدى ‬بريشة ‬ذكية ‬لماحة.. ‬أيضاً ‬يرسم ‬البسمة ‬والضحكة ‬على ‬الوجوه ‬ويخاطب ‬القلوب ‬والعقول..‬خاصة ‬فى ‬عصرنا ‬المضطرب ‬المسكون ‬بالأزمات ‬وبؤر ‬الصراع..‬وهو ‬يعمد ‬إلى ‬التغيير ‬فى ‬طلاقة ‬و ‬حرية.. ‬أداته ‬الرمز ‬بعيداً ‬عن ‬المباشرة ‬والقوالب ‬المحفوظة.‬
عرفت ‬الصحافة ‬المصرية.. ‬الكاريكاتير ‬فى ‬الربع ‬الأول ‬من ‬القرن ‬العشرين ‬على ‬يد ‬ثلاثة ‬من ‬الرواد ‬الأجانب ‬بعد ‬ثورة ‬1919 ‬بقليل..‬فقد ‬استقبلت ‬مصر ‬الأسبانى ‬‮«‬خوان ‬سانتوس‮»‬.. ‬الذى ‬جاء ‬إليها ‬للعمل ‬أستاذاً ‬فى ‬مدرسة ‬الفنون‮»‬ ‬الجميلة..‬فجعل ‬منه ‬الصحفى ‬سليمان ‬فوزى ‬الرسام ‬الأول ‬لمجلة ‬الكشكول..‬ثم ‬جاء ‬التركى ‬‮«‬على ‬رفقى‮»‬ ‬رسام ‬المساحة ‬العسكرية ‬الذى ‬اختطفته ‬دار ‬الهلال..‬ورسم ‬فى ‬المصور ‬والفكاهة.‬.‬وثالثهما ‬الأرمينى ‬الكسندر ‬صاروخان ‬الذى ‬اكتشفه ‬الكاتب ‬محمد ‬التابعى ‬وبدأ ‬معه ‬الرسم ‬فى ‬روزاليوسف..‬وهو ‬صاحب ‬اللهجة ‬الأكثر ‬قرباً ‬من ‬الشخصية ‬المصرية ‬والأكثر ‬تأثيراً.. ‬وكان ‬معهم ‬الرائد ‬محمد ‬حسن ‬ومثال ‬مصر ‬مختار ‬وكانا ‬يرسمان ‬فى ‬الكشكول.‬
انتقل ‬صاروخان ‬من ‬روزاليوسف ‬إلى ‬آخر ‬ساعة ‬1934 ‬ومنها ‬إلى ‬أخبار ‬اليوم ‬مع ‬الاخوين ‬على ‬ومصطفى ‬أمين ‬أول ‬من ‬أسسا ‬وقدما ‬صحافة ‬مصرية ‬تستمر ‬بلا ‬توقف..‬وعندما ‬أطلقت ‬روسيا ‬أول ‬صاروخ ‬فى ‬الفضاء..‬رسم ‬عبدالمنعم ‬رخا ‬الرائد ‬المصرى ‬الأول ‬فى ‬فن ‬الكاريكاتير ‬رسما ‬تحية ‬إلى ‬صاروخان ‬الفنان ‬الكبير ‬وجاء ‬التعليق:‬‮»‬ ‬واحنا ‬كمان ‬عندنا ‬صاروخان ‬‮»‬.‬
ورخا ‬أول ‬رسام ‬مصرى ‬يحترف ‬هذا ‬الفن ‬بالمعنى ‬الحقيقى..‬وكان ‬عليه ‬مسؤولية ‬ضخمة ‬ألا ‬وهى ‬تمصير ‬الكاريكاتير ‬المصرى ‬وتحريره ‬من ‬اللكنة ‬أو ‬اللهجة ‬البصرية ‬الأجنبية.. ‬
بينما ‬نجد ‬‮«‬أحمد ‬طوغان ‬‮»‬ ‬مع ‬‮«‬عبدالسميع‮»‬ ‬و«زهدى‮»‬..‬العلامة ‬والنقلة ‬الثانية ‬فى ‬هذا ‬الفن ‬بعد ‬رخا..‬وساهم ‬الثلاثة ‬فى ‬فتح ‬باب ‬المدرسة ‬المصرية ‬الحديثة ‬فى ‬فن ‬الكاريكاتير ‬والتى ‬اعتمدت ‬على ‬الاختزال ‬والتلخيص ‬فى ‬الخطوط..‬كما ‬مزجت ‬السياسة ‬بالكاريكاتير ‬الاجتماعى..‬تزعمها ‬فى ‬تواصل ‬من ‬الخمسينيات:‬جاهين ‬وحجازى ‬ومصطفى ‬حسين ‬ومعهم ‬بهجت ‬وبهجورى ‬وليثى ‬وحسن ‬حاكم ‬ومن ‬جيل ‬الستينيات ‬اللباد ‬وفنانا ‬جمعة ‬وكمال ‬ودياب ‬وعز ‬العرب ‬ومحمد ‬حاكم.. ‬إلى ‬توالى ‬أجيال ‬هذا ‬الفن ‬المشاكس ‬الذى ‬مايزال ‬يتألق..‬ويضخ ‬الكثير ‬من ‬رساميه.‬
جمعة.. ‬وكاريكاتيرالطفولة ‬
بدأت ‬قصة ‬جمعة ‬مع ‬الرسم ‬ككل ‬الاطفال.. ‬يرسم ‬فى ‬كراسات ‬الدراسة ‬مع ‬كراسة ‬الرسم..‬وفى ‬المرحلة ‬الثانوية ‬غلب ‬عليه ‬الفن‮»‬ ‬وكان ‬طالباً ‬بالمدرسة ‬السعيدية ‬‮«‬حتى ‬أنه ‬فى ‬مادة ‬اللغة ‬الإنجليزية ‬كان ‬يستبدل ‬كتابة ‬الدروس ‬بالرسوم..‬وحين ‬وشى ‬أحد ‬الطلبة ‬لأستاذ ‬المادة ‬‮«‬البرت ‬مسيحة‮»‬.. ‬طلب ‬منه ‬الكراسة ‬ومع ‬خوفه ‬الشديد.. ‬طالع ‬‮«‬مستر‮»‬ ‬مسيحة ‬رسوماً ‬كاريكاتيرية.. ‬لكل ‬أساتذة ‬المدرسة ‬مع ‬صور ‬من ‬الحياة ‬والناس.. ‬وهنا ‬قال ‬له ‬نلتقى ‬بعد ‬الحصة.. ‬وصحبه ‬معه ‬إلى ‬منزله ‬وأعطاه ‬كتاباً ‬فى ‬فن ‬الكاريكاتير ‬باللغة ‬الإنجليزية.. ‬بل ‬وأخذه ‬إلى ‬مجلة ‬روزاليوسف ‬وهناك ‬تعرف ‬على ‬الفنان ‬بهجت ‬عثمان ‬الذى ‬أعجب ‬بكشكول ‬المدرسة..‬الملىء ‬بالرسوم ‬وبدأ ‬فى ‬التردد ‬على ‬المجلة ‬ونشر ‬أول ‬كاريكاتير ‬له ‬عام ‬1957 ‬ب ‬‮«‬نادى ‬الرسامين‮»‬.. ‬ورغم ‬التحاقه ‬بكلية ‬التجارة.. ‬إلا ‬أنه ‬واصل ‬الرسم ‬والكاريكاتيربرعاية ‬الفنانين: ‬بهجت ‬وناجى ‬كامل ‬وانضم ‬إلى ‬مجلة ‬صباح ‬الخير.. ‬وفى ‬عام ‬1964كتب ‬عنه ‬أستاذنا ‬حسن ‬فؤاد ‬الفنان ‬الشامل ‬وراعى ‬الموهوبين ‬فى ‬الفن ‬والصحافة: ‬‮«‬جمعة ‬رسام ‬جديد ‬ورقيق ‬الخط.. ‬هادىء ‬السخرية ‬يطوف ‬بملامح ‬المشاهير.. ‬عابثاً ‬من ‬تضاريس ‬وجوههم ‬على ‬استحياء.. ‬وبالطبع ‬ستزداد ‬جرأته ‬على ‬مر ‬السنين.. ‬وبالفعل ‬تطورت ‬خطوطه ‬وأصبح ‬له ‬لغته.. ‬فى ‬الكاريكاتير ‬السياسى ‬والاجتماعى ‬بمسدس ‬كاتم ‬للصوت.‬
ومن ‬فرط ‬تألقه.. ‬فى ‬عام ‬1984 ‬عمل ‬عقداً ‬مع ‬وكيل ‬اعماله ‬فى ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأمريكية ‬يُدعى ‬‮«‬جيرى ‬روبنسون‮»‬.. ‬ونشر ‬رسومه ‬فى ‬الصحف ‬فى ‬أنحاء ‬العالم..‬لقيمتها ‬وتاثيرها ‬التعبيرى ‬من ‬بينها ‬صحيفة ‬‮«‬هيرالد ‬تربيون ‬‮»‬ ‬الأمريكية ‬و‮«‬يوميورى‮»‬ ‬اليابانية ‬ذات ‬الانتشار ‬والتى ‬توزع ‬12 ‬مليون ‬نسخة.. ‬وكانت ‬رسومه ‬تنشر ‬من ‬قبل ‬فى ‬مصر.‬
‬عمل ‬جمعة ‬بالعديد ‬من ‬صحف ‬المعارضة.. ‬مما ‬أعطاه ‬مساحة ‬من ‬الحرية ‬فى ‬الرسوم ‬والافكار.. ‬وقد ‬وجد ‬بغيته ‬فى ‬جريدة ‬الشعب ‬فى ‬فترتها ‬الأولى ‬ذات ‬الاتجاه ‬الناصرى..‬فى ‬هذه ‬الفترة ‬جاء ‬انتقاده ‬وتصديه ‬للحكومة ‬والمسؤولين ‬ورسومه.. ‬للشخصيات ‬الرسمية ‬بالكاريكاتيرعامى ‬1986 ‬و ‬1987.. ‬وهنا ‬صدر ‬كتابه ‬‮«‬حكومات ‬ومعارضة ‬‮»‬ ‬الذى ‬جمع ‬فيه ‬حصاد ‬هذه ‬الرسوم.‬
وفى ‬عام ‬1990 ‬عندما ‬عرض ‬عليه ‬الرسم ‬بالوفد.. ‬وجمعة ‬يمثل ‬التيار ‬اليسارى ‬جاءت ‬حيرته..‬لكن ‬الرسام ‬زهدى ‬أشار ‬عليه ‬بالموافقة ‬بلا ‬تردد ‬بقوله: ‬إن ‬رسام ‬الكاريكاتير ‬يحتاج ‬إلى ‬نافذة ‬يطل ‬منها ‬مسافة ‬كل ‬يوم.. ‬وهو ‬ما ‬تتيحه ‬الجريدة ‬اليومية ‬وقال ‬له ‬حجازى: ‬نحن ‬مسؤولون ‬عن ‬التاريخ..‬وليس ‬الجغرافيا ‬مادامت ‬هناك ‬حرية‮»‬.. ‬أما ‬اللباد ‬فجاءت ‬موافقته.. ‬ففى ‬هذا ‬تأكيد ‬بأن ‬رسام ‬الكاريكاتير ‬مؤسسة ‬مستقلة ‬بذاتها..‬وطوال ‬خمس ‬سنوات ‬لم ‬تُرفض ‬له ‬سوى ‬3رسوم ‬فقط.. ‬لأسباب ‬سياسية ‬خاصة ‬بالحزب ‬والصحيفة..‬ولم ‬يتعارض ‬عمله ‬مع ‬توجهه ‬السياسى. ‬
‬انتفل ‬جمعة ‬من ‬روزاليوسف ‬التى ‬يرسم ‬بها ‬مع ‬صباح ‬الخير.. ‬إلى ‬مؤسسة ‬الأهرام ‬فى ‬التسعينيات ‬وكانت ‬رسومه ‬فى ‬‮«‬الاهرام ‬ويكلى‮»‬ ‬أيضاً.. ‬الأكثر ‬تعبيراً ‬إلى ‬شخصيته ‬الفنية ‬المشاكسة ‬بالرسوم.. ‬بتشجيع ‬من ‬رئيس ‬تحريرها ‬الكاتب ‬حسنى ‬جندى..‬الذى ‬كان ‬يعطيه ‬مساحة ‬من ‬الحرية ‬فى ‬الكاريكاتير ‬السياسى.‬
هو.. ‬ودنيا ‬المكاريكاتير ‬
جمعة ‬فرحات ‬صاحب ‬نظرة ‬ثاقبة ‬فى ‬الكاريكاتير ‬السياسى، ‬خاصة ‬فى ‬رسومه ‬التى ‬ناصر ‬فيها ‬القضية ‬الفلسطينية ‬والدفاع ‬عن ‬الأقصى ‬بالكاريكاتير..‬جاءت ‬فى ‬أكثر ‬من ‬600 ‬رسم ‬ونشر ‬منها ‬منتخبات ‬فى ‬كتابه ‬‮«‬سلام ‬الدم‮»‬.. ‬حتى ‬أنه ‬أتهم ‬من ‬قِبل ‬إسرائيل ‬بمعاداته ‬للسامية !.. ‬ومن ‬بينها ‬مارسمه ‬لرؤساء ‬وزراء ‬إسرائيل ‬منذ ‬نشأتها ‬وكل ‬منهم ‬تحت ‬شخصيته ‬اسم ‬المذبحة ‬التى ‬اشتهر ‬بها.. ‬وهذا ‬يؤكد ‬خطورة ‬فن ‬الكاريكاتير.‬
إلا ‬أنه ‬أيضاً ‬كانت ‬له ‬ريشته ‬المتألقة ‬فى ‬الكاريكاتير ‬الاجتماعى ‬وقد ‬رسم ‬بورتريه ‬أو ‬صورة ‬شخصية ‬للوطن..‬وفى ‬الحقيقة ‬تعد ‬رسومه.. ‬من ‬أجمل ‬الرسوم ‬المصرية ‬وأكثرها ‬تأثيراً ‬وصلة ‬بالواقع.. ‬بتلك ‬الخطوط ‬المستديرة ‬والمنحنية ‬المتكسرة ‬والمتآكلة ‬التى ‬جسد ‬فيها ‬مشكلات ‬وهموم ‬واقع ‬الحياة ‬اليومية.. ‬بتلك ‬الشخوص ‬ذات ‬الجيوب ‬الخاوية ‬التى ‬تنتمى ‬لمصر ‬الشعبية.. ‬من ‬هموم ‬موظفى ‬الدرجة ‬الثالثة ‬ومن ‬فاتتهم ‬العلاوة.. ‬ونسيهم ‬السلم ‬الوظيفى ‬وأصحاب ‬المعاشات ‬والمهمشين ‬من ‬أصحاب ‬الحرف.. ‬يحملون ‬ملامح ‬كسيرة ‬متاكلة.. ‬من ‬فرط ‬الصراع ‬مع ‬الحياة ‬والحكومات ‬والظلم ‬فى ‬العمل.. ‬وعالج ‬أيضاً ‬مواجهة ‬مشكلات ‬زيادة ‬معدلات ‬الطلاق ‬وارتفاع ‬سن ‬الزواج ‬والصور ‬المقلوبة ‬للحب.. ‬وأزمة ‬أنابيب ‬البوتاجاز ‬والثانوية ‬العامة ‬ومكتب ‬التنيسيق ‬والرياضة ‬وصندوق ‬النقد ‬الدولى ‬وهوس ‬كرة ‬القدم ‬والانتخابات ‬وأحلام ‬الطفولة ‬وغلاء ‬اللحوم.. ‬وحواديت ‬النساء ‬والصراع ‬بين ‬الأزواج ‬والموسيقى ‬والطرب ‬والأغانى ‬الشبابية.. ‬وكلها ‬مشاكل ‬يعيشها ‬المجتمع.‬
وملامح ‬شخصيات ‬جمعة ‬فى ‬الكاريكاتير.. ‬تبدو ‬بوجوه ‬بارزة ‬مسكونة ‬بالروح ‬المصرية.. ‬وهو ‬يجسد ‬الانفعالات ‬تبعاً ‬لكل ‬موقف.. ‬من ‬الغضب ‬والفرح ‬والقلق ‬والتوتر ‬والخوف ‬والحزن ‬والآلم.‬
وكان ‬مثقفاً ‬ومتابعاً ‬جيداً ‬ومتأملاً ‬لكل ‬ما ‬يدور ‬بالمجتمع.. ‬يقول: ‬‮«‬الكاريكاتير ‬له ‬قوة ‬المقال ‬وأكثر ‬والمقال ‬لابد ‬أن ‬تقرأه ‬ولكن ‬الكاريكاتير ‬مدته ‬نصف ‬دقيقة.. ‬توصل ‬ما ‬أريده ‬أما ‬قراءة ‬المقال.. ‬فتستفرق ‬نصف ‬ساعة ‬لتصل ‬الفكرة‮»‬.‬
وهنا ‬تعد ‬أفكاره ‬بالرسوم ‬أقرب ‬إلى ‬البرقيات ‬السريعة..‬بعضها ‬بدون ‬كلام ‬والبعض ‬الآخر.. ‬من ‬التعليق ‬بالكلمات ‬يضىء ‬مع ‬الرسم ‬ويوضح ‬الفكرة.‬
جمعة ‬كل ‬جمعة ‬
وجمعة ‬صاحب ‬البرنامج ‬الشهير ‬‮«‬جمعة ‬كل ‬جمعة‮»‬ ‬وهو ‬برنامج ‬تلفزيونى ‬سياسى ‬اجتماعى ‬بالكاريكاتير.. ‬يناقش ‬قضايا ‬الوطن ‬وقضايا ‬العالم.. ‬ظل ‬يبث ‬أسبوعياً ‬سنوات ‬عديدة.. ‬أكثر ‬من ‬عشر ‬سنوات ‬بقناة ‬النيل ‬للاخبار ‬من ‬بداياتها ‬الأولى ‬وانتقل ‬إلى ‬النيل ‬الثقافية.‬
حين ‬بدا ‬فى ‬قناة ‬الأخبار.. ‬رحبت ‬بفكرته ‬الأستاذة ‬سميحة ‬دحروج ‬رئيس ‬القناة.. ‬وهى ‬التى ‬اقترحت ‬عنوانه ‬‮«‬جمعة ‬كل ‬جمعة‮»‬ ‬ورغم ‬إعجابه ‬بالاسم.. ‬وهو ‬مثير ‬فيه ‬حيوية ‬يجد ‬رواجاً ‬لدى ‬المشاهد.. ‬إلا ‬أنه ‬تحفظ ‬خوفا ‬من ‬الذاتية ‬والنرجسية ‬فنفت ‬له ‬ذلك ‬واستقر ‬الرأى ‬عليه..‬كان ‬جمعة ‬يتابع ‬الصحف ‬العالمية ‬والعربية ‬والمصرية ‬ويقتطع ‬منها ‬الكاريكاتير.. ‬ومع ‬ظهور ‬الإنترنت ‬بدأ ‬يدخل ‬على ‬كل ‬المواقع ‬للصحف ‬والمجلات ‬الأوروبية ‬والأمريكية.. ‬وعقب ‬أحداث ‬11 ‬من ‬سبتمبر ‬كان ‬يعرض ‬الكاريكاتير ‬المعارض ‬للشرق ‬العربى ‬والإسلامى.. ‬و ‬يقوم ‬بالتحليل ‬والشرح ‬للرسوم ‬الأجنبية ‬من ‬نكت ‬الكاريكاتير.. ‬والشخصيات ‬المصورة ‬من ‬رموز ‬السياسة ‬والثقافة.. ‬بأسلوبه ‬الهادىء ‬البسيط ‬والعميق ‬الذى ‬يمس ‬الوجدان.‬
وهناك ‬جانب ‬آخر ‬فى ‬شخصية ‬جمعة ‬الفنية.. ‬فقد ‬جاءت ‬وجوهه ‬من ‬الصور ‬الشخصية ‬لنجوم ‬السينما.. ‬أكثر ‬تعبيرا ‬عن ‬الصور ‬الواقعية.. ‬لما ‬تحمل ‬من ‬روح ‬الشخصية..‬وفى ‬احدى ‬رسومه ‬اختار ‬ستة ‬من ‬نجوم ‬الزمن ‬الجميل ‬‮«‬الأبيض ‬والأسود‮»‬.. ‬واستدعى ‬لكل ‬نجم ‬أشهر ‬قول ‬أو ‬تعبيرمصاحب ‬لشخصيتة..‬ ‬فنرى ‬استيفان ‬روستى ‬يقول: ‬‮«‬نشنت ‬يافالح‮»‬.. ‬ونجيب ‬الريحانى: ‬‮«‬أنا ‬كدا ‬حظى ‬كدا‮»‬ ‬بينما ‬قالت ‬مارى ‬منيب ‬‮«‬مدوباهم ‬اتنين !.. ‬‮«‬وعبدالفتاح ‬القصرى ‬يردد ‬قولته ‬الشهيرة: ‬‮«‬ياصفايح ‬الزبدة ‬السايحة‮»‬.. ‬وزينات ‬صدقى ‬تقول: ‬‮«‬كتاكيتو ‬بنى‮»‬ ‬وإسماعيل ‬يس: ‬‮«‬جتك ‬نيلة ‬وأنت ‬شبهى‮»‬.. ‬ويبقى ‬تعليق ‬الجيل ‬الجديد ‬للأب ‬أسفل ‬الصور: ‬‮«‬انتو ‬جيل ‬أبيض ‬وأسود ‬و... ‬و..‬‮»‬.‬
هكذا ‬كان ‬صاحب ‬فكر ‬وفن..‬كان ‬تعبيرياً ‬جعل ‬من ‬ريشته ‬الذكية ‬ما ‬يعكس ‬لهموم ‬الإنسان ‬فى ‬واقعنا ‬المعاصر. ‬
رئيس ‬الجمعية ‬المصرية ‬للكاريكاتير ‬
تعد ‬الجمعية ‬المصرية ‬للكاريكاتير..‬مظلة ‬فنانى ‬كاريكاتير ‬مصر.. ‬تأسست ‬عام ‬1983 ‬بفكر ‬الفنان ‬زهدى ‬وكان ‬رئيسها ‬الأول ‬الفنان ‬رخا.. ‬وبعده ‬تولى ‬الفنان ‬مصطفى ‬حسين ‬وقد ‬لعبت ‬الجمعية ‬دوراً ‬مهماً ‬تحت ‬رئاسته ‬وأصدرت ‬مجلة ‬‮«‬كاريكاتير‮»‬ ‬التى ‬تبنت ‬المواهب ‬الجديدة ‬وشجعت ‬الرسامين ‬الشباب ‬بنشر ‬رسومهم..‬وفى ‬عهد ‬الفنان ‬طوغان ‬الذى ‬تولى ‬بعد ‬مصطفى ‬حسين..‬جاءت ‬فكرة ‬الملتقى ‬الدولى ‬للكاريكاتير.. ‬التى ‬عضدها ‬الفنان ‬جمعة ‬باعتبار ‬الكاريكاتير ‬لغة ‬عالمية ‬من ‬أجل ‬إثراء ‬الحركة ‬الفنية.. ‬والتأكيد ‬على ‬دورها ‬الحيوى ‬فى ‬المجتمع ‬فى ‬مصر ‬والعالم ‬باعتباره ‬أحد ‬الفنون ‬البصرية ‬التى ‬تعمل ‬على ‬الكشف ‬والتحليل ‬للظواهر ‬السياسية ‬والاجتماعية..‬ومع ‬دور ‬الفنان ‬عفت ‬رسام ‬أخبار ‬اليوم ‬رئيس ‬اتحاد ‬منظمات ‬الكاريكاتير ‬فرع ‬مصر ‬وبترشيح ‬وتشجيع ‬من ‬الفنان ‬جمعة ‬لتلميذه ‬الفنان ‬فوزى ‬مرسى ‬قوميسيراً ‬عام ‬‮«‬منسقاً ‬ومنظما‮»‬ ‬للملتقى..‬من ‬بداية ‬انطلاق ‬الملتقى ‬فى ‬دورته ‬الأولى.. ‬اختارالملتقى ‬قضايا ‬تمس ‬المجتمع ‬الدولى ‬على ‬اختلاف ‬بلدان ‬العالم ‬وكان ‬الموضوع ‬الرئيسى ‬فى ‬الدورة ‬الأولى ‬‮«‬مصر ‬فى ‬عيون ‬رسامى ‬الكاريكاتير ‬‮«‬عام ‬2014 ‬وناقش ‬الملتقى ‬الثانى ‬قضايا‮»‬ ‬الصحة ‬وتحدى ‬الفقر ‬‮«‬وعالج ‬‮«‬قضية ‬التعليم‮»‬ ‬بينما ‬كانت ‬الدورة ‬الرابعة ‬له ‬حول ‬المراة ‬وقضاياها ‬فى ‬مصر ‬والعالم ‬الثالث..‬بمناسبة ‬اختيار ‬2017 ‬عاما ‬للمراة ‬المصرية.‬
وجاء ‬الملتقى ‬فى ‬دورته ‬الخامسة ‬حول ‬‮«‬مونديال ‬2018 ‬‮«‬وتناولت ‬الرياضة ‬بشكل ‬عام ‬مع ‬كرة ‬القدم ‬بمناسبة ‬كأس ‬العالم ‬الذى ‬أقيم ‬بروسيا.‬
وحملت ‬الدورة ‬السادسة ‬شعار ‬‮«‬الثقافة‮»‬ ‬بمعناها ‬المتسع ‬الشامل ‬بوسائلها ‬المختلفة ‬والتى ‬تالقت ‬من ‬بداية ‬تاريخ ‬الحضارات ‬إلى ‬وقتنا ‬الحالى ‬وصنعت ‬جسورا ‬من ‬التواصل ‬والحوار ‬بين ‬مختلف ‬دول ‬العالم..‬
‬من ‬الكتاب ‬الورقى ‬والصحيفة ‬والمجلة ‬إلى ‬الدراما ‬فى ‬السينما ‬والمسرح ‬والأوبرا ‬والشاشة ‬الصغيرة ‬وفى ‬عمق ‬الثقافة ‬العالمية ‬جاء ‬الاحتفاء ‬باديب ‬نوبيل ‬نجيب ‬محفوظ ‬من ‬خلال ‬عشرات ‬الصور ‬الشخصية ‬له ‬فى ‬ملحمة ‬تعبيرية ‬تنوعت ‬فيها ‬الريشة ‬من ‬فنان ‬إلى ‬آخر..‬وإذا ‬كان ‬الكاريكاتير ‬المصرى ‬والعربى ‬قد ‬تالق ‬وازدهر ‬بمساحات ‬متسعة ‬بالصحافة.. ‬إلا ‬أنه ‬يشهد ‬حالياً ‬انحساراً ‬فى ‬الصحف.. ‬وقد ‬عوض ‬ذلك ‬وأصبحت ‬لوحة ‬الكاريكاتير ‬تتحاور ‬مع ‬لوحة ‬التصوير ‬بعد ‬أن ‬انتقلت ‬إلى ‬قاعات ‬العرض ‬مشاركة ‬فى ‬حركة ‬الإبداع.. ‬بلمسة ‬رسامى ‬مصر ‬من ‬مختلف ‬الأجيال.. ‬مع ‬رسامى ‬العالم ‬شرقه ‬وغربه.‬
ومع ‬ايزابلا ‬البولندية ‬شاركت ‬بنات ‬حواء ‬من ‬الفنانات ‬من ‬مصر ‬والدول ‬العربية ‬كل ‬فنانة ‬مساحة ‬وكل ‬مساحة ‬تعبير: ‬أمنة ‬الحمادى ‬من ‬الإمارات ‬وعفراء ‬يوسف ‬من ‬سوريا ‬ومن ‬الكويت ‬سارة ‬النومس ‬وضحاً ‬الناصر ‬ومنى ‬التميم ‬مع ‬هدير ‬يحيى ‬ومروة ‬إبراهيم ‬ونورا ‬ورشا ‬مهدى ‬من ‬مصر.‬
هكذا ‬شهد ‬ملتقى ‬الكاريكاتير ‬الدولى ‬فى ‬دوراته ‬العديدة.. ‬التألق ‬والازدهار ‬بفضل ‬دعم ‬الفنان ‬جمعة ‬رئيس ‬الجمعية ‬المصرية ‬للكاريكاتير.. ‬هذا ‬الدعم ‬المعنوى ‬وتشجيع ‬الشباب..‬حتى ‬حقق ‬مكانة ‬كبيرة ‬بين ‬ملتقيات ‬ومشاركات ‬الكاريكاتير ‬فى ‬العالم.‬
إنسانيته ‬
كان ‬الفنان ‬جمعة ‬فرحات ‬رئيس ‬الجمعية ‬المصرية ‬للكاريكاتير.. ‬هادئاً ‬مبتسماً ‬مهذباً ‬محباً ‬للجميع.. ‬وكان ‬راعياً ‬واباً ‬روحياً.. ‬لكل ‬أجيال ‬الفن ‬المشاكس ‬فى ‬فن ‬الكاريكاتير ‬من ‬الشباب..‬محتفيا ‬دائماً ‬ومضيئاً ‬على ‬أعمال ‬زملائه ‬من ‬الفنانين ‬الكبار. ‬
فى ‬عام ‬2016..‬عندما ‬أقيم ‬معرض ‬الفنان ‬طوغان ‬‮«‬ليالى ‬الشرق‮»‬ ‬بجاليرى ‬ارت ‬كورنر ‬احتفاء ‬بفنه ‬بعد ‬رحيله ‬‮«‬معرض ‬تصوير ‬بالكاريكاتير‮»‬ ‬كان ‬من ‬المقرر ‬أن ‬يفتتح ‬المعرض ‬الفنان ‬جمعة.. ‬فى ‬ذلك ‬الوقت ‬المت ‬به ‬وعكة ‬صحية ‬صعبة ‬وكان ‬خارجاً ‬من ‬المستشفى.. ‬وما ‬زالت ‬توصيلات ‬التنفس ‬بأنفه.. ‬ورغم ‬هذا ‬تحامل ‬على ‬نفسه ‬وجاء ‬بكل ‬حب.. ‬وافتتح ‬المعرض.. ‬وكان ‬مساءً ‬رائعاً ‬وقد ‬أشاع ‬بإنسانيته ‬البهجة ‬فى ‬الحضور ‬من ‬الزملاء ‬الفنانين.. ‬وجلس ‬بعد ‬الافتتاح ‬وسط ‬زملائه.. ‬هكذا ‬كان ‬دائماً.. ‬شديد ‬الإنسانية ‬مع ‬دوره ‬ولمسته ‬المؤثرة ‬فى ‬الكاريكاتير.‬
يقول ‬الفنان ‬فوزى ‬مرسى ‬أحد ‬تلاميذه: ‬رحيل ‬الفنان ‬جمعة ‬يوم ‬حزين ‬للكاريكاتير ‬ولنا ‬جميعا.. ‬ورغم ‬مرضه ‬فى ‬الفترة ‬الأخيرة ‬كنا ‬نلجأ ‬إليه ‬دائماً ‬فى ‬أى ‬مشكلات ‬نواجهها.. ‬وهو ‬أحد ‬أهم ‬من ‬دعموا ‬تلك ‬المهنة ‬طوال ‬فترة ‬رئاسته ‬للجمعية ‬حتى ‬آخر ‬حياته.‬
وسوف ‬تقوم ‬الجمعية ‬المصرية ‬للكاريكاتير..‬بتنظيم ‬فاعلية ‬تكريم ‬لجمعة ‬الإنسان ‬والفنان ‬بالتنسيق ‬مع ‬اسرته ‬لعرض ‬منتخبات ‬من ‬ابداعاته ‬وبورتريهات ‬‮«‬صور ‬شخصية‮»‬ ‬له.. ‬رسمها ‬فنانون ‬من ‬مختلف ‬الأجيال.‬
سلام ‬عليه ‬وتحية ‬إلى ‬روحه..‬بعمق ‬عطائه ‬الفنى ‬والانسانى. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.