منذ سنوات طويلة لم يفرز عمل تلفزيونى درامى ما أحدثه مسلسل "الاختيار" فى الجزء الأول رمضان الماضى والجزء الثانى فى رمضان الجارى فقد نجح العمل فى إثارة ضجة وجدل بين المصريين خاصة والعرب عامة بعد أن شاهدوا فيه عملا فنيا عظيما، يؤجج المشاعر ويوقد روح الانتماء والبطولة فى نفوس النشء، وثمة من اعتبره ملحمة لتوثيق احداث مصر خلال السنوات الاخيرة . والجزء الأول من "الاختيار" لأمير كرارة جسد بطولات أحمد منسى ورجاله من القوات المسلحة، وهذا العام نرى ملحمة جديدة فمع الأيام الأولى من عرض مسلسل"الاختيار2" توالت ردود الأفعال القوية وكانت المفاجأة هى التأثير على عدد كبير من الأطفال. استطاع مسلسل "الاختيار" أن يحقق المعادلة الصعبة وهى الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور فى الوطن العربى وليس فى مصر وحدها ومع الإعلان عن وجود جزء ثان من العمل كان الجميع متحمس له بشدة وبعد الإعلان عن أبطال العمل كريم عبد العزيز وأحمد مكى وهما محبوبان ولهما جمهور عريض ازداد الحماس لمشاهدته ومع عرض الحلقات الأولى من العمل التف حوله الجمهور وأيضا تأثربه الأطفال والشباب والمراهقون ومع التنفيذ الجيد لمشاهد الأكشن والتى تم تنفيذها بشكل محترف وأيضا لأنها مشاهد حقيقية عاشها ضباطنا وأبناؤنا من قوات الجيش والشرطة ، فالجزء الثانى يركز على بطولات رجال الشرطة والدمج بين الاختيار الجزء الاول والاختيار الجزء الثانى والاستعانة بمشاهد أحمد منسى ورجاله فى التعاون مع رجال الشرطة بعد الهجوم على أحد الأكمنة فى سيناء وأن الجيش والشرطة بجانب بعضهما فى الدفاع عن الوطن والحرب التى تخوضها على الإرهاب والفكر المتطرف . ويُحسب للجزء الثانى من المسلسل الجرأة فى التناول وبطولات رجال الظل من رجالنا فى الأمن الوطنى وتخليد البطولات والنماذج المختلفة مثل زكريا يونس ويوسف الرفاعى والشهيد محمد مبروك المسئول عن قضية تخابر رئيس الدولة وقتها وكم المؤامرات التى تحاك ضد الدولة والتفجيرات التى فوجئنا بالتخطيط لها وعلمناها من المسلسل ، واختيار الأبطال كريم عبد العزيز وأحمد مكى والتركيز على الجانب الإنسانى والأسرى كان له أكبر الأثر فى قوة التأثير على المشاهد. وعن تأثير المسلسل على الشارع المصرى يقول الناقد طارق الشناوى: الدراما لها دور كبير ومهم جدا فى التأثير على المشاهدين وتأثيرها يكون أكبر من قوة السلاح لأنها تصل إلى العقول والوجدان وبالنسبة لمسلسل "الاختيار 2" فهو عمل يتناول التاريخ القريب والاهم أن هذا موثق بالتفاصيل وأن الكلمة التى قيلت مازالت فى الآذان والصورة مازالت فى العين والوجدان لم ينفصل عن اللحظة التى عشناها وبالتالى هناك قدر كبير من المصداقية وخاصة مع ثورة شعبية جاءت لتزيح الإخوان من الحكم ويحسب لصناع مسلسل "الإختيار 2" انه جاء بحقائق لم تكن معلومة وجرأة فى التناول وما حدث من اختراق داخل أجهزة الدولة وتآمر ضباط على الدولة بفكر ومعتقدات خاصة بهم. ويضيف الشناوى : هانى سرحان المؤلف كانت له لمسة مميزة بأنه لم يعتمد على مشاهد العمليات الخاصة التى قام بها رجال الشرطة بل لمسنا الجانب الإنسانى والشخصى وأن حياتهم الخاصة وما يعانيه أهاليهم من البعد عنهم ، وهانى سرحان استطاع أن يبذل جهدا فى ربط التفاصيل وتقريب الشخصيات واختيار كريم عبد العزيز واحمد مكى كان له أكبر الأثر فى جذب جمهور وشريحة الأطفال والمراهقين وهى اصعب جمهور يمكن الوصول إليه. ويستطرد الشناوى : هناك تأثيرات إيجابية مع عرض الحلقات الأولى من العمل وهذا ظهر واضحا من التعليقات على السوشيال ميديا والمخرج بيتر ميمى قام بتوازن بين الشخصيات وهو ما يوضح تأثير الأسلحة الناعمة وأنها تحقق مكاسب كثيرة أكبر من مكاسب الحرب لأنها تخاطب القلوب والوجدان.
