من الحمى الشديدة إلى فقدان حاسة الشم، أعراض ارتبطت بالإصابة بفيروس كورونا Covid-19 ، وليس هذا فحسب فقد حذرت دراسة جديدة من أن الإصابة بفيروس كورونا، يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تورم الغدد اللعابية في الفم. وقد درس باحثون 122 مريضاً بفيروس كورونا Covid-19 في إيطاليا أصيبوا بالفيروس، ودخلوا المستشفى بين 23 يوليو و 7 سبتمبر 2020. وأظهرت المتابعة على مدى ثلاثة أشهر، أن أكثر من ثمانية من كل عشرة مرضى، يعانون من شكل من أشكال مشاكل الوجه، أو الفم نتيجة للعدوى. وكان الأكثر شيوعًا هو تورم الغدد اللعابية، المعروف باسم ectasia، والذي أثر على 43 % من المرضى في عمل تلك الغدد اللعابية، ومنها المساعدة في المضغ والبلع. وبحسب الباحثين، فهناك ثلاث غدد لعابية رئيسية في الفم، هم الغدد النكفية، والغدد تحت الفك السفلي، والغدد تحت اللسان، والغدد النكفية هي الأكبر، بينما الغدد تحت الفك السفلي، والغدد تحت اللسان بحجم حبة "اللوز". ولم يبلغ أي من المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى الجامعي في ميلانو عن أي اضطرابات في صحة الفم. وقام الأطباء بتقييم المرضى بحثًا عن علامات الأعراض الفموية، بما في ذلك ضعف عضلات المضغ، والقرح، وجفاف الفم، وتغير الطعم أو الرائحة، والغدد اللعابية غير الطبيعية. ووجدت الدراسة المنشورة في مجلة أبحاث طب الأسنان (JDR)، أنه باستثناء تغير الطعم والرائحة، كان هناك تورم بالغدد اللعابية، وكان أكثر الأعراض الفموية شيوعًا. و راقب الباحثون أيضًا مستويات مادتين كيميائيتين موجودتين في الدم، وهما بروتين سي التفاعلي (CRP)، وهيدروجين اللاكتات (LDH)، ويعتبر LDH علامة على الالتهاب، ويتم إنتاجه بكميات كبيرة عندما يذهب الجهاز المناعي في محاولة لمحاربة فيروس كورونا Covid. ويرتبط إنتاج بروتين سي التفاعلي بمستويات الإنترلوكين 6، وهو أحد الجزيئات الرئيسية وراء ما يسمى بعاصفة السيتوكين التي ترى أن الجهاز المناعي يتدهور ويهاجم الأنسجة السليمة، وليس الخلايا المصابة فقط في مرضى كورونا. وكتب الباحثون: "تم اقتراح LDH و CRP كبديل عن شدة فيروس كورونا COVID-19''. وكان المرضى الذين توسعت لديهم الغدد اللعابية، أكثر شدة من كورونا COVID-19 وكانوا أكبر سناً بشكل ملحوظ. وفقًا لذلك، كان لدى المرضى الذين يعانون من توسع الغدد اللعابية، عند دخول المستشفى، مستويات أعلى من CRP و LDH في الدم. ويعتقد العلماء أن الغدد اللعابية، التي تعبر عن مستقبلات ACE2 التي يستخدمها الفيروس المسبب لكورونا SARS-CoV-2، تكون موقعًا مثالياً يستخدمه فيروس كورونا Covid-19 لغزو الجسم. وهذه النظرية، إذا كانت صحيحة، ستفسر القواسم المشتركة للالتهاب، وتضخم الغدد اللعابية في الحالات الشديدة. ويقول الباحثون: "على الرغم من أن هذا الخلاف يحتاج إلى دليل رسمي، إلا أنه يتناسب تمامًا مع الأبحاث العالمية حول علاقة الغدد اللعابية بفيروس كورونا".
