إضافة كلية طب العريش إلى منصة «ادرس في مصر» بكافة تخصصاتها    يورتشيتش يمنح لاعبى بيراميدز إجازة 10 أيام بعد التأهل لمجموعات أبطال أفريقيا    مدرب مانشستر يونايتد يكشف أسباب التعادل مع كريستال بالاس    هل يُمكن استخدام السيارات الكهربائية في عمليات تفجير عن بُعد؟.. خبير سيبراني يوضح    وزير الخارجية: نرفض أي سياسات أحادية للمساس بوحدة أراضي الصومال    أحمد موسى: حزب الله معندوش قرار حتى الآن لضرب معسكرات الجيش الإسرائيلي    عبد العاطي يلتقي وكيلة السكرتير العام للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية    المحطات النووية تدعو أوائل كليات الهندسة لندوة تعريفية عن مشروع الضبعة النووي    نائب محافظ قنا: مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» تعزز مقومات التنمية الشاملة    هل تشهد مصر سيول خلال فصل الخريف؟.. خبير مناخ يوضح    التحريات تكشف ملابسات مصرع ابن المطرب إسماعيل الليثي في الجيزة: سقط من الطابق العاشر    مياه الأقصر تنفي انقطاع المياه أو تلوثها داخل المحافظة    انطلاق فعاليات المرحلة الخامسة لمسرح المواجهة والتجوال من قنا    حصلنا على التصريح من الرقابة.. منتج فيلم «التاروت» يكشف حقيقة مشهد خيانة رانيا يوسف لحبيبها مع كلب    تجديد الثقة في المخرج مسعد فودة رئيسا لاتحاد الفنانين العرب بالتزكية    أحمد سعد يعود لزوجته: صفحة جديدة مع علياء بسيونى    قناة «أغاني قرآنية».. عميد «أصول الدين» السابق يكشف حكم سماع القرآن مصحوبًا بالموسيقى    قرارات عاجلة من إدارة الأهلي بعد التأهل لمجموعات أفريقيا قبل مواجهة الزمالك    حزب المؤتمر: منتدى شباب العالم منصة دولية رائدة لتمكين الشباب    موسم شتوي كامل العدد بفنادق الغردقة.. «ألمانيا والتشيك» في المقدمة    "علم الأجنة وتقنيات الحقن المجهري" .. مؤتمر علمي بنقابة المعلمين بالدقهلية    فصائل فلسطينية: استهداف منزلين بداخلهما عدد من الجنود الإسرائيليين ب4 قذائف    تعرف على أهداف منتدى شباب العالم وأهم محاوره    الحكومة تكشف مفاجأة عن قيمة تصدير الأدوية وموعد انتهاء أزمة النقص (فيديو)    بلقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم.. البابا تواضروس راعي الوحدة والاتحاد بين الكنائس    هل يمكن أن يصل سعر الدولار إلى 10 جنيهات؟.. رئيس البنك الأهلي يجيب    عبدالرحيم علي ينعى الشاعر أشرف أمين    بيكو للأجهزة المنزلية تفتتح المجمع الصناعي الأول في مصر باستثمارات 110 ملايين دولار    السجن 6 أشهر لعامل هتك عرض طالبة في الوايلي    تدشين أول مجلس استشاري تكنولوجي للصناعة والصحة    إيطاليا تعلن حالة الطوارئ في منطقتين بسبب الفيضانات    كاتبة لبنانية لإكسترا نيوز: 100 غارة إسرائيلية على جنوب لبنان وهناك حالة توتر    شروط التحويل بين الكليات بعد غلق باب تقليل الاغتراب    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    توتنهام يتخطى برينتفورد بثلاثية.. وأستون فيلا يعبر وولفرهامبتون بالبريميرليج    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزى ووحدات الرعاية    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء استعدادات المحافظات لاستقبال العام الدراسي 2024-2025    بلد الوليد يتعادل مع سوسيداد في الدوري الإسباني    الاستخبارات الهنغارية تؤكد أنها لم تنتج أجهزة "البيجر" التي تم تفجيرها في لبنان    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم «توك توك» بدراجة نارية بالدقهلية    بالصور.. إصلاح كسر ماسورة مياه بكورنيش النيل أمام أبراج نايل سيتي    علاج ارتفاع السكر بدون أدوية.. تناول هذه الفاكهة باستمرار للوقاية من هذا المرض    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج فلكية تدعو للهدوء والسعادة منها الميزان والسرطان    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 475 من كبار السن وذوي الهمم بمنازلهم في الشرقية    حزب الله يعلن استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا    هانسي فليك يفتح النار على الاتحاد الأوروبي    المشاط تبحث مع «الأمم المتحدة الإنمائي» خطة تطوير «شركات الدولة» وتحديد الفجوات التنموية    ضبط شركة إنتاج فني بدون ترخيص بالجيزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    اسكواش - نهائي مصري خالص في منافسات السيدات والرجال ببطولة فرنسا المفتوحة    حكاية بطولة استثنائية تجمع بين الأهلي والعين الإماراتي في «إنتركونتيننتال»    فيديو|بعد خسارة نهائي القرن.. هل يثأر الزمالك من الأهلي بالسوبر الأفريقي؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فن مقدس حفظه التسامح المصرى
الأيقونات المسيحية..
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 11 - 01 - 2021

مرت ‬الأيقونات ‬المسيحية ‬بمراحل ‬مختلفة ‬حيث ‬خفتت ‬كفن ‬لقرون ‬كثيرة ‬وازدهرت ‬فى ‬قرون ‬أخرى. ‬وارتبطت ‬الأيقونة ‬فى ‬كثير ‬من ‬الأحيان ‬بالتغيرات ‬السياسية ‬وربما ‬ظلت ‬مرتبطة ‬بالتغيرات ‬العقائدية ‬وبالاضطهادات ‬داخل ‬المجتمعات، ‬لكن ‬الملاحظ ‬أن ‬مصر ‬لم ‬تعرف ‬حروب ‬الأيقونات ‬التى ‬عُرفت ‬فى ‬الغرب، ‬منذ ‬القرن ‬الثامن ‬حتى ‬منتصف ‬التاسع، ‬فقد ‬شاعت ‬خلال ‬تلك ‬الفترة ‬فكرة ‬مفادها ‬أن ‬تكريم ‬الأيقونة ‬هو ‬ارتداد ‬للوثنية، ‬حيث ‬حُرقت ‬الأيقونات ‬ودُمرت، ‬وعرف ‬هذا ‬الجدل ‬الفكرى ‬بحرب ‬الأيقونات ‬أو ‬حركة ‬اللا ‬أيقونة، ‬لكن ‬الأمر ‬نفسه ‬لم ‬يؤثر ‬فى ‬مصر، ‬حيث ‬كانت ‬تحت ‬حكم ‬العرب ‬الذين ‬أطلقوا ‬الكثير ‬من ‬الحريات ‬الدينية ‬مما ‬جنب ‬مصر ‬تلك ‬الحرب..‬
الدكتور ‬عاطف ‬نجيب ‬أستاذ ‬القبطيات ‬بجامعة ‬القاهرة ‬ومعهد ‬الدراسات ‬القبطية، ‬ومدير ‬عام ‬المتحف ‬القبطى ‬سابقًا، ‬يقول ‬فى ‬حديثه ‬ل ‬اأخبار ‬الأدبب:‬
االأيقونات ‬فى ‬بدايتها ‬رسمت ‬على ‬الجدران ‬فالتصاوير ‬الجدارية ‬سواء ‬فى ‬منطقة ‬البجوات ‬أو ‬التصاوير ‬التى ‬كانت ‬موجودة ‬بدير ‬الأنبا ‬أرميا ‬بسقارة ‬وترجع ‬للقرن ‬السادس ‬والسابع، ‬أو ‬دير ‬الأنبا ‬أبولو ‬بأسيوط ‬جميعها ‬توضح ‬مدى ‬النضج ‬الذى ‬وصل ‬إليه ‬فن ‬الأيقونة ‬أو ‬فن ‬التصوير ‬القبطى ‬فى ‬مصر، ‬لكن ‬لا ‬يمكن ‬اعتبار ‬أن ‬الكنيسة ‬القبطية ‬قد ‬أخذت ‬من ‬اليهود ‬هذا ‬الفن، ‬فمن ‬الجانب ‬المسيحى ‬يعتبر ‬المنديل (‬الكفن) ‬والذى ‬يخص ‬السيد ‬المسيح ‬وهو ‬الذى ‬طبع ‬عليه ‬وجهه، ‬من ‬أقدم ‬التصاوير ‬والأعمال ‬الطبيعية ‬التى ‬نشأت ‬فى ‬المسيحية، ‬وعندنا ‬أيضًا ‬شخصية ‬القديس ‬لوقا ‬الرسول ‬وهو ‬أحد ‬كتاب ‬العهد ‬الجديد، ‬ويقال ‬إنه ‬أول ‬من ‬كتب ‬أيقونة، ‬وهذه ‬الأيقونة ‬موجودة ‬فى ‬أحد ‬متاحف ‬ألمانيا، ‬ومكتوبة ‬على ‬الخشب.‬
وقد ‬مرت ‬عملية ‬كتابة ‬الأيقونة ‬بمراحل ‬عدة؛ ‬الأولى ‬تبدأ ‬من ‬القرن ‬الأول ‬وحتى ‬القرن ‬الرابع ‬الميلادى ‬وخلال ‬تلك ‬الفترة ‬تعرضت ‬الكنيسة ‬للكثير ‬من ‬الاضطهاد ‬من ‬جانب ‬الحكام ‬الرومان، ‬كما ‬ظهرت ‬بعض ‬الصراعات ‬داخل ‬الكنيسة ‬نفسها، ‬لتحديد ‬الملامح ‬الرئيسية ‬للكنيسة، ‬ونتيجة ‬لذلك ‬تعرضت ‬الأيقونة ‬القبطية ‬لمجموعة ‬من ‬المراحل، ‬وبدأت ‬بالمرحلة ‬الرمزية، ‬وتلاها ‬مرحلة ‬أيقونات ‬الكتاب ‬المقدس ‬وفيها ‬مُثل ‬آدم ‬وحواء، ‬قبل ‬السقوط ‬إلى ‬الأرض ‬وبعد ‬السقوط ‬على ‬الأرض، ‬وكذلك ‬بمنطقة ‬البجوات ‬وجدنا ‬بعض ‬التصاوير ‬التى ‬توضح ‬من ‬خلالها ‬خروج ‬بنى ‬إسرائيل ‬من ‬مصر ‬وانشقاق ‬البحر ‬الأحمر، ‬وبعد ‬ذلك ‬عندنا ‬مرحلة ‬االأيقونات ‬الاسخاتولوجيةب، ‬وهى ‬تعنى ‬أن ‬الحياة ‬الآخرة ‬صارت ‬هى ‬هدف ‬كل ‬مسيحي، ‬والفترة ‬الثانية ‬هى ‬فترة ‬ما ‬قبل ‬حروب ‬الأيقونات، ‬لكن ‬حدث ‬نوع ‬من ‬الضعف ‬فى ‬إنتاج ‬الأيقونات ‬تحديدًا ‬فى ‬زمن ‬الخليفة ‬الأموى ‬يزيد ‬بن ‬عبد ‬الملك ‬الذى ‬أصدر ‬مرسومًا ‬بإبادة ‬الأيقونات، ‬ففى ‬منتصف ‬القرن ‬الثامن ‬للميلاد ‬خسرت ‬الكنيسة ‬الكثير ‬من ‬الأيقونات، ‬لكن ‬خلال ‬القرنين ‬ال18 ‬وال19 ‬بدأت ‬حركة ‬ازدهار ‬للرسم، ‬وذلك ‬بسبب ‬السماحة ‬الدينية ‬من ‬الحكام ‬المسلمين ‬والفتاوى ‬الفقهية ‬التى ‬أجازت ‬إعادة ‬ترميم ‬وإعمار ‬الكنائس ‬فى ‬الدولة ‬العثمانية، ‬وبعد ‬ذلك ‬دخلنا ‬فى ‬عصر ‬محمد ‬على ‬والذى ‬ظهرت ‬فيه ‬تعددية ‬ثقافية ‬ودينية ‬ومجتمعية، ‬والتى ‬تميز ‬بها ‬المجتمع ‬المصري، ‬نتيجة ‬المد ‬العلمانى ‬وأدى ‬ذلك ‬إلى ‬خروج ‬فن ‬الأيقونات، ‬من ‬احتكار ‬رجال ‬الدين، ‬وصارت ‬عملية ‬مستقلة ‬داخل ‬ورش ‬غير ‬تابعة ‬للكنيسة، ‬وظهر ‬لنا ‬مجموعة ‬من ‬الفنانين ‬منهم ‬مترى ‬وهو ‬فنان ‬أرمني، ‬وتميز ‬أسلوبه ‬بالبساطة ‬وبالخطوط ‬الواضحة ‬فكان ‬يرسم ‬الرؤوس ‬كبيرة ‬ومدببة ‬غير ‬مراع ‬للنسب ‬التشريحية، ‬التى ‬عرفت ‬فيما ‬بعد، ‬بعد ‬ذلك ‬ظهر ‬عندنا ‬إبراهيم ‬الناسخ ‬وهو ‬فنان ‬مصرى ‬بدأ ‬نشاطه ‬فى ‬الربع ‬الأول ‬من ‬القرن ‬ال18، ‬ولدينا ‬كذلك ‬يوحنا ‬المقدسي، ‬وهو ‬فنان ‬أرمني، ‬وعمل ‬فى ‬مجال ‬النقش ‬والتصوير، ‬وبعد ‬ذلك ‬ظهر ‬جرجس ‬الرومى ‬والذى ‬نشط ‬خلال ‬القرنين ‬ال18 ‬وال19.‬
اللون ‬والرمزية ‬داخل ‬الأيقونات
لكل ‬لون ‬داخل ‬الأيقونة ‬المسيحية ‬معنى ‬يستطرد ‬دكتور ‬عاطف ‬نجيب ‬حديثه: ‬االلون ‬الأبيض ‬داخل ‬الأيقونات ‬يرمز ‬إلى ‬الطهارة ‬والنقاء ‬عملًا ‬بسفر ‬المزامير ‬طَهِّرْنِى ‬بِالزُّوفَا ‬فَأَطْهُرَ. ‬اغْسِلْنِى ‬فَأَبْيَضَّ ‬أَكْثَرَ ‬مِنَ ‬الثَّلْجِ، ‬أما ‬اللون ‬الأصفر ‬فهو ‬رمز ‬للقداسة ‬التى ‬تنبعث ‬من ‬الضوء ‬الإلهى ‬ويسخدم ‬أحيانًا ‬عوضًا ‬عن ‬اللون ‬الذهبي، ‬واللون ‬الذهبى ‬له ‬غرض ‬مزدوج ‬فهو ‬لون ‬الضوء ‬ولون ‬التعبير ‬عن ‬الذات ‬الإلهية، ‬أما ‬اللون ‬الأحمر ‬فهو ‬لون ‬الدم، ‬كفداء ‬السيد ‬المسيح ‬وهو ‬لون ‬ثوب ‬السيد ‬المسح ‬قبل ‬صلبه، ‬واللون ‬الأزرق ‬هو ‬لون ‬السماء ‬ويرمز ‬إلى ‬ثياب ‬السيدة ‬العذراء ‬دلالة ‬على ‬الصفاء ‬والنقاء ‬وهو ‬إشارة ‬إلى ‬أنها ‬دعيت ‬إلى ‬السماء ‬الثانية، ‬واللون ‬الرمادى ‬داخل ‬الأيقونة ‬يستخدم ‬كوسيط ‬بين ‬الأبيض ‬والأسود ‬وهو ‬يعبر ‬عن ‬حالة ‬الاستسلام ‬وأحيانًا ‬يستخدم ‬ليعبر ‬عن ‬خلود ‬الجسد ‬أو ‬خلود ‬الروح، ‬وكذلك ‬اللون ‬الأخضر ‬فهو ‬لون ‬النبات ‬الحي، ‬وهو ‬دليل ‬على ‬الحياة ‬المنتصرة، ‬واللون ‬الأخضر ‬الباهت ‬هو ‬رمز ‬للموت، ‬كما ‬يتضح ‬فى ‬سفر ‬الرؤيا ‬فَنَظَرْتُ ‬وَإِذَا ‬فَرَسٌ ‬أَخْضَرُ، ‬وَالْجَالِسُ ‬عَلَيْهِ ‬اسْمُهُ ‬الْمَوْتُ، ‬وَالْهَاوِيَةُ ‬تَتْبَعُهُ ‬ومن ‬النادر ‬أن ‬يستخدم ‬هذا ‬اللون ‬الباهت. ‬أما ‬اللون ‬الأورجوانى ‬فهو ‬يعد ‬لونًا ‬ملكيًا ‬وَمِنَ ‬الأَسْمَانْجُونِيِّ ‬وَالأُرْجُوَانِ ‬وَالْقِرْمِزِ ‬صَنَعُوا ‬ثِيَابًا ‬مَنْسُوجَةً ‬لِلْخِدْمَةِ ‬فِى ‬الْمَقْدِسِ ‬وأخيرًا ‬اللون ‬الأسود ‬داخل ‬الأيقونات ‬فهو ‬رمز ‬للموت ‬والمجاعة ‬وللحزن، ‬حيث ‬يستخدم ‬فى ‬التعبير ‬عن ‬يوم ‬الجمعة ‬الحزينة ‬وهو ‬يوم ‬صلب ‬السيد ‬المسيح، ‬فهذه ‬هى ‬رمزية ‬الألوان ‬التى ‬استخدمت ‬داخل ‬الأيقونات ‬عبر ‬العصور.‬
المسيحية ‬وفن ‬البورتريه
الدكتور ‬إبراهيم ‬ساويرس ‬أستاذ ‬اللغة ‬القبطية ‬بجامعة ‬سوهاج ‬يقول: ‬فكرة ‬الأيقونة ‬معروفة ‬من ‬قبل ‬قدوم ‬المسيحية، ‬فتماثيل ‬رؤوس ‬الأباطرة ‬أو ‬اللوحات ‬الحجرية ‬التى ‬تمثلهم ‬كانت ‬تستعمل ‬فى ‬الاحتفالات ‬الدينية ‬قبل ‬المسيحية، ‬وفى ‬مصر ‬تأثر ‬فن ‬الأيقونة ‬كثيرًا ‬بفن ‬البورتريه ‬الوثنى ‬المنسوب ‬للفيوم، ‬والأيقونات ‬المبكرة ‬من ‬مصر ‬يمكن ‬تأريخها ‬بين ‬القرنين ‬الخامس ‬والسابع، ‬وجميعها ‬بسيطة ‬لم ‬يراع ‬فيها ‬النسب ‬التشريحية ‬للجسم ‬وهى ‬مرتبطة ‬بمراكز ‬الرهبنة، ‬وعددها ‬مجتمعة ‬أقل ‬من ‬عشرين، ‬أشهرها ‬المسيح ‬والقديس ‬مينا ‬التى ‬خرجت ‬من ‬دير ‬أبوللو ‬فى ‬باويط ‬إلى ‬متحف ‬اللوفر، ‬وأيقونة ‬أبراهام ‬أسقف ‬أرمنت ‬فى ‬القرن ‬السادس ‬والتى ‬خرجت ‬إلى ‬متحف ‬بودا ‬فى ‬ألمانيا، ‬بعد ‬ذلك ‬وحتى ‬القرن ‬الثامن ‬عشر ‬ندرت ‬الأيقونات ‬القبطية ‬مدة ‬ألف ‬عام، ‬لكنها ‬لم ‬تختف، ‬ويمكن ‬تفسير ‬هذه ‬الظاهرة ‬الغريبة ‬بعدة ‬أسباب ‬بحسب ‬الفترة ‬الزمنية، ‬لكن ‬يجب ‬أن ‬يؤخذ ‬فى ‬الاعتبار ‬أن ‬دراسة ‬الأيقونات ‬القبطية ‬تحتاج ‬للكثير ‬من ‬العمل ‬خاصة ‬فيما ‬يتعلق ‬بالترميم ‬والصيانة، ‬كما ‬أن ‬الكثير ‬من ‬الأيقونات ‬القبطية ‬السابقة ‬على ‬القرن ‬الثامن ‬عشر ‬تحتاج ‬لإعادة ‬التأريخ، ‬فيمكن ‬القول ‬أنه ‬فى ‬بعض ‬العصور ‬كان ‬من ‬الصعوبة ‬إنتاج ‬أى ‬قطعة ‬فنية ‬قبطية، ‬ويمكن ‬أن ‬يكون ‬أحد ‬الأسباب ‬هو ‬تجديد ‬وإعادة ‬استخدام ‬الأيقونات ‬القديمة، ‬وأحد ‬أهم ‬الأسباب ‬هو ‬بلا ‬شك ‬التخلص ‬من ‬الأيقونات ‬القديمة ‬التى ‬تأثرت ‬بالشمع ‬والبخور ‬ولم ‬تعد ‬تليق ‬بصاحبها، ‬فكنائس ‬مصر ‬القديمة، ‬هى ‬أهم ‬مكان ‬وجدت ‬به ‬الأيقونات ‬كمقر ‬بابوي، ‬وقد ‬خضعت ‬للتجديد ‬المستمر، ‬إلى ‬أن ‬بدأ ‬زمن ‬إبراهيم ‬الناسخ ‬ويوحنا ‬الأرمنى ‬ومدرستهما ‬فى ‬الأيقونة ‬خلال ‬القرن ‬الثامن ‬عشر، ‬وقد ‬جاء ‬ذلك ‬إحياءً ‬لفن ‬التصوير ‬القبطى ‬وظلت ‬آثاره ‬حية ‬لليوم ‬خاصة ‬لأنهما ‬قد ‬شكلا ‬ما ‬يشبه ‬ورشة ‬فنية ‬عمل ‬فيها ‬الكثير ‬من ‬الفنانين ‬تحت ‬إشرافهما، ‬وكان ‬ذلك ‬هو ‬السبب ‬فى ‬غزارة ‬إنتاج ‬الأيقونات ‬منذ ‬القرن ‬الثامن ‬عشر.‬
"حروب ‬الأيقونات"
يرى ‬الدكتور ‬إبراهيم ‬ساويرس ‬أن ‬الأيقونة ‬فى ‬الكنيسة ‬القبطية ‬لها ‬عدة ‬أغراض، ‬أهمها ‬الغرض ‬االليتورجيب ‬أى ‬المرتبط ‬بالصلوات ‬الجماعية، ‬فترى ‬الأيقونة ‬وقد ‬أُطلق ‬أمامها ‬البخور، ‬وحُملت ‬فى ‬جنبات ‬الكنيسة ‬على ‬أيدى ‬الشمامسة، ‬وتبارك ‬الناس ‬بها، ‬ليس ‬بطبيعة ‬الحال ‬بالخشب ‬المصنوعة ‬منه ‬الأيقونة، ‬بل ‬بالبركات ‬التى ‬يحملها ‬القديس ‬أو ‬الحدث ‬الكتابى ‬المسجل ‬على ‬الأيقونة، ‬كذلك ‬الأيقونات ‬موجودة ‬طوال ‬الوقت ‬بالكنائس ‬لإشعال ‬الشموع ‬أمامها، ‬وتشفع ‬الناس ‬بالقديسين ‬الذين ‬تمثلهم. ‬يضاف ‬لذلك ‬أن ‬بعض ‬الأيقونات ‬موجودة ‬فى ‬الكنائس ‬كشرح ‬صامت ‬لبعض ‬أحداث ‬الكتاب ‬المقدس، ‬أو ‬حياة ‬القديسين. ‬كما ‬توجد ‬بالكنائس ‬القبطية ‬صلوات ‬مرتبطة ‬بأيقونات ‬معينة ‬فى ‬مناسبات ‬بعينها، ‬خاصة ‬تلك ‬المعروفة ‬باسم ‬الدورات، ‬مثل ‬دورة ‬عيد ‬الصليب ‬أو ‬دورة ‬الشعانين، ‬وفيهما ‬يتحرك ‬الكاهن ‬ليطلق ‬البخور ‬فى ‬أرجاء ‬الكنيسة ‬وأمام ‬أيقونات ‬بعينها، ‬وأمام ‬كل ‬منها ‬يتلو ‬مع ‬الشعب ‬صلوات ‬مرتبطة ‬بالعيد ‬وصاحب ‬الأيقونة، ‬وفى ‬الكنائس ‬القبطية ‬المعاصرة ‬هناك ‬حامل ‬الأيقونات، ‬المعروف ‬باسم ‬الحجاب، ‬وتوزع ‬عليه ‬الأيقونات ‬تبعًا ‬لترتيب ‬دقيق ‬يبدأ ‬بمنظر ‬الصلب، ‬وإلى ‬جواره ‬يوحنا ‬تلميذ ‬المسيح ‬والسيدة ‬العذراء، ‬أسفله ‬منظر ‬العشاء ‬الأخير ‬للمسيح ‬مع ‬التلاميذ، ‬ثم ‬التلاميذ ‬أنفسهم ‬على ‬الجانبين، ‬وإلى ‬جوار ‬باب ‬الهيكل ‬توجد ‬أيقونتان ‬ثابتتان ‬للسيد ‬المسيح ‬وأمه ‬العذراء ‬مريم، ‬كما ‬أن ‬الكنيسة ‬القبطية ‬لها ‬طقوس ‬تتلى ‬فيها ‬صلوات ‬طويلة ‬تنتهى ‬بدهان ‬الأيقونات ‬بالزيت ‬من ‬أجل ‬تكريس ‬تلك ‬الأيقونات ‬للكنيسة ‬فيما ‬يُعرف ‬بطقس ‬التدشين ‬الذى ‬يترأسه ‬الأب ‬البطريرك ‬أو ‬الأسقف ‬فقط.‬
لكن ‬الملاحظ ‬أن ‬مصر ‬لم ‬تعرف ‬حروب ‬الأيقونات ‬التى ‬عُرفت ‬فى ‬الغرب، ‬منذ ‬القرن ‬الثامن ‬حتى ‬منتصف ‬التاسع، ‬فقد ‬شاعت ‬خلال ‬تلك ‬الفترة ‬فكرة ‬مفادها ‬أن ‬تكريم ‬الأيقونة ‬هو ‬ارتداد ‬للوثنية، ‬وكان ‬هناك ‬قرارات ‬للحكام ‬البيزنطيين ‬ضد ‬صناعة ‬الأيقونة، ‬بل ‬جمعت ‬الأيقونات ‬من ‬بعض ‬الكنائس ‬وحرقت ‬ودمرت ‬بعنف، ‬وكانت ‬عوام ‬الناس ‬ترفض ‬تلك ‬الأفكار، ‬وعرف ‬هذا ‬الجدل ‬الفكرى ‬مع ‬النزاع ‬على ‬الأرض ‬بسببها ‬بحرب ‬الأيقونات ‬أو ‬حركة ‬اللا ‬أيقونة. ‬والكنائس ‬الغربية ‬عانت ‬من ‬ذلك ‬عشرات ‬السنين، ‬لكن ‬الأمر ‬نفسه ‬لم ‬يؤثر ‬فى ‬مصر، ‬بل ‬الغالب ‬أن ‬تزيين ‬الكنائس ‬بالأيقونات ‬وكذلك ‬الرسوم ‬الجدارية ‬كان ‬يجرى ‬على ‬قدم ‬وساق، ‬حيث ‬كانت ‬مصر ‬تحت ‬حكم ‬العرب ‬ومنعزلة ‬عن ‬ذلك ‬الصراع ‬وتلك ‬القرارات..‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.