أرسلت معايدة لأصدقائي بمناسبة عيد الميلاد المجيد من خلال تليفوني المحمول، خلال وقت قصير تمكنت من إرسال العديد من الرسائل، وتذكرت عندما كنت أرسل معايدة في الماضي أن طقوس وإجراءات إرسال المعايدة كانت تتطلب وقتا وجهدا ومالا أكثر. في الأعياد كنت أشتري مجموعة كبيرة من الكروت، وأحرص على أن أختار أنواعا متعددة، فهذا مطبوع عليه صورة مسجد أو صورة الكعبة وذاك مطبوع عليه صورة لمنظر طبيعي خلاب، وآخر مطبوع عليه صورة معلم من معالم مصر أو الدولة التي أشتري منها الكارت وهناك كروت خاصة بالمحبين فأحدها مرسوم عليه صورة قلب وسهم يخترقه علامة الحب وسهم كيوبيد وآخر عليه صورة اثنين متقاربين. كتابة المعايدة على الكارت كانت هلا أصول وقواعد، فالخط يكون جميلا والكلمات مرتبة ومحددة في تلك المساحة الصغيرة، ولأن الكارت يرسل في مناسبة سعيدة فيجب أن يزخر بكلمات تعطي الانطباع بمشاعر المرسل الذي يتفنن في اختيار كلمات رقيقة تتوافق مع المناسبة المرسل فيها الكارت، ففي عيد الفطر يختار المرسل صورة تناسب العيد والفطر مثل مسجد كبير أو صورة قلعة صلاح الدين ويكتب: كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك، أعاد الله عليكم الأيام المباركة بالخير والبركات. وفي شهر رمضان يختار المرسل صورة فانوس رمضان ويكتب: رمضان كريم، كل عام وأنتم بخير، صوم مقبول إن شاء الله. وفي عيد الأضحى يكتب المرسل على كارت مطبوع عليه صورة الكعبة وينتقي كلمات ترتبط بالأضحية، وفي عيد ميلاد السيد المسيح يختار المرسل صورة السيدة العذراء والطفل في حضنها وصور أخرى معبرة عن المناسبة. اختلفت وسائل التهاني في زمننا الحالي، اختصر الزمن الذي نرسل فيه التهنئة ولم يعد بي حاجة إلى شراء كروت من العتبة أو المكتبة وقلت كثيرا التكلفة ولم نعد في حاجة إلى شراء طوابع البريد ولصقها والذهاب إلى صندوق البوستة الأحمر المشهور ونلقي فيه برزم من الأظرف المحملة بكروت التهاني والمعايدة. اختلفت الوسائل لكن المضمون والمحتوى لم يختلف كثيرا إلا في الصياغة فالرسائل الالكترونية تختلف عن الرسائل المكتوبة على الورق كما أن مساحة اختيار الصور والرسوم اتسعت كثيرا وصار المجال لا نهائي لاختيار صور ورسوم فنية وعبارات خطية . من الصعب أن نعود إلى كارت المعايدة التقليدي الذي عرفناه من قبل ومن الصعب المرور بكل مراحل الشراء والكتابة والذهاب إلى البوستة، لكني شخصيا أحن إلى أن أرسل كارتا إلى صديق أو قريب، أحن لأن يصلني كارت من كروت زمان، كل سنة والكل طيب وبخير.
