بعد زيادة سعر أنبوبة البوتجاز.. مصطفى بكري يوجه نداء عاجلا للحكومة    صلاح سليمان: المرحلة الحالية مرحلة تكاتف للتركيز على مباراة السوبر الأفريقي    عاجل.. موعد توقيع ميكالي عقود تدريب منتخب مصر للشباب    48 ساعة قاسية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الجمعة (ذروة ارتفاع درجات الحرارة)    عبد الباسط حمودة: أبويا كان مداح وكنت باخد ربع جنيه في الفرح (فيديو)    صفارات الإنذار تدوي في عدة مقاطعات أوكرانية وانفجارات ضخمة في كييف    شهيد ومصابون في قصف إسرائيلي على بيت لاهيا    وزير الأوقاف ينشد في حب الرسول خلال احتفال "الأشراف" بالمولد النبوي    اليوم.. الأوقاف تفتتح 26 مسجداً بالمحافظات    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    ليس كأس مصر فقط.. قرار محتمل من الأهلي بالاعتذار عن بطولة أخرى    "الآن أدرك سبب معاناة النادي".. حلمي طولان يكشف كواليس مفاوضاته مع الإسماعيلي    تعرف على قرعة سيدات اليد فى بطولة أفريقيا    أسعار الخضروات اليوم الجمعة 20-9-2024 في قنا    بسبب كشك، مسجل خطر يقتحم حي الدقي ورئيسه يحرر محضرا    القبض على سائق «توك توك» دهس طالبًا بكورنيش المعصرة    سباق الموت.. مصرع شخص وإصابة آخر في حادث تصادم دراجتين بالفيوم    نقيب الفلاحين يقترح رفع الدعم عن أسمدة المزارعين: 90% منها لا تصل لمستحقيها    توقعات الفلك وحظك اليوم.. برج الحوت الجمعة 20 سبتمبر    عاجل| إسرائيل تواصل الضربات لتفكيك البنية التحتية والقدرات العسكرية ل حزب الله    خزينة الأهلي تنتعش بأكثر من 3 ملايين دولار (تفاصيل)    كمال درويش: معهد الإحصاء ب «الفيفا» أعطى لقب نادي القرن للزمالك    الصومال:ضبط أسلحة وذخائر في عملية أمنية في مقديشو    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024    رسميًا.. إعادة تشكيل مجلسي إدارة بنكي الأهلي ومصر لمدة 3 سنوات    رسميًا.. فتح تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والدبلومات الفنية (رابط مفعل الآن)    عيار 21 يعود للارتفاعات القياسية.. أسعار الذهب تقفز 280 جنيها اليوم الجمعة بالصاغة    بايدن: الحل الدبلوماسي للتصعيد بين إسرائيل وحزب الله "ممكن"    بعد فيديو خالد تاج الدين.. عمرو مصطفى: مسامح الكل وهبدأ صفحة جديدة    عبد الباسط حمودة عن بداياته: «عبد المطلب» اشترالي هدوم.. و«عدوية» جرّأني على الغناء    «ابنك متقبل إنك ترقصي؟» ..دينا ترد بإجابة مفاجئة على معجبيها (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024    ضبط 5000 زجاجه عصائر ومياه غازية مقلدة بمصنع غير مرخص وتحرير 57 مخالفة تموين بالإسماعيلية    المؤبد لعامل لاتجاره في المواد المخدرة واستعمال القوة ضد موظف عام في القليوبية    حسن نصر الله: "تعرضنا لضربة قاسية وغير مسبوقة".. ويهدد إسرائيل ب "حساب عسير" (التفاصيل الكاملة)    التفجير بواسطة رسائل إلكترونية.. تحقيقات أولية: أجهزة الاتصالات فُخخت خارج لبنان    بارنييه ينتهي من تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: لن نعود لقطع الكهرباء مرة أخرى    محافظ القليوبية: لا يوجد طريق واحد يربط المحافظة داخليا    رئيس مهرجان الغردقة يكشف تطورات حالة الموسيقار أحمد الجبالى الصحية    حدث بالفن| هشام ماجد يدعم طفلا مصابا بمرض نادر وأحدث ظهور ل محمد منير وشيرين    رمزي لينر ب"كاستنج": الفنان القادر على الارتجال هيعرف يطلع أساسيات الاسكريبت    النيابة تصرح بدفن جثة ربة منزل سقطت من الطابق السابع في شبرا الخيمة    نقيب الأشراف: قراءة سيرة النبي وتطبيقها عمليا أصبح ضرورة في ظل ما نعيشه    حكاية بسكوت الحمص والدوم والأبحاث الجديدة لمواجهة أمراض الأطفال.. فيديو    وكيل صحة قنا يوجه بتوفير كل أوجه الدعم لمرضى الغسيل الكلوي في المستشفى العام    البلشي: إطلاق موقع إلكتروني للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    رئيس جامعة القناة يتفقد تجهيزات الكلية المصرية الصينية للعام الدراسي الجديد (صور)    فيلم تسجيلي عن الدور الوطني لنقابة الأشراف خلال احتفالية المولد النبوي    أمين الفتوى: سرقة الكهرباء حرام شرعا وخيانة للأمانة    التحالف الوطني للعمل الأهلي يوقع مع 3 وزارات لإدارة مراكز تنمية الأسرة والطفولة    مرصد الأزهر يحذر من ظاهرة «التغني بالقرآن»: موجة مسيئة    مدبولي: الدولة شهدت انفراجة ليست بالقليلة في نوعيات كثيرة من الأدوية    الداخلية تضبط قضيتي غسيل أموال بقيمة 83 مليون جنيه    بينها التمريض.. الحد الأدنى للقبول بالكليات والمعاهد لشهادة معاهد 2024    التغذية السليمة: أساس الصحة والعافية    فحص 794 مريضًا ضمن قافلة "بداية" بحي الكرامة بالعريش    من هن مرضعات النبي صلى الله عليه وسلم وإِخوته في الرَّضاع وحواضنه؟ الأزهر للفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روسيا تحتفل بمرور 150عاماً على ميلاد إيفان بونين
انتشلته جائزة نوبل من الفقر:
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 24 - 12 - 2020


د. ‬مكارم ‬الغمرى
احتفلت ‬الأوساط ‬الثقافية ‬فى ‬روسيا ‬وخارجها ‬بذكرى ‬مرور ‬150 ‬عاما ‬على ‬ميلاد ‬الشاعر ‬والكاتب ‬إيفان ‬بونين(‬1870 ‬ذ ‬1953 )‬أول ‬أديب ‬روسى ‬يحصل ‬على ‬جائزة ‬نوبل ‬1933.‬
بدأ ‬بونين ‬كتابة ‬الشعر ‬وهو ‬فى ‬السابعة، ‬ولم ‬يكمل ‬تعليمه ‬الجامعى ‬رغم ‬أنه ‬ولد ‬فى ‬أسرة ‬إقطاعية ‬نبيلة، ‬لكن ‬أسرته ‬عانت ‬من ‬الإفلاس. ‬مع ‬ذلك،تميز ‬بونين ‬بغزارة ‬المعارف ‬وتنوعها، ‬وبمعرفة ‬كبيرة ‬باللغات ‬الأجنبية ‬مكنته ‬من ‬ممارسة ‬الترجمة ‬إلى ‬جانب ‬الكتابة ‬الأدبية. ‬عبر ‬بونين ‬عن ‬صلته ‬الحميمة ‬بالشعر ‬حين ‬أشار ‬اولدت ‬لأكون ‬شاعرًاب، ‬وظهرت ‬باكورة ‬قصائده ‬عام1887، ‬أما ‬أول ‬مجموعة ‬شعرية ‬فظهرت ‬فى ‬1901 ‬بعنوان ‬اسقوط ‬الأوراقب، ‬ومعها ‬بدأت ‬شهرة ‬بونين ‬بوصفه ‬شاعرا ‬للطبيعة.‬
يكتسب ‬المنظر ‬الطبيعى ‬فى ‬أشعار ‬بونين ‬سمات ‬محددة، ‬ويخيم ‬على ‬الطبيعة ‬فى ‬أشعاره ‬جو ‬الخريف ‬والفناء، ‬ويكتسى ‬المنظر ‬بنغمة ‬من ‬الحزن، ‬وخصوصا، ‬فى ‬أشعاره ‬التى ‬تتناول ‬وصف ‬انهياراعروش ‬النبلاءا: ‬الموضوع ‬الأثير ‬فى ‬إبداع ‬بونين ‬الشعرى ‬والنثرى. ‬إن ‬المخرج ‬من ‬الحزن ‬يجده ‬بونين ‬فى ‬التواجد ‬مع ‬الطبيعة؛ ‬التى ‬يجد ‬فيها ‬السلوى ‬وسكينة ‬النفس، ‬هكذا ‬نجد ‬الطبيعة ‬فى ‬قصائد ‬بونين: ‬اتنمو، ‬تنمو، ‬أعشاب ‬القبرب، ‬اسيحل ‬يوم ‬أتوارى ‬فيهب، ‬وغيرها. ‬وتلتحم ‬صورة ‬الطبيعة ‬بصورة ‬الوطن ‬الأم، ‬كما ‬تمتزج ‬الصورة ‬الشعرية ‬بعناصر ‬الفولكلور ‬والموتيفات ‬الدينية ‬التى ‬تشغل ‬مكانة ‬مهمة ‬فى ‬إبداع ‬بونين. ‬ويتميز ‬إنتاج ‬بونين ‬الشعرى ‬بالقالب ‬المهندم ‬والجرس ‬الموسيقى ‬الذى ‬عبر ‬بونين ‬عن ‬علاقته ‬الحميمة ‬به، ‬كما ‬يخصه ‬الغنائية ‬والرؤية ‬الفلسفية ‬المتأملة.‬أما ‬إنتاج ‬بونين ‬النثرى ‬فقد ‬جسد ‬جانبا ‬كبيرًا ‬منه ‬ظاهرة ‬سقوط ‬عروش ‬النبلاء ‬التى ‬أخذ ‬بونين ‬يبكيها ‬فى ‬بعض ‬قصصه ‬مثل ‬االقاع ‬الذهبىب ‬اتفاحات ‬أنطونياا ‬االلقاء ‬الأخيرب ‬اكأس ‬الحياةب، ‬ما ‬دعا ‬بعض ‬نقاده ‬إلى ‬وصفه ‬ب ‬امنشد ‬الإقطاع ‬الآفلب.‬ارتبط ‬موضوع ‬زوال ‬عالم ‬الإقطاع ‬فى ‬إبداعه ‬بالمرحلة ‬التاريخية ‬التى ‬كان ‬بونين ‬شاهدًا ‬عليها، ‬مرحلة ‬الانهيار ‬الاقتصادى ‬والتاريخى ‬لطبقته ‬النبيلة ‬الإقطاعية، ‬وهى ‬مرحلة ‬اتخذت ‬مدارها ‬فى ‬ثمانينات ‬وتسعينيات ‬القرن ‬19، ‬وقد ‬لعب ‬دورًا ‬كبيرًا ‬فى ‬اهتمام ‬بونين ‬بهذا ‬الموضوع ‬أصول ‬الكاتب ‬الطبقية ‬والتحامه ‬بعالم ‬النبلاء ‬الإقطاعيين ‬الذى ‬خرج ‬منه ‬وتشرب ‬ثقافته.‬
رواية ‬االقريةب ‬
االقريةب ‬هو ‬عنوان ‬رواية ‬قصيرة ‬ل ‬بونين، ‬وهى ‬واحدة ‬من ‬مؤلفاته ‬التى ‬عكست ‬صورة ‬القرية ‬الروسية ‬وتناولت ‬وصف ‬الإقطاع ‬والفلاحين، ‬وتعكس ‬علاقة ‬الكاتب ‬الوثيقة ‬بعالم ‬القرية، ‬وهى ‬علاقة ‬أشار ‬إليها ‬حين ‬قال ‬إن ‬االصلة ‬الحية ‬مع ‬القرية ‬الروسية ‬كانت ‬دوما ‬منبع ‬الإلهامب. ‬تميزت ‬الرواية، ‬كما ‬القصص، ‬بالوصف ‬المقتصد ‬وواقعية ‬التفاصيل، ‬بالإضافة ‬لدقة ‬اللغة ‬والولع ‬بالتحليل ‬النفسى ‬للشخصيات ‬التى ‬تتجسد ‬أمام ‬القارئ ‬بكل ‬سماتها ‬الفردية ‬المميزة. ‬ويتغلب ‬مزاج ‬االخريفب ‬الذى ‬ميز ‬طابع ‬أشعاره ‬على ‬نتاجه ‬القصصى.‬
من ‬الأيام ‬الملعونة ‬للمهجر
حين ‬قامت ‬الثورة ‬البلشفية ‬كان ‬بونين ‬واحدا ‬من ‬الرافضين ‬والمعارضين ‬لها. ‬بعدها ‬كتب ‬االأيام ‬الملعونةب ‬فى ‬الفترة ‬من ‬1918ذ192 ‬فى ‬موسكو ‬وأوديسا، ‬وخرجت ‬على ‬شكل ‬يوميات ‬تسجل ‬فيها ‬الأحداث ‬العاصفة ‬فى ‬روسيا ‬إبان ‬الثورة ‬وأحداث ‬الحرب ‬الأهلية ‬التى ‬أعقبتها.‬عكست ‬اليوميات ‬لمحات ‬من ‬المعاناة ‬وتضارب ‬المشاعر ‬والمآسى ‬التى ‬صاحبت ‬فترة ‬الحرب ‬الأهلية، ‬كما ‬جسدت ‬قلق ‬بونين ‬على ‬حال ‬روسيا ‬ومستقبلها. ‬وجه ‬الكاتب ‬الروسى ‬نقده ‬لسلطة ‬البلاشفة ‬الجديدة، ‬وعبر ‬عن ‬تشككه ‬فيها، ‬وحاول ‬كشف ‬ممارسات ‬العنف ‬التى ‬مارستها ‬الثورة ‬فى ‬موسكو ‬واوديسا ‬فى ‬تلك ‬الفترة ‬، ‬وشاهد ‬فى ‬الثورة ‬كارثة ‬قومية. ‬
فى ‬عام ‬1920 ‬رحل ‬بونين ‬من ‬روسيا ‬ضمن ‬موجة ‬الهجرة ‬الأولى ‬للمثقفين ‬الروس ‬الذين ‬رفضوا ‬ثورة ‬أكتوبر، ‬ولم ‬يتقبلوا ‬ظروف ‬الحظر ‬والرقابة ‬المشددة ‬والملاحقات ‬التى ‬طالت ‬المعارضين. ‬تشكلت ‬مراكز ‬الهجرة ‬الروسية ‬فى ‬مدن ‬أوروبية ‬وأمريكية، ‬واستقر ‬المقام ‬ببونين ‬فى ‬باريس. ‬فى ‬تلك ‬الفترة ‬صارت ‬باريس ‬مركزًا ‬مهما ‬من ‬مراكز ‬الهجرة ‬الروسية،حيث ‬استقرت ‬جالية ‬روسية ‬كبيرة ‬تضم ‬صفوة ‬من ‬الأدباء ‬والفنانين ‬التشكيليين ‬والفلاسفة ‬والعلماء، ‬وقد ‬نشأت ‬فى ‬اباريس ‬الروسيةب ‬المدارس ‬والمؤسسات ‬العلمية ‬الخاصة ‬بالمهاجرين ‬الروس، ‬وتكونت ‬الجماعات ‬الأدبية، ‬وأسهم ‬بونين ‬بدور ‬كبير ‬فى ‬مساعدة ‬الأدباء ‬المبتدئين ‬وفى ‬إسداء ‬النصح ‬والإرشاد ‬لهم ‬بخصوص ‬مهارات ‬الكتابة ‬الأدبية، ‬وكان ‬يقص ‬عليهم ‬تجربته ‬فى ‬الكتابة ‬الأدبية ‬ويروى ‬لهم ‬عن ‬لقاءاته ‬مع ‬تولستوى ‬وتشيخوفوجوركى. ‬عانى ‬الأدباء ‬الروس ‬فى ‬ظروف ‬المهجر، ‬ومنهم ‬بونين، ‬من ‬العوز، ‬وقد ‬أنقذ ‬بونين ‬من ‬الفقر ‬المبلغ ‬المالى ‬الذى ‬حصل ‬عليه ‬من ‬جائزة ‬نوبل ‬فى ‬عام ‬1933، ‬وتبرع ‬بجزء ‬منه ‬لمساعدة ‬الأدباء ‬المحتاجين، ‬وتشكلت ‬لهذا ‬الغرض ‬لجنة ‬لتنظيم ‬التصرف ‬فى ‬المبلغ.‬
إبداع ‬بونين ‬فى ‬المهجر
شغلت ‬موضوعات ‬الحب ‬والموت ‬والطبيعة ‬والذاكرة ‬ومغزى ‬الحياة ‬مكانة ‬مهمة ‬فى ‬إبداع ‬بونين ‬فى ‬فترة ‬المهجر، ‬ومن ‬أهم ‬مؤلفاته ‬فى ‬تلك ‬الفترة ‬ززهرة ‬أريحاب ‬احب ‬ميتياب ‬اضربة ‬شمسب ‬احياة ‬ارسينيفب ‬اتحرير ‬تولستوىب ‬واالدروب ‬الظليلةب ‬وتعتبر ‬االدروب ‬الظليلةب ‬و ‬احب ‬ميتياب ‬من ‬أهم ‬مؤلفاته ‬التى ‬تناولت ‬موضوع ‬الحب ‬، ‬حيث ‬يتخذ ‬وصف ‬الحب ‬فيها ‬منحى ‬مأساويا، ‬وهو ‬قرين ‬الصلة ‬بالموت ‬والفراق. ‬وتعد ‬الرواية ‬البيوجرافية ‬احياة ‬أرسينيفب ‬من ‬أهم ‬أعمال ‬فترة ‬المهجر، ‬وهى ‬رحلة ‬فى ‬الذاكرة ‬عبر ‬الأنا ‬والوطن ‬الضائع،أما ‬دوافعها ‬كما ‬كتب ‬بونين ‬فى ‬تصديره ‬االأشياء ‬والأعمال ‬ما ‬لم ‬يكتب ‬عنها ‬تغلفها ‬الظلمة، ‬وتنتقل ‬إلى ‬مقبرة ‬النسيان، ‬كما ‬أن ‬الكتابة ‬عنها ‬تبعث ‬بالإلهامب. ‬
يتوقف ‬بونين ‬عند ‬محطات ‬حياتية ‬فى ‬حياة ‬بطله ‬الرئيسى ‬أرسينيف ‬الذى ‬يحمل ‬جانبا ‬منه، ‬وتستوقفه ‬فترة ‬الطفولة ‬خاصة، ‬حيث ‬تلتحم ‬فى ‬الذاكرة ‬بصورة ‬الوطن ‬والأرض ‬والحقول ‬والطبيعة ‬والكون. ‬ويكتسى ‬الحديث ‬عن ‬الوطن ‬بنغمة ‬من ‬الحزن ‬والأسى ‬على ‬روسيا ‬االضائعةب. ‬وبالتوازى ‬مع ‬سرد ‬حياة ‬أرسينيف، ‬يصور ‬لقطات ‬من ‬الحياة ‬الاجتماعية ‬والعادات ‬والتقاليد ‬فى ‬روسيا ‬فى ‬العقود ‬الأخيرة ‬من ‬القرن ‬ال ‬19 ‬وبداية ‬ال ‬20، ‬كما ‬تعكس ‬تأملاته ‬فى ‬الفن ‬والثورة ‬والثقافة ‬والموت ‬والحياة ‬والطبيعة.‬
وتعتبر ‬اتحرير ‬تولستوىب ‬من ‬أعماله ‬المهمة. ‬يجمع ‬فيها ‬بين ‬عناصر ‬الدراسة ‬البيوجرافية ‬وأدب ‬المذكرات ‬والدراسة ‬النقدية ‬والعمل ‬الفنى. ‬
ينطلق ‬بونين ‬فى ‬كتابه ‬عن ‬تولستوى ‬من ‬حبه ‬العميق ‬لتولستوى ‬الإنسان ‬والمفكر ‬والأديب ‬ومن ‬تأثره ‬بأفكار ‬تولستوى، ‬فقد ‬كان ‬بونين ‬واحدًا ‬من ‬مريديه ‬وأحد ‬أتباع ‬الحركة ‬التولستوية ‬التى ‬ظهرت ‬فى ‬روسيا ‬فى ‬1880 ‬واستمرت ‬حتى ‬بداية ‬القرن ‬ال ‬20 ‬تحت ‬تأثير ‬فكر ‬تولستوى ‬وفلسفته، ‬حيث ‬تبنت ‬هذه ‬الحركة ‬أفكاره ‬فى ‬الزهد ‬وحب ‬الطبيعة ‬ونبذ ‬الحروب ‬والعنف، ‬والدعوة ‬للحب ‬العام ‬والتسامح ‬والعمل ‬اليدوى.‬
‬بناء ‬النص ‬فى ‬اتحرير ‬تولستوىب ‬غير ‬تقليدي، ‬فأحيانا ‬يتقاطع ‬صوت ‬بونين ‬مع ‬صوت ‬تولستوى ‬نفسه، ‬كذلك ‬نجد ‬بونين ‬يتخلى ‬أحيانا ‬عن ‬دوره ‬بوصفه ‬السارد ‬الرئيسى ‬ويترك ‬المجال ‬لروايات ‬أفراد ‬عائلة ‬تولستوى ‬و ‬المقربين ‬وبعض ‬المعاصرين ‬لتولستوي. ‬ويتكشف ‬من ‬خلال ‬رواية ‬بونين ‬والآخرين ‬ملامح ‬من ‬شخصية ‬تولستوى ‬وعاداته ‬اليومية ‬ومأكله ‬ومشيته ‬وتعبيرات ‬وجهه ‬وطريقة ‬حديثة ‬وهواياته ‬وصفحات ‬من ‬سيرته ‬الذاتية: ‬تولستوى ‬الضابط ‬المحارب ‬فى ‬معارك ‬سيباستوبل، ‬تولستوى ‬الأديب ‬المبدعوالإنسان، ‬والمفكر ‬الذى ‬انشغل ‬طويلا ‬بالتفكير ‬فى ‬مغزى ‬الحياة ‬والموت ‬والوجود ‬الانسانى، ‬وهى ‬نفس ‬القضايا ‬التى ‬شغلت ‬فكر ‬بونين ‬نفسه. ‬
يروى ‬لنا ‬بونين ‬فى ‬اتحرير ‬تولستوى ‬ب ‬عن ‬تأثره ‬العميق ‬بتولستوى ‬الانسان ‬والأديب ‬والمفكر، ‬وعن ‬لقاءاته ‬معه، ‬وتشجيع ‬تولستوى ‬له ‬على ‬الكتابة ‬فى ‬بداية ‬طريقه ‬الأدبى ‬، ‬فى ‬وقت ‬انتابه ‬اليأس ‬من ‬الكتابة، ‬وربما ‬كانت ‬تجربة ‬تولستوى ‬السابقة ‬مع ‬بونين ‬هى ‬الدافع ‬لتشجيع ‬بونين ‬للكتاب ‬المبتدئين ‬فى ‬المهجر. ‬ويتزامن ‬صدور ‬ترجمتى ‬العربية ‬ل ‬اتحرر ‬تولستوىب ‬عن ‬مشروع ‬اكلمةب ‬مع ‬الاحتفالات ‬بمرور ‬150عامًا ‬على ‬ميلاده.‬
ثقافات ‬الشرق ‬والغرب
يتميز ‬إنتاج ‬بونين ‬بالانفتاح ‬على ‬ثقافات ‬الشرق ‬والغرب، ‬ويعتبر ‬إيفان ‬من ‬أكثر ‬الأدباء ‬الروس ‬اهتماما ‬بالشرق ‬العربى، ‬وقد ‬سافر ‬بونين ‬إلى ‬دول ‬عربية ‬كثيرة ‬مثل ‬مصر ‬وفلسطين ‬والأردن ‬وسوريا ‬ولبنان ‬والجزائر، ‬وكتب ‬من ‬وحى ‬زياراته ‬العديد ‬من ‬القصائد ‬والاستطلاعات ‬الأدبية، ‬وسبق ‬أن ‬تناولت ‬فى ‬كتابىامؤثرات ‬عربية ‬وإسلاميةب ‬التأثير ‬العربى ‬والإسلامى ‬فى ‬إبداع ‬بونين، ‬وتناولت ‬فى ‬هذا ‬السياق ‬اهتمام ‬بونين ‬بحضارة ‬مصر ‬القديمة ‬وتقديره ‬العميق ‬للأثر ‬الحضارى ‬الباقى ‬الذى ‬تركته ‬الحضارة ‬الفرعونية.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.