التحفيل بين الجماهير عبر السوشيال ميديا ظاهرة عالمية بين جميع مباريات الدربيات فى مختلف دول العالم. ولكن يبدو أن ثقافة التحفيل تختلف من شخص لآخر ومن الممكن أن تحدث مشاكل وأزمات بين الجماهير؛ فقد أثارت مباراة السوبر المصرى بين الأهلى والزمالك الكثير من الجدل فى الشارع والإعلام الرياضى فى مصر، ورغم الروح الرياضية والتشجيع المثالى من جمهور الفريقين، وما حققته مبادرة لا للتعصب والتى أطلقتها وزارة الشباب والرياضة والمجلس الأعلى للإعلام والدور الإيجابى خلال هذه الفترة، لتخرج المباراة بالصورة التى تليق باسم مصر، إلا أن الحلو ميكملش، فقد انتشرت فيديوهات لفئة قليلة من الجماهير وهى تهزأ من لاعب الزمالك شيكابالا، ووصل الأمر بالبعض إلى حد رفع كلب أسود ليهزأوا منه ما أثار جدلا عارما على السوشيال ميديا. واستنكر السوشيالجية ماحدث ورفضوا التطاول والتنمر على اللاعب صاحب البشرة السمراء، وطالبوا بعدم التجاوز فى حق الغير، واختفاء التحفيل من الحياة الرياضية فى مصر، الحادثة والتبعات التى تلتها شغلت الأوساط الرياضية الكروية لتلقى السلطات القبض على 15 شخصاً بتهمة التنمر، عقب توجيه إهانات إلى قائد فريق الزمالك بكرة القدم، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية فى بيان. هاشتاج «أوقفوا العنصرية» يتصدر تويتر ودعوات نبذ «التنمر» السلوكيات العنصرية ودشن مغردون حملة تندد ب "السلوكيات العنصرية فى الملاعب"، وأطلقوها بهاشتاج تحت اسم stop_racism_against_shikabala#، فكتب أحد النشطاء: "تحرك الأجهزة الأمنية السريع لوأد الفتنة كان سريعا.. أرجوك لا تجعل حبك لفريقك يخسرك أصدقاءك وأهلك؛ الزمالك والأهلى فخر للمصريين؛ وعلق آخر: "ماحدث مع شيكابالا حالات فردية ولايليق فالرياضة أخلاق قبل أن تكون بطولة". كما حرص عدد من نجوم الرياضة والفن على دعم "شيكابالا" من خلال صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى؛ نشر "أحمد العوضى"، صورة ل شيكابالا عبر حسابه على "فيسبوك"، وعلق: "أنا راجل أهلاوى بس بحب شيكابالا.. وشيكابالا محدش يعترض على أنه واحد من أهم المواهب فى الكرة المصرية.. وشيكابالا بيحب ناديه وده نحترمه، ويكفى شيكابالا موقفه مع شهداء بورسعيد للنادى الأهلي.. فى حب الأباتشي"، وعلق "حازم إمام" نجم الزمالك السابق، أيضا على الفيديو المنتشر، وكتب الثعلب الصغير على "فيس بوك" : "فيديو الكلب غرضه الاستهزاء بشيكابالا لكن أحب أقول إنه هيفضل وصمة عار لكل من شارك وأيد وبارك وضحك،فى فرق كبير بين الهزار،التهريج،التحفيل وإنك تبقى عنصرى". كما عبر الفنان الكبير "صلاح عبد الله"، عن رفضه لحملة التنمر التى يتعرض لها نجم نادى الزمالك، ووصفها بأنها حملة تنمر "حقيرة"، كما دعم صلاح عبد الله مبادرة "لا للتعصب" التى أعلنتها الدولة تحت إشراف وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى وكرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام. وعلى الجانب الآخر أكدت "دار الإفتاء" عبر حسابها الرسمى بفيسبوك أن التنمر يعتبر من السلوكيات المرفوضة وسلوك مشين ومحرم فى الإسلام ومن الأمور المنافية للأخلاق، واختتمت الإفتاء مقطع الفيديو بقوله سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون". تدمير البنية النفسية وفى هذا الصدد يرى د.سعيد صادق أستاذ الاجتماع أن التنمر يمارس فى مختلف مجالات الحياة اليومية، وأضاف أن هناك تنمرا عبر مواقع التواصل الاجتماعى وهو الأخطر لأنه من الممكن أن يؤثر بشكل كبير على المستوى النفسى والاجتماعى والتى من الممكن أن تؤدى إلى تدمير البنية النفسية لمن يقع ضحية لشكل من أشكال التنمر، وأكد صادق أن الغريزة البشرية تدعم حب الاختلاف، وهو ما يجعل الجمهور العادى يسعى إلى الشهرة بأى طريقة ومنها التنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وأكد صادق أن الروح الرياضية التى لمسناها على مدرجات السوشيال ميديا فى قضية التنمر على لاعب الزمالك ودعم رواد هذه المنصات للنجم الأسمر ضربة فى مقتل للعنصريين والمتعصبين، وأكد أستاذ الاجتماع أننا لم نر الخناقات على المقاهى ولا بين اللاعبين ولا حتى على منصات التواصل وهو نوع من أنواع النضح الإلكترونى، وطالب بأهمية التوعية بمخاطر الاستخدام السلبى للسوشيال ميديا.
