أهالي قرية سيد عمار: نطالب بتغطيتها حفاظا على أرواح الأطفال وللوقاية من الأمراض والد الطفلين: فقدتهم في غمضة عين وعثرنا عليهم بعد 60 متر من مكن سقوطهم على بعد 105 كيلو من محافظة القاهرة، تقع قرية «سيد أحمد عمار»، التابعة لمركز ومدينة ديرب نجم، بمحافظة الشرقية، فالقرية تبعد مسافة صغيرة عن محافظة الدقهلية بالقرب من ميت غمر، حيث يواجه سكان تلك القرية الصغيرة ماسأة تتمثل في إنشاء محطة صرف صحي، بداخلها، فسرعان ما حولت حياتهم إلى جحيم، في الرائحة الكريهة التي تصدر منها ولا يستطيع أحد المرور بجوارها، وتصاعد الروائح ودخولها للبيوت، ولم يتوقف معاناة الأهالي عند ذلك، بل أيضا لقي طفلين شقيقين توأم مصرعهما داخل المصرف، «هما يوسف وياسين» عمرهما سنتين ونصف، ومن هنا انتقلت «بوابة أخبار اليوم»، إلى القرية لرصد عن قرب مأساة وفاة الطفلين داخل المصرف. وفي هذا السياق، قال والد الطفلين المهندس أحمد عمار، «كل فترة ذهب مع أولادي وزوجتي وأجلس مع أقاربي ومعي أولادي.. وعندما أتيت تلك المرة تم إغلاق باب المنزل لعدم خروج الأطفال إلى الشارع، بينما ظل أطفالي ومعهم أولاد أقاربي يلعبون داخل حديقة المنزل، وفجأة قام أحد أفراد العائلة، بالخروج وترك الباب مفتوحًا، فخرج الأطفال من المنزل، يلهون في الشارع، وبجوارهم المصرف، وسقطوا فيه دون أن يراهم أحد أو ينجدهم، ولقوه مصرعهم على الفور داخل مياه المصرف الملوثة». وتابع والد الضحيتين، «الطفلين خرجوا دون أن يدري أحد وظنوا أن الترعة مثل المصيف ووقعوا فيها وماتوا .. ووجدنا جثثهم بالقرب من الكوبري على بعد 60 متر من مكان سقوطهم، حيث انجرفوا داخل مياه الصرف الصحي والتي معدل سريانها سريع وعمقها أكثر من مترين، وكل ما نطلبه من المحافظ، أن يغلق المصرف حتى لا تتكرر تلك الواقعة، أو يتم تغطيته حتى لا تتكرر تلك الحوادث مرة أخري، ولم يأتي لنا أي رد من المحافظة بشأن حماية أطفالنا من المصرف، واكتفوا فقط بتوقف المحطة لبضعة أيام ولم يتحرك أحد لنجدتنا وتقدمنا بأكثر من طلب نخاطب فيه المحافظ ورئيس المدينة والجميع لم يتحرك أو يلبي النداء». وأضاف أحد سكان القرية، خاطبنا المحافظ أكثر من مرة، بأن يرحمنا من التلوث الذي نعيش فيه، فالصرف اختلاط بمياه الترعة الصغيرة، وأصبح كارثة تهدد صحة المواطنين في الروائح الكريهة التي تصدر من المصرف بجانب أيضا خوف الأهالي على الأطفال من السقوط في المصرف خاصة بعد حادث مصرع طفلين.. فتغطية المصرف أو نقله ليس أمرا صعبا على المحافظة، ولم يكلفهم الكثير من الأموال، بل سوف يضمن ذلك حماية الأطفال في القرية، والقضاء على الروائح السئية التي تنبعث من داخل المصرف خاصة عندما يمتلئ بمياه الصرف فيصبح ارتفاعه أكثر من مترين ويخرج منه رزاز مياه تعكر الهواء وتسبب في الأمراض. من جانبه، أوضح «محمد مصطفى عمار»: "تعددت محاولات أهل القرية للوصول إلى حل بخصوص أزمة الصرف الصحي، ووجهنا العديد من الشكاوي لوزير التنمية المحلية، ومحافظ الشرقية، حتى يتم تغطية هذه الترعة التي ولا يكون الأهالي عرضة للأمراض المزمنة، وموت الأطفال كما حدث ل«يوسف وياسين»، إحنا عايشين في كابوس، كل إلى محتاجينه تغطية الترعة وردمها، لأن محطة الصرف الصحي التي تضخ في هذه الترعة، مؤثرة على الصحة والبيئة، وإحنا خايفين على أطفالنا مش عارفين نعيش، الردم المطلوب للترعة حوالى 500 متر فقط وهي المسافة التي تقع في الحيز السكاني ويتضرر من أهالى القرية، ودفع ثمنها طفلين ملايكة «يوسف وياسين». كما وجه أحد أهالي القرية نداؤه إلى أي مسئول بأن يأتي ويشاهد الكارثة التي يعيشون فيها ليلا نهارا، قرية «سيد أحمد عمار» فقدت طفلين في أقل من سنة، بسبب سقوطهم في ترعة مياه الصرف، إحنا مش عارفين نعيش، لكن كلنا أمل في ظل المجهودات التي تقوم بها الدولة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي للحفاظ على صحة المواطن المصري، والقضاء على الفساد وتلبية احتياجات المواطنين للعيش في بيئة آمنة.
