أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوبسيناء بوزارة السياحة والآثار، أن القديس مارمينا العجايبى ولد عام 258م، لأبوين مصريين وبعد وفاة والده انضم إلى الجيش الرومانى. وأوضح: "عندما بدأ الإمبراطور الرومانى دقلديانوس (284 – 305م) فى اضطهاد المسيحيين أعلن اعتناقه للمسيحية وعندما رفض الارتداد عن المسيحية أصدرت الأوامر بقطع رأسه واستشهد شابًا وعمره 24 عامًا ودفن بالإسكندرية، ولما انقضى زمن الاضطهاد نقلت رفاته إلى المكان الذى يحمل اسمه الآن بمريوط وذلك على أثر رؤيا ظهرت للبطريرك فى ذلك الوقت بأنه أثناء حمل الجثمان من الإسكندرية توقف الجمل الذى يحمله فى مكان معين ولم يتحرك حتى بعد أن استبدلوا الجمل بآخر لم يتحرك أيضاً لذلك دفنوه فى هذا المكان بمريوط حيث شيد الدير". ويضيف الدكتور ريحان: "شهرة القديس مينا شاعت فى فى جميع أنحاء العالم وجاء الحجاج لزيارة قبر القديس لنيل البركة وطلب الاستشفاء، وقام العالم الألمانى كاوفمان فى عام (1325ه / 1907م) بأعمال حفائر فى الموقع وتبعه الدكتو بيتر جروسمان وعثر بين أنقاض دير مار مينا على بقايا أوانى فخارية تعرف بقنانى القديس مينا الفخارية من أحجام مختلفة، كما يوجد بالمتحف القبطى بمصر والمتحف البريطانى والمتاحف الأوروبية مجموعات عديدة من هذه الأوانى التى كان يحملها المسيحيون ممتلئة بالماء عند زيارة القديس مينا وهذه الأوانى لا يمكن أن تقوم واقفة بل يجب حملها بواسطة خيوط تربط بين العنق والأذنين . ويوضح الدكتور ريحان أن قوارير الحجاج أو قوارير القديس مينا كانت تملئ بواسطة الحجاج من مياه البئر بالقرب من قبر القديس مينا للاعتقاد بأنها تشفى من الأمراض ويأخذونها معهم إلى بلادهم والمستمر حتى الآن بالإضافة إلى التذكارات الخاصة بالقديس المصنوعة من الفخار المتوفر بالمنطقة وعثر على نماذج منها بكوم الدكة بالإسكندرية تعود للقرن الخامس إلى السابع الميلاديين وعثر على قوارير الحجاج فى ميناء دهب البحرى بجنوبسيناء وعثر عليها فى اليونان وإيطاليا وآسيا الصغرى وجزر الأرخبيل وشمال أفريقيا مما يدل على حجم الحجاج المسيحيون الذين كانوا يأتون إلى مصر للحج إلى سانت كاترين ومنهم من ينتقل منها إلى القدس . ويشير الدكتور ريحان إلى أن طريق الحج المسيحى إلى مصر بدأ منذ القرن الرابع الميلادى منذ أن أنشأت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة العليقة المقدسة بالوادى المقدس طوى فى حضن شجرة العليقة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه ثم جاء الإمبراطور جستنيان ليبنى أشهر أديرة العالم دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة على أحد الجبال الذى حمل اسمها وهو جبل سانت كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر ويحتفل كل عام يوم 15 هاتور من الشهور القبطية 11 نوفمبر بعيد استشهاد القديس مارمينا أو يوم 24 نوفمبر لأن الكنيسة الأرثوذكسية لازالت تتبع التقويم اليوليانى .