بدأ قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية كلمته خلال صلاة تجنيز نيافة الأنبا صربامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي بكلمات من الكتاب المقدس وهى "هُوَذَا فَتَايَ الَّذِي اخْتَرْتُهُ، حَبِيبِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. أَضَعُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْبِرُ الأُمَمَ بِالْحَقِّ، لا يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ، حَتَّى يُخْرِجَ الْحَقَّ إِلَى النُّصْرَةِ. وقال قداسته خلال ترأسه صلاة تجنيز أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون إن هذه الكلمات التي في الكتاب المقدس قيلت عن السيد المسيح بروح النبوة نرى معانيها تنطبق على نيافة الأنبا صربامون ونحن نجتمع كأبناء له أساقفة ومطارنة وكهنة ورهبان لأننا أبناؤه تربينا على يديه وتعلمنا منه. وأضاف قداسته أن نيافة الأنبا صربامون عاش وكرس نفسه ليعيش راهب في البرية كان يمثل صورة الرهبنة الأصيلة كما نقرأ عنه في كتابات آباء القرن الرابع و كأنه أتى إلينا من هذه الأزمنة البعيدة ونرى مجد الحياة الديرية نراه إنسان معلم بقدوته وصورته وشخصه. وتابع قائلا " دخل الدير عمره 22 سنة في نفس السنة التي ارتقى فيها قداسة البابا كيرلس السادس الكرسي المرقسي وعاش راهباً محبوباً من جميع أخوته وعاش خادماً ومحباً وتتلمذ خلال هذه الفترة على يد البابا شنودة الثالث وعندما صار البطريرك عام 1971 اختاره ليدير حال هذا الدير "دير الأنبا بيشوي" وكان عدد الأباء معدود وبدأ يقدم صورة روحية للرهبنة، كما نقرأ عنها ونعيشها على يديه تتلمذ العشرات والمئات في مصر وخارجها وقدم صورة هادئة بكل تفاصيل الحياة الرهبانية كما يجب أن تكون، عاش فقرًا اختياريًا وحياة البتولية وحفظ النذور الرهبانية. وأشار قائلا "إنه منذ استلامه الدير وخدمته فيه كوّن مدرسة روحية نفتخر بها ونشكر الله أننا تتلمذنا علي يديه وكثيرين الحتقوا بهذا الدير لأنهم رأوا الأب المحب الأصيل كانت قدوته هى التي دفعت كثيرين للحياة الرهبانية". وأضاف أن هناك مشكلات تعرض لها الدير، كم شخصيات تعبت وكانت تجد سلامها في مقابلتها معه، امتاز بهذه الصفة، وكان دائماً مشجع لأبنائه وكانت له كلمات يكررها كثيراً وتجد فيها راحة كان ميناء لتشجيع النفوس والراهب الذي يجاهد وكرس كل سنين عمره من أجل مجد الله. واختتم كلمته قائلا " نحن نجتمع اليوم لنودع الأب الأسقف صاحب عمل وتعب فمن يربي اثنين أو ثلاثة يقول ربيت لكنه ربى العشرات والمئات من الأبناء في جموع كثيرة، لأنه كان ذو جموع كثيرة يأتون يستلهمون منه هدوء وفرح، نحن نجتمع ونشترك في وداع هذا الإنسان الذي عاش تقياً ونقياً عاش يخدم في هدوء.