ترأس نيافة المطران منير حنا مطران الكنيسة الإسقفية بمصر قداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية القديسين الإسقفية بالزمالك بمشاركة عدد من أساقفة ومطارنة الكنيسة الإسقفية . وقال مطران الكنيسة الاسقفية خلال كلمته إن في عيد الميلاد دائما أتأمل في حدث من الأحداث العجيبة التي صاحبت ميلاد المسيح، وهي زيارة المجوس للطفل الوليد يسوع المسيح والبعض لا يعرف المجوس ، ولماذا كانوا حريصين على زيارة الطفل المولود؟. وأضاف قائلا أن المجوس والمعروفين أيضًا بالحكماء هم طائفة من الكهنة وكانوا يعيشون في مملكة فارس، وأشار إليهم سفر النبي دانيال وإنهم كان يعملوا المجوس في مجال الفلك والنجوم وأشار قائلا " إن البعض يتسال لماذا يتحمل المجوس مشقة السفر من بلاد بعيدة لكي يأتوا إلى فلسطين لكي يزورا الطفل المولود معتقدين أنه ملك اليهود المنتظر، وذلك بعد أن رأوا نجمه في المشرق ، والحقيقة أننا لا نعرف الأسباب التي دعتهم لعمل ذلك، لكن البعض يظن أن النبي دانيال كلمهم عن المسيح المخلص الذي ينتظره الشعب وأن المسيح هذا سيكون ملكًا لليهود؛ وربما آمن هؤلاء المجوس بالمسيح لذلك لما رأوا نجم المشرق أدركوا أن الملك المنتظر قد ولُد ، فأصروا أن يأتوا ليسجدوا له أي ليعبدوه". واستكمل مطران الاسقفية قائلا إنهم عندما أتوا إلى إوراشليم توقعوا أن يكون الطفل مولود في قصر ملكي حيث ذهبوا إلى قصر هيرودس الملك، الذي عندما سمعهم يتحدثون عن ملك لليهود وُلِد مؤخرًا، اضطرب واضطرب معه كل شعب أورشليم ، لأنه أحس بالتهديد لوجود ملك آخر غيره ،مما جعله يرسل المجوس إلى بيت لحم فغادروا قصر هيرودس وتوجهوا إلى مدينة بيت لحم، كقول الكتاب المقدس . وتابع قائلا إنه عندما دخلوا المجوس إلى البيت ورأوا الصبى مع مريم أمه، فخروا وسجدوا له مدركين أنه الملك الذي كان ينتظره الشعب ، ورغم من وجوده في منزل حقير لايوحى أنه ملك إلا إنه سحدوا له ثم قدموا له هدايا ،ذهباً ولباناً ومراً، وهذه الهدايا ترمز إلى عمل وخدمة المسيح، فالذهب يرمز إلى ملكوته وبره الإلهي واللبان أو البخور يرمز إلى خدمته ككاهن يتشفع من أجل شعبه والمر يرمز إلى الألم والموت الذي تحقق عندما مات على الصليب. وأضاف وبعد فترة من الزمن ظهر الملاك في حلم ليوسف الصديق وقال له "قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وهذا يدل علي خطة الله وحمايته للمسيح من هيرودس الذى كان ينوى قتله وبالفعل أمر هيرودس بقتل كل أطفال بيت لحم . واستكمل ان هذة القصه تُظهر لنا مصر التي رحبت بالطفل يسوع، وأصبحت ملجأ له، وتحققت النبوة "من مصر دعوت ابني" ، وبسبب لجوء المسيح إلى مصر بارك الله مصر، التي كانت وثنيه فى ذلك الوقت. واختتم المطران منير حنا كلمته قائلا " إننا عندما نتأمل في قصة الميلاد وزيارة المجوس، نجد ثلاثة مجموعات من الناس لهم ثلاثة ردود فعل مختلفة نحو السيد المسيح وأنا أثق أن ردود الفعل هذه مازالت موجوده لنا الآن، فنحن نجد مجموعة من الناس التي ترفض المسيح كهيرودس ورؤساء الكهنه الذين كانوا معه ، والمجموعه الثانية هم هؤلاء الذين فرحوا بميلاد المسيح واتخذوه ملكاً لهم وسجدوا لهم مثل المجوس والرعاه ، والمجموعة الثالثة هم هؤلاء الذين لم يكترثوا ولم يهتموا بحدث الميلاد وهم الغالبية التي كانوا يعيشون في بيت لحم ولم يهتموا بما يحدث فى مدينتهم ولم يكن لديهم أي فضول أن ياتوا ليروا المسيح المولود الذي طالما انتظروه.