أكدت القوات المسلحة وأجهزة الأمن اللبنانية، احترامها لحرية التظاهر في الساحات العامة وجوانب الطرقات، وحرصها على حفظ أمن المتظاهرين وسلامتهم، محذرة في نفس الوقت من مغبة التعرض للممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات الذي يقيد حرية التنقل التي كفلتها المواثيق الدولية. جاء ذلك في الاجتماع الأمني رفيع المستوى الذي عقد اليوم وجمع قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، ورؤساء أجهزة قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وأمن الدولة اللواء طوني صليبا، لبحث التطورات الأمنية التي يشهدها لبنان. ودعا المجتمعون جميع اللبنانيين إلى التعامل بمسئولية وطنية مع التطورات الراهنة، وعدم القيام بكل ما من شأنه التعرض للاستقرار والسلم الأهلي والعيش المشترك، مشددين على أهمية التمسك بالوحدة الوطنية والالتفاف حول الجيش اللبناني وباقي المؤسسات الأمنية كونها تشكل الضمانة للأمن والاستقرار في لبنان. وكانت تجمعات من مؤيدي وأنصار حزب الله وحركة أمل، قد اشتبكوا - خلال اليومين الماضيين - على نحو عنيف مع المتظاهرين في مجموعة من المناطق اللبنانية، الأمر الذي تسبب في حدوث مصادمات واسعة النطاق في عدد من المحافظات، وبرر أنصار الحزب والحركة هذه التحركات والممارسات بدعوى تأثرهم بعمليات الاعتصام وقطع الطرق التي ينفذها المتظاهرون والمحتجون. يشار إلى أن قائد الجيش اللبناني سبق وصرح قبل عدة أيام بأن قطع الطرق أمر غير مسموح به وأن حرية التنقل مقدسة في المواثيق الدولية، مشددا على أن القوات المسلحة لن تسمح بالاستمرار في عمليات إعاقة حركة المرور والتنقل على الطرق، مع التأكيد على احترام الجيش لحق التظاهر والاحتجاج في الميادين والساحات. ويشهد لبنان منذ مساء 17 أكتوبر الماضي سلسلة من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة في عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لا سيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.
