تتواصل الاحتجاجات الشعبية في لبنان لليوم الثالث عشر على التوالي، تنديدًا بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية في البلاد، ومطالبة بإسقاط النخب السياسية، التي تتولى صنع القرار السياسي في البلاد. أولى مطالب المحتجين تحققت، وأعلن رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته من منصبه، وذهب إلى قصر بعبدا الرئاسي ليسلم استقالته بنفسه لرئيس الجمهورية ميشال عون. ورحب المحتجون باستقالة الحريري، بيد أن الاحتجاجات الشعبية تواصلت دون توقفٍ، وسط علو سقف مطالب المحتجين، الذين يطالب بعضهم برحيل رئيس البلاد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي الأثناء، قام أنصار الحريري بقطع عددٍ من الطرقات في العاصمة بيروت، وذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء استقالته من منصبه. ووفقًا لمراسل شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية فإن أنصار الحريري يطالبون باستقالة الرئيس اللبناني ورئيس مجلس النواب أيضًا، جنبًا إلى جنبٍ مع استقالة الحريري، وليس الأخير وحده. تواصل الاحتجاجات وفي خضم الاحتجاجات الشعبية، لم تثبط عزيمة اللبنانيين بعد، وواصلوا حركهم الشعبي، المستمر منذ يوم الخميس السابع عشر من شهر أكتوبر الجاري. وفي العاصمة بيروت، احتشد عشرات الآلاف في ساحة الشهداء وسط العاصمة، وفي منطقة رياض الصلح، وخفق علم لبنان فوق رؤوس المحتجين، المنتشين بنبأ استقالة الحريري. وتواصل الاحتجاجات في مدينة طرابلس شمال لبنان، واحتشد الآلاف هناك، وتزايد عدد المحتجين مع دخول ساعات الليل. كما تظاهر الآلاف في مدينة جل الديب بجبل لبنان، وامتدت التظاهرات إلى مدنٍ أخرى في أرجاء البلاد. ويترقب اللبنانيون البيان الذي سيصدر عن رئاسة الجمهورية حول استقالة الحريري، والذي يُرجح أن يتم خلاله قبول استقالة زعيم تيار المستقبل، في وقتٍ يصر اللبنانيون فيه على تحقيق مطالبهم كاملةً دون نقصانٍ.
