تخرج دولة الاحتلال الإسرائيلي من وقتا لآخر حاملة شعارات زائفة بكونها مجتمع للجميع يحترم الحريات ولا يفرق بين جنسية وأخرى أو ديانة وأخرى، فالجميع تحت سماء وطنهم «المصطنع» سواسية، ولكن تلك الفكرة غير صحيحة فالمواطنين هناك درجات ومعاملتهم تتسم بالعنصرية. منذ أيام، اندلعت تظاهرات غاضبة بأنحاء إسرائيل نظمها آلاف الإسرائيليين من أصل إثيوبي وأنصارهم، بعد أن قتل شرطي بالرصاص شابا إسرائيليا من أصل إثيوبي. تتواصل تلك المظاهرات الضخمة منذ الاثنين، حيث سد المتظاهرين مفارق الطرق السريعة، ووجهوا اتهامات جديدة بالعنصرية إثر هذا الحادث. كما أغلق المتظاهرون طرقات رئيسية في كافة أنحاء البلاد وأشعلوا إطارات السيارات ونددوا بما يرون أنه تمييز ضد الإسرائيليين من أصول إثيوبية، وقالت الشرطة إنها اعتقلت 136 شخصا، وأن 111 ضابطا أصيبوا بجروح وألقيت عليهم الحجارة والزجاجات والقنابل الحارقة. كان سلمون تيكا قد قتل وهو في عمر ال18 مساء الأحد في بلدة كريات حاييم بشمال مدينة حيفا الساحلية، وأثار مقتله غضبا في أوساط اليهود الإثيوبيين في إسرائيل الذين يقولون بأن شبابهم يعيشون في خوف دائم من مضايقات الشرطة لأنهم من ذوي البشرة السوداء. وبحسب موقع فرانس 24، فإن عدد اليهود من أصول إثيوبية في إسرائيل حوالي 140 ألف شخص بينهم أكثر من 20 ألفا ولدوا في إسرائيل، ويتحدر معظمهم من مجتمعات منعزلة لعدة قرون عن العالم اليهودي، وتم الاعتراف بهم كيهود في وقت متأخر من قبل السلطات الدينية الإسرائيلية. كما نقل إلى إسرائيل أكثر من مئة ألف من اليهود الإثيوبيين بين الثمانينات والتسعينيات، وتقول المجموعة اليهودية الإثيوبية إنها تواجه باستمرار عنصرية مؤسساتية ممنهجة. من هم اليهود الإثيوبيين بإسرائيل؟ هم الفلاشا أي المهاجرون من إثيوبيا أو الذين ينحدرون من أولئك الذين هاجروا من إثيوبيا إلى إسرائيل، ويطلق عليهم أيضا اسم "بيتا إسرائيل" وتعني جماعة إسرائيل، وباختصار هم يهود الحبشة، أو اليهود الفلاشا الذين تم نقلهم سرا في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، ويقدر عددهم بنحو 130 ألف لا يتمتعون بنفس حقوق التعليم والوظائف، في المجتمع الإسرائيلي حديث التشكل، وإلى جانب اليهود الشرقيين عموما، لطالما رفعوا أصواتهم ضد التمييز العنصري الذي يتعرضون له في إسرائيل، إضافة إلى المرجعية التاريخية الرافضة لهم من خلال معارضات لوجودهم بزعم أن اليهود المهاجرين يحملون أمراضا وراثية معدية، لكن الحكومة الإسرائيلية نفت ذلك لاحقا بعد تعرضها لانتقادات شديدة اللهجة. كما رفض معظم رؤساء وزراء إسرائيل، وعلى رأسهم ديفيد بن جوريون وموشيه شاريت وليفي إشكول وجولدا مائير، هجرة اليهود الإثيوبيين الجماعية إلى إسرائيل، ووصل الأمر في بعض الأحيان، إلى إبعاد من وصلوا إلى إسرائيل بالفعل خلال تلك الأعوام بحجة أنه لا ينطبق عليهم "قانون العودة" وأنهم نصارى، إلا أنه في عام 1975، قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين بتطبيق "قانون العودة" عليهم، وبدأت الهجرة الجماعية في الفترة بين عامي 1979 و1990.