معركة واحدة يدخلها كل من يسمع عبارة «أنت مصاب بالسرطان».. لا يختلف نوع الألم.. ولا يفرق المرض بين أنثى وذكر في آثاره السلبية التي يعاني منها كل من يخضع للعلاج الكيميائي.. آلام واحد.. والخوف واحد من مصير مشابه يتوقعه معظم المصابين. وفي الوقت الذي نسمع فيه عن اكتشافات جديدة لعلاج السرطان أو الحد منه.. نسمع أيضا عن أعداد إضافية من المصابين مما يعني تزايد هذا المرض الخبيث وانتشاره.. فعلى الرغم من صعوبة الأمر عندما أعلن الفنان فاروق الفيشاوي خبر إصابته بمرض السرطان، إلا أنه أعطى الكثير بارقة أمل في تغيير نوع العلاج القاسي الذي يقضي على هذا المرض اللعين ليصبح مجرد أقراص دواء تستطيع أن تهاجم المرض والقضاء عليه أيا كان نوعه. «بوابة أخبار اليوم» التقت دكتور أحمد البسطويسي أستاذ طب الأورام جامعة القاهرة، ليحدثنا عن دواء السرطان الجديد وغيره من أنواع العلاج المتطورة. - في البداية حدثنا عن هذا العلاج الجديد ومدى فاعليته؟ علاج السرطان الجديد عبارة عن أقراص يتم تناولها بالفم للكبار ونقط للصغار، وهو من العلاجات الموجهة لتغيير جيني معين يكون مسئول عن تكاثر عدد من الخلايا بسبب غير محدد بشكل كبير مما يسبب أورام سرطانية، حيث يقوم العلاج باستهداف هذا التغير ويعمل على وقف نشاطه.. والميزة في هذا النوع من العلاج أنه يستطيع أن يواجه أي نوع من الأورام التي تحمل هذا التغير الجيني بغض النظر عن مكانها ويستهدف بعض الأورام الغير قابلة للاستئصال والأورام المتطورة مما يجعله ثورة في علاج الأورام. - ماذا عن الأعراض الجانبية؟ الأعراض الجانبية تحدث لبعض المرضى وليس جمعيهم، وتتمثل في الشعور بالإرهاق، الدوار أو الدوخة، ارتفاع في وظائف الكبد، الإسهال أو الإمساك، الغثيان. - متى يشعر المريض بالتحسن واستجابة الجسم للعلاج؟ تتراوح المدة المتوسطة للاستجابة ما بين شهر ونصف إلى شهرين، لكن هناك حالات تحدث لها استجابة مبكرة وأحيانا أخرى تستغرق وقت أطول. - وكيف تكون الجرعات؟ الجرعات يحددها الطبيب المعالج ولكنها تكون غالبا كبسولات بالفم مرتين يوميا للكبار، أما الأطفال فتحدد على حسب الوزن والطول ويتم عمل تقييم لاستجابة الحالة كل شهرين ويتم الاستمرار على العلاج مع استمرار الاستجابة طالما لا توجد أعراض جانبية تستدعى إيقافه. - ماذا عن علاجات الأورام الأخرى؟ هناك نوع أخر من العلاجات الحديثة للأورام وهو العلاج المناعي، حيث إن بعض الأورام التي تصيب الجسم تعمل على إيقاف عمل الجهاز المناعي وتحجيم نشاطه وتفقده القدرة على الدفاع عن الجسم، وهنا يقوم العلاج المناعي بمساعدة الجسم على تحرير جهاز المناعة ومساعدته على استعادة نشاطه مرة أخرى ومواجهه هذه الأورام، ويؤخذ عن طريق الحقن ويعالج أنواع كثيرة من الأورام. - هل تغني العلاجات الحديثة عن غيرها كالكيماوي والإشعاعي؟ كل حالة ولها ظروفها الخاصة وحسب مرحلة المرض، فهناك حالات تستدعي العلاج الكيماوي أولا وأخرى يكون العلاج المناعي أو الموجه أكثر فعالية معها، وهناك ما يجمع بين الاثنين. وتعد أنواع الأورام المتطورة من أورام الجلد والرئتين التي يحدث بها تغيرات جينية معينة، من أكثر الأنواع التي يمكن فيها استخدام العلاج الموجه أو المناعي مباشرة وذلك يتحدد أيضا على حسب ظروف الحالة. - متى نجد العلاج متاح في مصر؟ العلاج متاح فعلا في الأسواق العربية لكن تكلفته العالية هى سبب عدم انتشاره بشكل كبير حتى الآن. - ولأن الوقاية خير من العلاج.. بماذا تنصح الأصحاء؟ ضرورة الحرص على تناول غذاء صحي متوازن يشمل الخضروات والفواكه، ممارسة الرياضة، البعد عن الوجبات السريعة والجاهزة، الحفاظ على الوزن المثالي، تجنب التدخين والكحول، أي التمتع بحياة صحية متوازنة.
