span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" مهنة «طالع النخل» عرفها المصريون منذ خمسة آلاف عام ، وتحتل مكانة متميزة بين منتجي التمر في مصر ، لاعتمادهم عليها كلياً في جني المحصول ورعاية أشجار النخيل التي تقدر حجم ثروات مصر منها بقرابة 14 مليون نخلة حسب إحصائيات وزارة الزراعة ، كما أن فدان الأرض الصحراوية يستوعب زراعة نحو 150 نخلة ، ومتوسط إنتاج النخلة الواحدة من البلح سنوياً يقدر في المتوسط بنحو 100 كيلوجرام، فمصر تحتل مركزاً متقدماً بين دول العالم المنتجة للتمور ، حيث تنتج قرابة مليون و330 ألف طن سنويًا. span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وعملية تسلق النخل تتطلب رجالًا ذوي سمات خاصة ومعرفة وخبرات متوارثة عن سلالات النخيل ، حتى يصبح الفرد مؤهلًا لمزاولتها ، لاسيما المتعلقة بقلب النخلة وكيفية مواجهه الثعابين التي تسكن جريد النخل العالي.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" «طالع النخل» من المهن التي تقارب علي الإنقراض خاصة في سيناء نظرًا للإهمال الشديد التي تعرض له ، إلي جانب الاستعانة بسلم هيدروليكي لتسلق أشجار النخيل وخطورة المهنة وقلة العائد المادي.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" لا يوجد عمرًا محددًا مزاولة تلك المهنة ، فطالما كان الإنسان قادرًا على التسلق يظل يعمل بها، ومن الممكن أن يتناوب تسلق النخلة الواحدة أكثر من جيل في العائلة ، لأن النخل من الأشجار المعمرة التي يمتد عمرها لقرابة 150 عامًا span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" .
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وإن غالبيه من يعملون في تلك المهنة يتوارثونها جيلَا بعد جيل ، ويحرصون على أن تظل أسرار النخلة بحوزتهم خصوصًا وأن طالع النخل كمهنة تدر عائدًا جيدًا ، حيث يجني العامل من تسلق نخل واحدة ، من 10- 20 جنيهًا حسب طبيعة النخلة وارتفاعها عن الأرض ، ويستغرق تقليم وتقطيع الجريد وسباطه البلح من 30- 60 دقيقة حسب مهارة الطالع وخبراتة السابقة. وأحيانًا يزيد ارتفاع النخلة على 25 مترًا ، وتلك النوعية تتطلب طالع نخل محترفًا واثقًا بقدراته.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" و كان الأطفال ينظرون لطالع النخل ، كما لو كان فارسًا فيتحاكون عنه وعن قدراته ، ويقارنون بين المتسلقين أيهم أسرع وأكثر ثباتًا وأحيانًا يسعى بعض الأطفال والمراهقين إلى تقليد هؤلاء المتسلقين ويتبارون فيما بينهم على النخل القصير إلا أن الأمر أحيانًا ينتهي بسقوط أحدهم.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" «المطلاع» وهو حبل مبطن بالقماش ليكون عريضاً « حوالي 10 سم » يلف حول النخلة وجسم الإنسان من ناحية الوسط ويتيح له أن يستلق النخلة ، بينما ترتكز قدماه على الجذع خاصة في منطقة باطن القدم ، ويظل ينقل المطلاع كلما صعد خطوة لأعلى وكذلك عند الهبوط , ويعتبر «المطلاع» بمثابة حزام الأمان للمتسلق وبدونه يتعذر عليه الصعود لاسيما إذا كانت النخلة شاهقة الارتفاع. كما يستخدم طالع النخلة «البلطة» في تقطيع جريد النخل و«سباطه» البلح عند جني المحصول
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وقال علي البندي طالع النخل من حي أبي صقل «قبل أن نصعد إلى أي نخلة نتوضأ ونصلي لله ركعتين، ونقرأ آية الكرسي إلى جانب ما تيسر من القرآن الكريم ونطلب من الله الستر وأن نعود إلى الأرض سالمين ثم نقرأ التشهد ونتوكل على الله».
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وقال أن طالع النخل لابد أن يكون حافي القدمين كي يزداد إلتصاقًا بالنخلة ويشعر بمكان وضع قدميه»، ولا بد أن يمتلك قلبًا جريئًا وقدرة على حسن التصرف فأحيانًا ينقطع «المطلاع» فجأة وهو في الأعلى، وأحيانًا يجد في جريد النخل ثعبانًا أو أفعى في انتظاره . وهذه المواقف تتطلب الثبات وعدم الخوف .
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" ويحرص طالع النخلة على عدم إصابة منطقة القلب أو «الجمار» وهي منبت جريد النخل وسباطه البلح حتى لا تطولها "البلطة" او" الشرخ " لأنها لو ضربت في ذلك المكان تموت بعدها بفترة وجيزة.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" كما يتشابه النخل مع الإنسان أيضًا في الطباع والملامح ، فهناك «النخلة الطيبة» التي يسهل على الطالع تسلقها لوجود لحاء سميك وحنون حول جذعها ومظهرها مبهج ، وهناك النخلة المشاكسة والتي يعاني الطالع عند تسلقها.
span lang="AR-SA" style="font-family:" arial","sans-serif""="" وهناك أغان شعبية كثيرة متداولة عن طالع النخل في الريف المصري يحلو للصغار والكبار ترديدها في مواسم جني البلح وتقول إحداها «يطالع النخلة شمر جلاليبك لتشبك في فرع شوك على الأرض وتجيبك واللي بيجمع خير الشوك ما بيهمة مثبت الأقدام وبأيده بيلمه».