أمهل الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وبالتبعية الاتحاد الأفريقي للعبة «كاف»، الاتحاد المصري، أكثر من مهلة منذ العام 2008 لتطبيق دوري المحترفين في مصر، والذي يتوافق مع المعايير الاحترافية الرسمية التي وضعها «فيفا» لتراخيص الأندية، وهي شرط أساسي للمشاركة في البطولات الدولية والقارية التابعة له. وفي أبريل من العام 2016 أصدر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، تعليماته لجميع الاتحادات المحلية بضرورة تطبيق شروط الاتحاد الدولي لإقامة دوري المحترفين، ولم يعد هناك مفر من تحويل كرة القدم إلى صناعة في إطار المحددات الواضحة التي وضعها ال«فيفا» قبل انطلاقة الموسم المُقبل.
وتقتحم «بوابة أخبار اليوم» الملف الشائك للبحث عن إجابة للسؤال الأهم.. متى يتم تطبيق دوري المحترفين في مصر؟ وهل يضع اتحاد الكرة الأندية في مأزق الحرمان من المشاركة في البطولات القارية ويحرم المنتخب الوطني أيضًا من الأمم الأفريقية ونهائيات كأس العالم المُقبلة؟
كيفية الترخيص؟
وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» شروطًا مختلفة ولكل شرط مجموعة من البنود يحصل النادي بموجب تطبيقها وتوافرها لديه على مجموع نقاط يؤهله للحصول على رخصة النادي المحترف وعلى رأس هذه الشروط الملاءة المالية للنادي بعد فصل نشاط كرة القدم ليصبح مستقلاً بشركة خاصة لهذا النشاط.
أيضًا الملعب الرئيسي للنادي من بين الشروط الأساسية للحصول على الرخصة، ويجب على كل ناد تحديد ملعبه حتى ولو بنظام الإيجار وليس شرطًا أن يملكه، ومن بين الشروط أن يحقق النادي أمانا ماليًا لكل العناصر المتعاملة معه وعلى رأسها اللاعبين وانتظام صرف مستحقاتهم المالية وفقًا لعقودهم الموثقة وعدم وجود أي قضايا مع لاعبين أجانب أو محليين.
ويحق للاتحاد الأفريقي «كاف» إلغاء بعض الشروط التي وضعها ال«فيفا» وفقًا لظروف القارة الأفريقية وطبيعة الأندية والمسابقات فيها لتسهيل تطبيق دوري المحترفين في مختلف بلدان القارة السمراء ومنح الرخصة للأندية.
ووفقًا للوائح ال«فيفا» يتم تجديد تراخيص الأندية كل 3 سنوات لضمان سير وانتظام العمل فيها وعدم الإخلال بأي شرط من شروط الحصول على الرخصة.
الأهلي صاحب «الرخصة الوحيدة» استوفى النادي الأهلي الشروط الكاملة التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم للحصول على رخصة الأندية المحترفة منذ العام 2013، حين وجه حسن حمدي، رئيس النادي الأهلي الأسبق، بضرورة ريادة القلعة الحمراء وخوض التجربة لنقل الكرة المصرية من مرحلة الهواية إلى الاحتراف الحقيقي.
واستوفى النادي الأهلي شروط الرخصة كاملة وفقًا للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ليصبح النادي الوحيد في مصر الذي يملك رخصة حقيقية تؤهله للمشاركة في جميع البطولات تحت مظلة «فيفا».
ويواصل النادي الأهلي تجديد الرخصة الخاصة بنشاط كرة القدم للتأكيد على استيفاء جميع الشروط التي وضعها الاتحاد الدولي وكذلك الاتحاد الأفريقي.
اتحاد الكرة يجامل الزمالك والمصري والإسماعيلي
المفاجأة الكبرى أن نادي الزمالك لا يحق له الحصول على رخصة ناد محترف بسبب وجود أزمات مالية تخص مستحقات لاعبين أجانب انضموا ورحلوا عن الفريق الأبيض ولديهم قضايا متداولة لدى المحكمة الرياضية الدولية التابعة ل«فيفا».
وأعلن «فيفا» توقيع عقوبة مالية قدرها 25 ألف فرانك سويسري بسبب عدم الوفاء بمستحقات اللاعبين الأجانب خلال الفترة الماضية وفقًا لبيان رسمي أصدره الاتحاد الدولي.
وجامل اتحاد الكرة، برئاسة المهندس هاني أبو ريدة، نادي الزمالك بمنحه رخصة ناد محترف ليمكنه من المشاركة في كأس الاتحاد الأفريقي «الكونفدرالية» في الموسم المُقبل.
كما منح اتحاد الكرة الرخصة لأندية المصري والإسماعيلي للمشاركة في البطولات الأفريقية هذا الموسم بالمخالفة لشروط الاتحادين الدولي والأفريقي لكرة القدم، حيث لم يستوف المصري الشروط المقررة، وكذلك الإسماعيلي. أزمة المقاصة
مصر المقاصة أحد أندية الشركات التي تشارك وتنافس في الدوري الممتاز واستطاع في الموسم قبل الماضي احتلال المركز الثاني في جدول الترتيب خلف النادي الأهلي وحصل على الرخصة للمشاركة في دوري أبطال أفريقيا الذي ودعه من الدور الأول أمام جينيريشن فوت أحد أندية السنغال المغمورة.
وحصل المقاصة على الرخصة في مخالفة جديدة لشروط ال«فيفا» كونه لم يحدد نشاط كرة القدم منفصلًا عن نشاط الشركة التي تعمل في مجال البورصة والأوراق المالية حتى الآن.
أندية مرخصة وأخرى غامضة
حصلت أندية وادي دجلة والجونة على الرخصة باستيفاء شروط الاتحاد المصري لكرة القدم كونهما أندية خاصة وليس لديهما أزمات في الجانب المالي والتنظيمي وفقًا للوائح ال«فيفا».
ولازال الموقف غامضًا بالنسبة لأندية نجوم المستقبل وبيراميدز الذي استحوذ على نادي الأسيوطي هذا الموسم، وكذلك باقي أندية الدوري الممتاز بالنسبة لاستيفاء الشروط الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن التراخيص.
فهل ينتهي بنا المطاف إلى تجميد نشاط كرة القدم في مصر دوليًا حال عدم تطبيق دوري المحترفين في مصر؟ أم أن الوضع سيبقى على ما هو عليه؟!
