انهار الزوج فوق أقرب مقعد أمام أعضاء مكتب تسوية المنازعات الأسرية بمصر الجديدة، حيث امتلأت عيناه بالدموع التي أبت أن تنذرف، وبأنفاس متقطعة، ونظرات جامدة تائهة، وبصوت متحشرج قال: لقد اكتشفت خيانة زوجتي على الورق. تعاظمت الدهشة على وجوه الحاضرين، واعتدل كل فوق مقعده يستمعون بآذان صاغية، واهتمام حيث استطرد قائلا: للأسف الشديد أخطأت عندما كنت أبحث عن الصدق في عصر الخيانة، وعن الحب الذي اعتبره كالزهرة المتفتحة ترويها قطرات الوفاء لكن أيقنت مؤخرا بأن الخيانة كالحذاء الذي يدوس عليها فيسحقها.
لقد أصابتني زوجتي بجرح لا يندمل بعد زواج دام ٦ سنوات، تظاهرت خلالها بالحب والطيبة، ونجحت في خداعي، لكن اكتشفت كذبها وخيانتها لي، حيث أثناء تواجدي بالمنزل فقدت شاحن الهاتف المحمول الخاص بي، وأخذت أبحث عنه فلم أجده، فانتابتني حالة من الفضول، وتوجهت إلى غرفة النوم معتقدا بأنها قد تكون عثرت عليه وأخفته في دولاب ملابسها الخاصة بعيدا عن أيد طفلنا الصغير ابن ال_ ٥ سنوات، ووقعت المفاجأة على رأسي كالصاعقة عندما عثرت على دفتر كانت تقوم بتدوين وكتابة مذكراتها، غلي الدم في عروقي عندما قرأت كتاباتها وتدون مغامراتها مع شخص كانت تربطه بها علاقة عاطفية قبل زواجنا، وكانت الفجيعة الكبرى التي زلزلت كياني حيث وجدت كلمات تشعرها بتأنيب الضمير بعدما خانتني معه مرة واحدة بعد زواجنا.
وما إن واجهتها اعترفت بأن ذلك كان قبل زواجنا، مما أكد لي عدم صدقها، وواجهتها باتفاقها مع حبيبها ووعدها له من خلال كتاباتها أيضا بأنها ستقوم بتسمية ابني بنفس اسمه تخليدا لحبهما.
لم أشعر بنفسي، واسودت الدنيا أمام عيني واعتديت عليها بالضرب، وتركت المنزل، وأقامت لدى أسرتها، وبعد ٤ أشهر فوجئت بوالد زوجتي يطلب مني الطفل لرغبتها في رؤيته، ونشبت بيني وبينه مشادة أيضا، وهددني بأخذ الطفل عن طريق المحكمة، فقمت بطرده، وبعد تفكير عميق قررت الحضور لرفع دعوى لتطليقها، وضم حضانة ابني لي.
وبعد سماع رواية الزوج، قرر أعضاء مكتب تسوية المنازعات باستدعاء الزوجة في محاولة للصلح بينهما وتهدئة الأمور حفاظا على العلاقة الزوجية، ولسماع أقوالها.
