أكد المؤتمر الإقليمي لأصحاب المصلحة المعنيين بنشاط الاتحاد من أجل المتوسط حول الاقتصاد الأزرق الذي انطلقت أعماله اليوم الأربعاء في نابولي على الدور المحوري للاقتصاد الأزرق في التنمية المستدامة وخلق فرص العمل. ويتيح المؤتمر ، الذي يستمر لمدة يومين ، الفرصة للاستفادة من هذه الإمكانيات بشكل شامل للجميع حيث يجمع أكثر من 400 من أصحاب المصلحة يتناولون القضايا البحرية والنقل البحري من كل أنحاء المنطقة ومن ضمنهم ممثلو الحكومات والسلطات الإقليمية والمحلية والمنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني. ويشارك في المؤتمر الذي يتضمن 12 حلقة عمل كارمينو فيلا المفوض المعني بالبيئة والشؤون البحرية ومصايد الأسماك بالاتحاد الأوروبي، وفتح الله السجلماسي الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، وإنريكو جرانارا الوزير الإيطالي المفوض ومنسق الشؤون المتعددة الأطراف الأوروبية المتوسطية وغيرهم من الشخصيات. ويتمثل الهدف الرئيسي لهذه الفعالية في توطيد دعائم مجتمع الاقتصاد الأزرق المتوسطي العامل على تحقيق التنمية المستدامة لصالح المنطقة، فضلاً عن إقامة شراكات وإطلاق مبادرات لتسخير آفاق النمو الأزرق. وستدشّن الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط مركز المعرفة الافتراضي حول الاقتصاد الأزرق بعد تجديده وهو منصة معلومات وتشبيك على الإنترنت لأصحاب المصلحة المعنيين في منطقة البحر المتوسط .. كما ستوقّع الأمانة العامة اتفاقية شراكة مع الهيئة العامة لمصائد أسماك البحر المتوسط التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة(الفاو)لتعزيز التعاون في مجال حماية البيئة البحرية والنهوض بالاقتصاد الأزرق. وسوف يعقد غدا الخميس اجتماع وزاري غير رسمي لبلدان غرب البحر الأبيض المتوسط يتم خلاله إطلاق مبادرة التنمية المستدامة للاقتصاد الأزرق في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط رسميا. ومن المتوقع أن يعتمد وزراء البلدان العشرة المشاركة (الجزائر وفرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطة وموريتانيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا وتونس) إعلاناً يُعرب عن التأييد السياسي الكامل للمبادرة التي اعتمدتها الهيئة في أبريل الماضي وصدّق عليها المجلس بالفعل في يونيو، ويتفقون على نظام حوكمتها ويؤسسون لجنة توجيهية برئاسة مشتركة. ويتميز البحر المتوسط - بخط ساحلي طوله 46 ألف كم وموارد بحرية وسمكية فريدة من نوعها - كما يعد خامس أكبر اقتصاد في المنطقة بقيمة كلية تقدر بمبلغ 4.7 تريليون يورو وفقاً لما ذهبت إليه الدراسات الحديثة. وتضم المنطقة 450 ميناءً ومحطة بحرية يمر عبرها حوالي 30% من التجارة العالمية المنقولة بحراً حسب الحجم .. كما يعتبر البحر الأبيض المتوسط أيضاً ثاني أكبر وجهة في العالم لسياحة الرحلات البحرية، أما عدد سكان سواحله البالغ 150 مليوناً فيتضاعف أكثر من الضعفين أثناء الموسم السياحي. ويعتبر قطاعا مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بما يوفران من وظائف مباشرة تربو على 350 ألف وظيفة، من بين أكثر القطاعات الواعدة من حيث النمو وإمكانية تشغيل الأيدي العاملة..وتعتبر أصول ومساهمات القطاع البحري وقطاع النقل البحري في الاقتصاد كبيرة لكن هناك مجالا لتحقيق المزيد. ففي الاتحاد الأوروبي وحده بإمكان الاقتصاد الأزرق أن يوفر مليوني فرصة عمل بحلول عام 2020، ويمكن إيجاد الكثير من فرص العمل الأخرى في عموم المنطقة مما يتيح بالتالي آفاقاً حقيقية للشباب من أجل المستقبل.