حسني ميلاد أدان أقباط المهجر الفيلم الأمريكي الذي يسيء للنبي محمد"صلّ الله عليه وسلم"، وأعلنوا تبرأهم من هذا العمل ورفضهم إهانة الرموز الدينية. ونفى أقباط المهجر علاقة موريس صادق بالأقباط، وأصروا على أنه لا يمثلهم، مضيفين أنه سبق أن قامت كل المنظمات القبطية بإصدار بيانات ضده. كما رفض أقباط الداخل هذا الفعل واعتبروه عمل مشين يتنافى مع تعاليم المسيح، وضد روح المسيحية، وأخلاق المصريين، ونبهوا إلى أن الهدف منه زيادة بث روح الفرقة بين المصريين. من جانبه قال مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات و الناشط الحقوقي في أمريكا مجدي خليل، إن هذا الفيلم لم يقم بإعداده أي قبطي وإنما تم إعداده من قبل أمريكيين، مضيفاً أن الرسالة التي بعث بها موريس صادق يريد منها إغاظة المسلمين حتى يسبوه، لأنه موتور ومتطرف ومريض نفسيًا، ولا علاقة للأقباط في أمريكا به نهائيًا،وسبق وأن قامت كل المنظمات القبطية بنشر بيانات إدانة له، ومن ثم هو لا يمثل الأقباط لا فى الداخل ولا فى الخارج. كما أعلن رئيس اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا مدحت قلادة، إدانته لهذا العمل وهذا الفيلم بالتحديد، وطالب مفتي الجمهورية بتحري الدقة بخصوص ما أصدره من بيان لأن القائم بهذا العمل هو القس تيري جونز، كما طالبه بأن يدين أيضًا الشيوخ المتطرفين مثل شيوخ التكفير والمستهزئين بالإيمان المسيحي. من ناحية أخرى اصدرالمجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، بياناً رفضت خلاله هذا الفعل الشائن وقالت أنه يتنافى مع منهج حياة السيد المسيح الذي كان يجول يصنع خيراً, ويتناقض مع تعاليمه السامية التي تدعو إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر المغاير والتحاور معه, وتهيب الكنيسة الإنجيلية المشيخية برجال الدين وعلمائه في كل مكان أن يقدموا خطاباً دينياً نابذاً للتعصب, وخالياً من كراهية الآخر الديني المغاير, ورافضاً لأي إهانة تخص مقدسات الآخرين, وداعماً لحقوق الإنسان ولحرية الدين والمعتقد, فرجال الدين وعلمائه يمتلكون دوراً فريداً ومسؤولية أخلاقية في السعي للمصالحة وتضميد الجراح داخل مجتمعاتهم وبين مختلف أتباع الأديان وقال رئيس مجلس الإعلام والنشر بسنودس النيل الإنجيلي القس رفعت فكري سعيد، أن الكنيسة الإنجيلية المشيخية تتضرع إلى الله سائلة إياه أن يشمل عالمنا برحمته حتى يعم السلام في ربوعه, مضيفاً أن كما الكنيسة الإنجيلية المشيخية تهيب بكافة وسائل الإعلام بالتحلي بالموضوعية وعدم التهويل من مثل هذه الأعمال الفردية التي لا تعبر إلا عن أصحابها, والبعد عن شراك التعميم الخطيرة, التي تتنافى مع المنهج العلمي في التفكير والتي من شأنها أن تبث روح الفرقة والانقسام. كما ندد أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر برئاسه الأنبا كيرلس وليم المدبر البطريركي للأقباط الكاثوليك، بكافة أشكال الإساءة إلى الرموز الدينية أيا كانت ومن أي مصدر جاءت، لان ذلك يناقض تماما تعاليم الإنجيل المقدس، التي تدعو إلى محبة واحترام الجميع. وقد خصص المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني فى الاحتفال بمرور خمسين سنة على افتتاحه، وثيقة عن "علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية"، خص فيها الدين الإسلامي بمكانة مميزة. تقول الوثيقة: "تنظر الكنيسة بتقدير إلى المسلمين الذين يعبدون الله الواحد الحي القيوم الرحمن القدير فاطر السموات والأرض"، كما تدعو الجميع إلى نسيان مآسي الماضي والاجتهاد في سبيل التفاهم والتماسك والتعاون لحماية القيم المشتركة. من جانبه قال سكرتير غبطه البطريرك الاب هاني باخوم، "من هذا المنطلق فإننا ندين بشدة كل محاولة للإساءة أو للتشويه أو بث الكراهية، وندعو الجميع إلى الاحترام التام لكافة الرموز الدينية أشخاصا أم كتبا أم علامات، ونسأل الله أن يملا قلوب الجميع بالمحبة الحقيقية".