رصد عدد من الصيادين بخليج السويس، ظهور سمكة قرش بمياه العين السخنة، وذلك على مسافة بعيدة عن الشاطئ، وكان القرش من نوع ماكو بحسب ما تظهر صورته، وهو نفس النوع الذي هاجم في 4 يونيو الماضي شاب بخليج السويس قضم ساقه مما اضطر الأطباء إلى بترها . يأتي ذلك على الرغم، من أن الفريق البحثي الذي توجه الأحد الماضي، مع محافظ السويس اللواء أحمد الهياتمى لمنطقة وادي الدوم التي شهدت واقعة الاعتداء لم يشاهدوا أي أسماك قرش سواء خلال إبحارهم في المياه وهم يعاينون السطح، أو خلال جولتهم بالغواصة الكشفية في عمق مياه خليج السويس. وذكر خالد متولي رئيس مركب الصيد التي شاهدت سمكة القرش، أنه شاهد بعض منها وقام بتصويرها وبحكم عمله كصياد عَلم أنها من نوع قرش الماكو الخطير الذي هاجم شاب في السويس قبل ثلاث أسابيع . وكان اللواء أحمد الهياتمى، قد أعلن أن مياه العين السخنة آمنه عقب زيارته لوادي الدوم، ومعه الفريق البحثي الذي ضم باحثين من معهد علوم البحار والمحميات الطبيعية وشئون البيئة ومدير السياحة. وكانت العين السخنة قد شهدت حادث هجوم سمكة قرش على شاب يدعى " عمر عبد القادر محمد " 23 طالب جامعي، خلال السباحة بمياه العين السخنة، عقب استقلاله وأصدقاءه لنش نزهه من مارينا اليخوت بجوار قرية وادى الدوم، وتسبب هجوم القرش في حدوث جرح تهتكى بالساق اليسرى، وإصابات بالساق اليمنى والصدر، وأضطر الأطباء في مستشفي السويس العام لبتر الساق اليسرى من فوق الركبة نظرا لشده الجرح ونهش القرش الذي احدث أضرار بالغه بالعظم واللحم . ومن جانبه أوضح على الجنيدي رئيس جمعية أصحاب لنشات الصيد ورئيس جمعية تجار الأسماك السابق، أن اسماك القرش ليسك غريبة على خليج السويس، فبحسب معهد علوم البحار في السويس هناك 15 نوع سمكه قرش في خليج السويس . وأشار إلى أن الصيادين كانوا في الماضي يصطادون اسماك القرش في الفترة من شهر يونيو وحتى شهر سبتمبر، حيث تنتشر قرب منطقة السادات بأول السخنة، وحتى منطقة رأس شقير، كانوا يصطادون اسماك قرش كبيرة يصل وزنها إلى 200 كيلو، وكانت تورد لسوق العبور بعد تشفيتها وتجهيزها وتباع بالكيلو، فلحم القروش طرى وقليل الشوك، وغنى بالمعادن . كما كان يتم اصطياد صغار اسماك القرش والتي يطلق عليها ولدة القرش، لافتا إلى أن الإناث تأتى من خليج العقبة الذي يعتبر البيئة البحرية الأنسب لها كون المياه عميقة للغاية، لتضع ولدتها في خليج السويس الدافئ والذي تتوفر فيه اسماك صغيرة وكائنات بحرية يمكن أن تتغذى عليها صغار القروش، فضلا عن الاستخدامات الطبية للزعانف ومثلث الظهر . وأوضح أن وزير البيئة اصدر منذ 3 سنوات قرارا بمنع صيد اسماك القرش، عقب تجريم صيدها دوليا، بحجه الحفاظ عليها من الانقراض، إلا أنها خلال تلك الفترة تكاثرت وازداد عددها بحسب قوله . وأشار إلى أن اسماك القرش عدوانية بطبيعتها، وأكثر الأنواع شراسة النمر، والذي يطلق عليه الصيادين اسم الزيفه بسبب اتساع فمه، وقرش المطرقة أو ما يطلق عليه الصيادين الخواجه، و" أبو دقه " وهو قرش كبير الحجم وعليه نقاط سوداء ودقه سوداء على شكل مثلث في ذيله . بينما تشير د.عزه الجنايني أستاذ بيولوجيا المصايد بالمعهد القومي لعلوم البحار،ان هناك 15 نوع فقط من القروش منتشرة بخليج السويس، منها نوعين خطرين هما القرش النمر والقرش المحيطي . وقالت د. الجناينى أن فكرة أن أسماك القرش عدو للإنسان هي فكرة خاطئة، وذلك لأنه في حقيقة الأمر لا ينافس الإنسان على الحياة في بيئته على الأرض، بالإضافة إلى أن الإنسان لم يكن يوما على رأس قائمة الطعام المفضلة للقروش، فعادة يهاجم القرش الإنسان عن طريق الخطأ بما في في ذلك هجوم أنواع القرش الخطيرة، والتي لا تجد بأسا في مهاجمة الإنسان . واستطردت، إلا أنها لا تهاجم إلا إذا كانت جائعة وليس لديها بديل، وقد يحدث هجوم القرش، نتيجة للتصرفات الخاطئة للإنسان والتي تجتذب القروش وخاصة الأنواع المهاجمة منها،مؤكدة أن حوادث هجوم أسماك القرش تحدث في كل دول العالم الساحلية، وحتى الآن لم يتمكن العلماء من الوصول إلى أسباب واضحة عن سبب هجومها على الإنسان.