[email protected] إذا سلمنا بأن "الابن سر أبيه" مقارنة بين مافعله الأسد "الأب" والأسد "الابن " من مذابح ضد الشعب السوري علي امتداد حكمهما المتصل لأكثر من أربعة عقود، فمن رأيي أن "الابن" تفوق كثيراً علي "الأب" في حرب الإبادة التي يخوضها حالياً "بشار" ضد شعبه. مذابح الأب كانت ضد من يعارضونه علناً أو سراً. وهي عمليات سريعة تنتهي بالتخلص من "الخونة" أو "المعارضين" في ساعات أو أيام معدودة وتنتهي قبل أن تتسرب فظائعها إلي أسماع القري أو المدن التي شهدت هذه التصفيات الجسدية. اختلف الأمر تماماً بين مذابح الأسد "الأب" الخاطفة، وبين المذبحة الرهيبة التي أمر بها ويديرها بشار "الابن " منذ 18شهراً وحتي اليوم، وغداً. ضحايا "الابن" ليسوا فقط من المعارضين له أو المنشقين عن طاعته، وإنما ضم إليهم بلا استثناء كل أقاربهم وجيرانهم وجيران جيرانهم، وسكان القري والمدن القريبة منهم والبعيدة عنهم. يكفي دليلاً ما نراه علي مدار الساعة علي شاشات التليفزيون من قصف وتدمير أحياء كاملة فوق سكانها بصواريخ مروحياته، وقنابل طائراته، و قاذفات مقاتلاته "الميج" الروسية بكل طرازاتها وآخرها المقاتلات »ميج 31 «الشهيرة (..). الأسد "الابن" لم يكتف، مثل أبيه، بالأسلحة السوفيتية/ الروسية المصدر الوحيد الذي كان متاحاً له آنذاك وإنما توسع بشار في الأخذ بمبدأ: "تنوع مصادر السلاح"، للإفلات من هيمنة الحليف الأوحد، فسعي إلي تحقيقه بالحصول علي شحنات لا تتوقف من أسلحة الدمار التي تواصل "روسيا/ بوتين" تزويده بها علنا، وتلك التي تُهرّب إلي قواته سراً من حكومتي:إيران الحليف الثاني المعلن والعراق الحليف الثالث الخفّي ولا بأس من عقد صفقات مع تجار ومهربي السلاح من ليبيا كما قرأنا عن السفينة التجارية التي كانت محملة بأسلحة جاءت من ليبيا، عبوراً علي ميناء الاسكندرية، و وصولاً إلي أحد المواني السورية (..). الحرب الحالية غير متكافئة. فالأسد الإبن يملك أسلحة دمار مهولة ومخيفة، في حين أن الجيش الحر الساعد العسكري لثوار الشعب السوري لا يملك سوي ما يتوفر لديه من أسلحة جلبها المنشقون من ضباط وجنود جيش النظام الحاكم، أو عبر عمليات تهريب أسلحة تنجح مرة، وتفشل مرات! ونقص السلاح في أيدي الجيش الحر، يضاعف نقاط ضعفه أن جماعات المعارضة السورية الداخلية والخارجية لم تستطع حتي الآن الاتفاق فيما بينها علي موقف واحد، و أهداف لها الأولوية المطلقة في الصراع الدموي الحالي مع شبيحة بشار الأسد التي لا تفرق بين طفل أو شاب أو شيخ أو رجل أو إمرأة في التعامل معه: تعذيباً، وامتهاناً، واغتصاباً، وقتلاً: شنقاً أو حرقاً أو رمياً بالرصاص (..). المجتمع الدولي يندب مذابح بشار الأسد، لكن حكام دول العالم لا حول لهم ولا قوة أمام " فيتو" الاعتراض الروسي والصيني، لأي قرار من مجلس الأمن علي استخدام البند السابع في الميثاق الدولي الذي يسمح باستخدام القوة ضد تلك المذابح، كما حدث من قبل مع مذابح النظام اليوغسلافي، وما تم أخيراً ضد نظام القذافي في ليبيا. ولدينا في أمة ال 300مليون الذين يتفاخرون ب "أمجاد.. ياعرب أمجاد" الممتدة من المحيط إلي الخليج جامعة تضمهم جميعاً تحت ميثاق "جامعة الدول العربية" المفترض فيه أن تتكاتف كل الدول الأعضاء في إنقاذ شعوب أية دولة شقيقة من الهجمات الخارجية، أو من الديكتاتوريات المحلية. ولا أتصوّر أن ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من حرب إبادة فعلية منذ أكثر من عام ونصف ليس كافياً لإثارة نخوة وحماسة قادة "أمة الأمجاد التي لا يغلبها غلاب" لتفعيل أو حتي تعديل ما يسمي باتفاقية الدفاع المشترك في ميثاق الجامعة، والاتفاق علي سرعة تشكيل قوات عسكرية من كل جيوش العرب للتدخل الفوري في سوريا إنقاذاً لشعبها من الحرب التي يتعرض لها، والتي لن تتوقف إلا بعد نسف آخر مواطن سوري؟! .. وللحديث بقية