احتفلت «مِصر» قبل أيام قليلة، في الأول من يونيو، بذكري دُخول «العائلة المقدسة» إلي أرضها، هربًا من وجه «هِيرُودُس» الملك الساعي لقتل السيد المسيح. فما إن أدرك «يوسُف النجار» بالخطر الذي يحيق بالصبيّ وأمه حسب الحُلم الذي رآه، حتي أسرع بالهروب ليلًا إلي «مِصر»؛ لتُقَضّي بها «العائلة المقدسة» قرابة ثلاث سنوات ونصف السنة. مسار الرحلة رحلت «العائلة المقدسة» من «بيت لحم» بفلسطين إلي «غزة»، حتي «محمية الزرانيق» غرب «العريش»؛ لتدخل أرض «مِصر» من جهة الشَّمال حيث مدينة «الفَرَما» التي تقع بين مدينتي «العريش» و«بورسعيد»، إلي أن وصلت مدينة «تل بسطا» قرب مدينة «الزقازيق» بمحافظة «الشرقية». ثم توجهت نحو الجنوب إلي بلدة «مسطرد» ومنها شَمالًا نحو الشرق إلي مدينة «بلبيس فيلبس» بمركز «بلبيس» بمحافظة «الشرقية». بعد ذٰلك اتجهت «العائلة المقدسة» من «بلبيس» شَمالًا لتمر ب«الزقازيق»، مواصلةً رحلتها إلي «منية سمنود» («منية جناح»)، لتعبر «النيل» إلي مدينة «سمنود» (جمنوتي ذب نثر) داخل الدلتا. ومنها إلي مَِنطَِقة «البرلس» حتي وصلت «سخا» بمحافظة «كفر الشيخ». ومن «سخا» عبرت فرع «رشيد» إلي غرب الدلتا؛ لتتجه ناحية الجنوب إلي «وادي النطرون»، ثم جنوبًا إلي مدينة «القاهرة» فناحية «المطرية» و«عين شمس،» ف«مصر القديمة». وفي الطريق، استراحت «العائلة المقدسة» فترة بمَِنطَِقة «الزيتون»، لتمر بمَِنطَِقة «وسَط البلد» حيث كنيسة «السيدة العذراء» الأثرية ب«حارة زويلة»، وكذٰلك «العِزباوية» بمنطقة «كلود بِك». ثم تحركت «العائلة المقدسة» من «مصر القديمة» جنوبًا إلي مَِنطَِقة «المعادي» لتُقلع في مركب شراعيّ ب»النيل» تجاه «الصَّعيد»، مارةً بقرية «أشنين النصاري» وببقعة تُسمي «بيت يسوع» شرقيّ «البهنسا» الآن «قرية صندفا» (بني مزار) في طريقها إلي «دير الجرنوس» بمركز «مغاغة». ثم ارتحلت من بلدة «البهنسا» ناحية الجنوب حتي بلدة «سمالوط»، لتعبر «النيل» شرقًا حيث «دير السيدة العذراء بجبل الطير» شرق «سمالوط»، ومنها إلي «الشيخ عبادة» (بير السحابة أَنْصِنا)، مرورًا بقرية «بني حسن» جنوبًا، لتعبر نهر «النيل» مرة أخري إلي «الروضة» غربًا حيث «الأشمونين» ومنها إلي «ديروط أم نخلة» في الجنوب ثم «مَلَّوِي» («دير الملاك»). ومن «مَلَّوِي» عبرت «العائلة المقدسة» في «النيل» شرقًا لتصل إلي «تل العمارنة»، ثم أبحرت متجهة جنوبًا ناحية «ديروط الشريف»، ثم «قرية قُسقام» (قوست قوصيا)؛ لتصل إلي بلدة «مِير» (ميره) غرب «القوصية» ثم «جبل قُسقام» حيث الآن «دير المُحَرَّق»، ومكثت هناك ستة أشهر وعشَرة أيام في إحدي المغارات التي صارت فيما بعد هيكل «كنيسة السيدة العذراء الأثرية» الكائنة إلي الآن بالدير، واستقرت هناك حتي عودتها إلي أرض «فِلَِسطين». وفي رحلة «العائلة المقدسة» نجد بعض الأمور التي تُعد دُروسًا ومبادئ في الحياة منها.