تُعتبر الدورة السابعة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصيني- العربى، التى ستنعقد فى الدوحة بقطر فى الثانى عشر من مايو 2016، الحوار السياسى الرفيع المستوى الأول من نوعه بين الصين والدول العربية منذ زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج إلى الشرق الأوسط فى أوائل العام الجارى، وتُعتبر أيضا فعالية تاريخية هامة بين الجانبين فى عام 2016، الذى يصادف الذكرى السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية الصين والدول العربية. هذه الدورة من الاجتماع الوزارى، وموضوعها الرئيسى «المشاركة فى بناء الحزام والطريق وتعميق التعاون الاستراتيجى الصينى- العربي»، تتميّز بمغزى عميق فى تعزيز التعاون الصيني- العربى فى كافة المجالات فى المرحلة التاريخية الجديدة. قطع منتدى التعاون الصينى- العربى منذ إنشائه فى عام 2004 شوطا كبيرا وحقق التعاون الصينى- العربى فى كافة المجالات تطورات شاملة وقفزات فى الاثنى عشر عاما الماضية. أصبح المنتدى، تحت رعاية الجانبين، آلية هامة للتشاور بين الصين والدول العربية حول سبل تعزيز التعاون وتحقيق التنمية المشتركة، وأصبح رابطة فعالة تتمسك بها الصين والدول العربية لتنويع محتويات العلاقات الاستراتيجية بينها. طرح الرئيس شى جين بينغ مبادرة «المشاركة الصينية العربية فى بناء الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين» فى مراسم افتتاح للدورة السادسة للاجتماع الوزارى للمنتدى عام 2014. تقع الدول العربية فى تقاطع الطريق الغربى ل»الحزام والطريق»، ما يجعلها منطقة ذات أولوية وشريكا طبيعيا وهاما للصين فى استراتيجية «الحزام والطريق». تواجه الصين ومصر مهاما جديدة، خاصة ما يتعلق بقضية الإصلاح والتنمية التى يعلق عليها البلدان أملا مشتركا لنهضة الأمة وتنمية وازدهار الوطن. تعكف الصين حاليا على تنفيذ إصلاح الهيكل الاقتصادى وتحويل الصناعات، بما يوفّر كمية كبيرة من القدرة الإنتاجية كفائزة التنمية التى ترغب الصين فى تقاسمها مع الدول العربية. وفى الوقت نفسه، تسعى الدول العربية إلى استكشاف وشقّ طرق تنمية تتفق مع ظروفها الذاتية بعد سنوات طويلة من التغيرات الكبيرة، ولديها حاجة ملحة لتحقيق التنمية الاقتصادية وتسريع مسيرة التصنيع والتحديث. طرح الرئيس الصينى شى جين بينغ فى الكلمة التى ألقاها فى مقر جامعة الدول العربية فى يناير 2016، مقترحات هامة لتعزيز التعاون الصيني- العربى تشمل: تعزيز نمط تعاون جديد متمثلة في»النفط والغاز+» واتخاذ خطوات سريعة لتسهيل الاستثمار، وتعزيز التعاون فى مجال التكنولوجيا العالية الحديثة، والمشاركة فى بناء المناطق الصناعية بالشرق الأوسط، وبذل أقصى الجهود لتحقيق تكامل القدرات الإنتاجية ونقل التكنولوجيا وتوفير الدعم المالى بكل أنواعه وتوفير منح دراسية لعشرة آلاف فرد من الدول العربية وفرص تدريبية لعشرة آلاف فرد آخرين. المقترحات المذكورة أعلاه تضيف حيوية غير مسبوقة للتعاون الصينى- العربى، وتلقى قبولا واسعا واهتماما كبيرا من الجانب العربى. تعمل الصين والدول العربية، فى إطار استراتيجية «الحزام والطريق»، على ابتكار آليات جديدة واستكشاف القوة الكامنة للتعاون وتحقيق تكامل المزايا فى مجالات تشمل القدرة الإنتاجية والتكنولوجيا والتمويل والمزايا الجيوسياسية والموارد البشرية، مما يفتح آفاقا أكثر إشراقا ويضيف قوة دافعة جديدة للتعاون، ويبنى على أرض الواقع مجتمع المصالح والمصائر المشتركة بين الصين والدول العربية. لا تكتمل استراتيجية «الحزام والطريق» من دون مشاركة كل الدول العربية فيها، ومصر تُعدّ حلقة هامة لا غنى عنها فى هذه الاستراتيجية. إن مصر، كدولة عربية وأفريقية وإسلامية ونامية كبيرة، تتميّز بمكانة هامة فى المنطقة، فهى التى دشنت العلاقات بين الصين والعالم العربي، مما يعطى سمات متميزة للعلاقات الثنائية بين الصين ومصر، مقارنة مع العلاقات بين الصين ودول المنطقة الأخرى. قام رئيسا البلدين بزيارات متبادلة ناجحة فى العامين الماضيين، مما وضع أساسا وطيدا لتطوّر علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وجعل العلاقات الثنائية أكثر تكثَّفا من أى وقت مضى. تتلاحم استراتيجية «الحزام والطريق» مع استراتيجية «تطوير ممر قناة السويس الجديدة» من حيث الأهداف والأفكار، مما وفّر منصة وأنماطا جديدة هامة لتحقيق التنمية المشتركة بين البلدين فى المرحلة التاريخية الجديدة وزاد من فرص التعاون الاستراتيجى بين البلين، كما سيكون التعاون الصينى- المصرى فى إطار «الحزام والطريق» مثالا نموذجيا يشجّع على المشاركة الصينية- العربية فى بناء استراتيجية «الحزام والطريق». القافلة تستطيع عبور الصحراء، ولكن جَمَلا واحدا لا يستطيع. هذا خير دليل على المقصد الأصلى لإنشاء منتدى التعاون الصينى- العربى. و أخيرا فإن رياح «الحزام مع الطريق»ستدفع شراع سفينة التعاون الصينى- العربى والتعاون الصيني- المصرى.