* وزير الخارجية الأسبق : واشنطن وجدت صعوبة مواجهة اضطرابات المنطقة دون التنسيق مع مصر * زميل أكاديمية ناصر : استقرار مصر أصبح محل توافق بين الديموقراطيين والجمهوريين أيضا شهدت القاهرة الشهر الماضي زيارات متعددة لثلاثة وفود من المشرعين الأمريكيين تخللتها زيارة لوزير الخارجية جون كيري, اظهرت لأول مرة منذ سنوات توافقا بين شريكي القرار في واشنطن (الكونجرس والادارة) على أهمية دعم ومساندة نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتسائل ايلي لاك صحفي الشئون الخارجية وزميله جوش روجين المتخصص في الأمن القومي بشبكة “بلومبرج” عن التحول الأمريكي المفاجئ لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي لاسيما من قبل اعضاء بارزين في الكونجرس لطالما انتقدوا سياساته في فترات سابقة. واعتبر الصحفيان في تقرير مشترك نقلته صحيفة “نيويورك بوست” ان زيارة رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأمريكي مايكل ماكويل على رأس وفد من المشرعين الأمريكيين تمثل آخر حلقة في سلسلة زيارات لوفود من الكونجرس لمصر ترمي الى تحسين العلاقات “الفاترة” بين واشنطنوالقاهرة. وخلال الزيارات, اخبر المشرعون الأمريكيون - الذين سعوا في وقت سابق الى تقييد المساعدات الأمريكية لمصر - اخبروا الرئيس السيسي بأنهم اكثر استعدادا للعمل معه. واقر السيناتور البارز بالشيوخ الأمريكي ليندسي جيرهام بأنه غيير رأيه فيما يخص التعامل مع نظام السيسي بعد ساعتين من المباحثات معه على رأس وفد من الكونجرس ابريل الماضي. وقال بعد عودته الى واشنطن: “اعتقد انه الشخص المناسب الذي يمككننا العمل معه”.. واشار الى ان فشل مصر سوف يكون كارثيا على العالم بأسره. وأكد ان مصر تحتاج الى المساعدة لمحاربة الإرهاب خاصة في سيناء.. و”علينا ان نغيير حساباتنا”.. واقترح جراهام “خطة مارشال” في الشرق الأوسط لزيادة المساعدات الأمريكية لمصر ودول الخليج بشكل جذري”. وفسر السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق ل "الأخبار" التوجه الأمريكي الجديد نحو مصر -فيما يبدو - بأن واشنطن وجدت انه من الصعب مواجهة اضطرابات المنطقة دون التنسيق مع مصر التي اعتبرها الأفضل بقيادتها الحالية.. وقال ان تحالف واشنطن مع الخليج حسم امرها لدعم قدرات مصر في ظل الحاجة لموازنة الموقف في ضوء تدخلات إيران في شئون المنطقة. وقال ان التطور في العلاقات الأمريكية المصرية غير مفاجئ, كما انه يتم ببطء نحو اقتراب أكثر ايجابية. وأضاف أن العلاقات المصرية الإسرائيلية في حالة تنسيق إيجابي يفيد في معالجة الوضع الفلسطيني الإسرائيلي. ومن ناحية أخرى رأى السفير بيومي أن قرار مصر بتنويع مصادر السلاح وعودة السلاح الروسي والفرنسي والألماني للمنطقة يؤثر على فرص صناعة السلاح الأمريكية بما يعود بالسلب على مبيعاتها. وبعد أيام من زيارة جراهام قاد باول رايان وفدا إلى القاهرة, وقال للصحفيين بعد عودته انه يرى أن هدفه الأساسي هو “جلب الاستقرار لمصر. وقال الصحفيان لاك وروجين ان التحول داخل الكونجرس من الانتقاد بشكل عام للتفاعل بشكل خاص مع سياسات السيسي صار يجري بشكل متوازي مع الادارة الأمريكية. وأشار إلي أن وزير الخارجية الأمريكي كيري صرح مؤخرا بأن السيسي يقود مصر في عملية لاستعادة الديموقراطية , مشددا على ضرورة استمرار تدفق المساعدات الأمريكية. ومن جانبه, قال اللواء سيد غنيم زميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا واستشاري الأمن القومي والدفاع ان الاتفاق على دعم مصر في هذه الظروف لايبدو فقط بين الكونجرس والإدارة الأمريكية بل ايضا بين المعتدلين من الحزبين الديموقراطي والجمهوري. وأشار إلي تعهد عضو الكونجرس الجمهوري البارز جراهام رئيس لجنة العمليات الفرعية التابعة للجنة الاعتماد الخارجية بمجلس الشيوخ خلال زيارته الأخيرة للقاهرة بالعمل على زيادة المساعدات الأمريكية لمصر.. وأوضح أنه أصبح هناك تقارب بين السياسات الأمريكية والأوروبية نحو مصر التي اعتبرها الى جانب إسرائيل من أهم دول “الحوار المتوسطي” لحلف الناتو لاسيما فيما يخص محاربة الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية. وأشاد بشخصية جراهام الذي وصفه بأنه دبلوماسي محترف كان قد أعلن تأييده للمرشح الجمهوري تيد كروز الذي بدوره تحدث عن دعمه المطلق لسياسات الرئيس السيسي في مكافحة التطرف الملتصق بالإسلام.