«هليوبوليس» القديمة أو ضاحية «عين شمس» حاليا مازالت تبوح بأسرار الأجداد العظماء، وفى كشف أثرى مهم تم التوصل إلى أدلة جديدة تُرجح وجود معبد الملك»نِختَنِبو الأول» من الأسرة ال»30» فى محيط معبد»الشمس» فى هذه الضاحية،كما تضمن الكشف مجموعة من الكتل الحجرية المنقوشة، وأعمدة من الحجر الجيري، والرملى وجدران من البازلت تحوى نقوشا يقول د. محمود عفيفى رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار إنها تشير إلى وجود مشاريع ملكية بالمنطقة وتكريسها للإلهة»حتحور»، والتى اتخذت لقب»سيدة حتبت». ويوضح د. أيمن عشماوى رئيس الفريق المصرى ببعثة الحفائر الأثرية»المصرية- الألمانية» المُشتركة، التى تجرى أعمالها بمنطقة أنه تم الكشف أيضا عن بوابة المعبد فى الناحية الشرقية، والتى تحوى عددا من النقوش، والمناظر الطقسية، وتماثيل برونزية للإلهة»باستت».. بالإضافة إلى عدد من تماثيل عملاقة، وكتل حجرية كبيرة منقوشة،ويقول إنها ربما تُشير إلى موقع معبد يعود لعصر الملك»رمسيس الثاني»، لم يتم الكشف عنه بعد. كما يشير د. «ديترش راو» رئيس الفريق الألماني: أن حفائر البعثة التى تمت هذا الموسم فى المنطقة الثانية فى الجانب الجنوبى الشرقى من المعبد،قد كشفت عن ورش صناعية من القرن»ال»4» قبل الميلاد»، وطبقات لاحقة من العصر»البطلمي»، وهوما يتفق مع ما تم الكشف عنه من قبل عن نشاط كبير لملوك الأسرة»ال30» فى محيط معبد»الشمس». يشار إلى أن»نخت انبو الأول» قام فى عام» 380 قبل الميلاد»،كان قد خلع وقتل «نفريتس الثاني»،لتبدأ معه حقبة أسرة الملوك المصريين.. وقضى معظم عهده فى الدفاع عن مملكته من تكرار الغزو»الفارسي» بمساعدة من»اسبرطة» أو»أثينا»،كما أشتهر بلقب «البانى العظيم»،حيث أنشأ الكثير من الآثار والمعابد على مدار سنوات حكمه الطويلة والمستقرة والتى امتدت إلى 18 عاماً.. كما قام»نخت أنبو الأول» بترميم العديد من المعابد المتهالكة فى مصر،بالاضافة إلى بناء كشك صغير على «جزيرة فيلة» المقدسة، والتى أصبحت واحدة من أهم المواقع الدينية فى مصر القديمة،حيث كان ذلك يمثل المرحلة الأولى من بناء معبد إيزيس على هذه الجزيرة الشهيرة، وبنى أيضاً»الكاب، منف» و»صفت الحنة» و»تنيس» فى الدلتا، وأقام لوحاً مميزاً أمام صِرح»رمسيس الثاني» فى هرموپوليس.، وكان صاحب أول صِرح فى معبد»الكرنك».. وفى حوالى عام 365 قبل الميلاد، نصب»نخت أنبو» ابنه»تيوس» شريكاً فى المُلك ووريثاً، وحتى وفاته في»363 قبل الميلاد» ليحكم الأب والابن معاً.