تحتل أستراليا المرتبة ال ١٢ كأكبر الاقتصاديات في العالم والمرتبة الخامسة بالنسبة لأهم الاقتصاديات في آسيا، ولديها إمكانيات هائلة وخاصة في قطاع الغذاء ف ٦٠٪ من إنتاج الغذاء بها يتم تصديره. ويبلغ عدد سكانها ٢٣ مليون نسمة، وفي مقدمة إنتاجها الزراعي الحبوب واللحوم.. سفيرها في القاهرة نيل هوكنز، أكد أن الاهتمام كبير بالاستثمار في مصر، وقال إن تنفيذ المرحلة الأخيرة من خارطة الطريق وانعقاد البرلمان المصري من شأنه دفع العلاقات الثنائية مع مصر، كما تناول أهم مجالات التعاون والمشاكل التي تعترضها والوضع الحالي بالنسبة لصادرات اللحوم الاسترالية إلي مصر.. والتفاصيل في السطور التالية.. بداية كانت هناك ضجة كبيرة حول سوء معاملة الحيوانات الحية بمصر، وصدور قرار من جانب استراليا بوقف صادراتها لمصر.. ما هو الوضع الحالي لهذا الملف؟ هذه الأزمة تم تجاوزها في صمت وعادت المياه إلي مجاريها خاصة وأن السوق المصرية كبيرة ومهمة. وأود هنا توضيح أن الاستراليين لديهم اهتمام بالغ بالحيوانات والتي نصدر منها كميات كبيرة وخاصة إلي منطقتي آسيا والشرق الأوسط. وسوء التعامل مع الحيوانات يؤدي إلي رد فعل فوري من جانب الشعب الاسترالي، وكانت بداية هذه المشكلة إذاعة مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تضمن سوء تعامل بعض الاندونيسيين مع البقر، ما أثار الآسي والرعب ورد فعل كبير ومناهض داخل استراليا، وهو ما وضع الحكومة الاسترالية تحت ضغوط شعبية كبيرة لمنع ووقف تصدير المواشي إلي اندونيسيا، وامتدت هذه الأزمة بعد ذلك إلي دول أخرى ومنها مصر. وبعد ذلك قررنا أنه قبل استئناف التجارة مع هذه الدول ومصر، لابد من تأمين طريقة التعامل مع الحيوانات الحية، وأصدرت الحكومة الاسترالية قوانين جديدة حول تصرفات ومسئولية المصدر الاسترالي تجاه الحيوانات، وأصبح المصدر الاسترالي نتيجة لذلك مسئول عن حيواناته حتى عملية ذبحها. وهذا الوضع استدعي وجود شركة مستقلة للمراقبة سواء كانت مصرية أو استرالية وهذا تم بالفعل إلي جانب توفير الرعاية البيطرية اللازمة علي البواخر التي تنقل الحيوانات، واتفقنا مع حكومات تلك الدول ومصر علي الاستئناف بعد تحقق تلك الضمانات. ما هو حجم صادراتكم إلي مصر بعد أن عادت الأمور إلي مجاريها؟ في العام الماضي صدرت استراليا لمصر ٧٠ ألف رأس غنم و٢٠ ألف أبقار، ولابد هنا من الإشارة إلي أن هناك مراقبة واهتمام من الجانب المصري وحتى الآن لم نري أية مشكلة أخرى.. ومع ذلك فمن الملاحظ أن المستهلكين بمصر بدؤوا الاتجاه بدرجة أكبر نحو اللحوم المبردة والمجمدة والتي تنقل بالطائرات وبالتالي يمكن أن يحصل المستهلك علي اللحوم خلال ٤٨ساعة من تحركها من استراليا بمعني "من المزرعة إلي الطبق في ٤٨ساعة"، وهو ما انعكس علي زيادة التصدير لمصر.. وأضيف بأن ٩٠٪من المذابح الاسترالية تعمل تحت رقابة المجلس الاسترالي المعني بذلك وتنتج لحوم حلال وفق الشريعة الإسلامية وحسب المواصفات التي تطلبها مصر، وهناك مندوبين من مصر يزورون استراليا والمذابح المختلفة للتأكد من تطبيق معايير الصحة والذبح وفق الشريعة الإسلامية وهناك تعاون كبير مع الحجر البيطري ووزارة الزراعة بمصر.. كما أن اللحوم الاسترالية ذات جودة وتنافسية عالية وتنتج في بيئة نظيفة خالية من الأوبئة ويطبق فيها كافة معايير السلامة الغذائية، ونصدر يوميا للخليج وعلي متن ١٨ طائرة ١٠ آلاف رأس غنم مبردة ومجمدة. موضوع أخر استغرق بحثه سنوات ليتبخر بعد ذلك ما بين وفود "رايحة وجاية" بين مصر واستراليا للاستفادة من خبرتها في تصنيع النقود البلاستيكية، والتي تعد استراليا من الدول المشهورة بها بوصفها أول بلد استخدمتها، وصدرت تكنولوجية تصنيعها إلي بعض البلدان، كما قامت بطبعها لأكثر من بلد في آسيا وأوربا.. فهل هذا الملف مات إكلينيكيا؟ هذه العملية تتولاها شركة استرالية خاصة ولكنها تعمل في ظل مراقبة حكومية، وبالفعل كان هناك وفود ومناقشات وحوار مع مصر، ولكنه توقف لاعتبارات منها التكلفة علما بأن الاستثمار في تصنيع هذه النقود قد يكون مكلفا في بدايته، ولكن له جدوى اقتصادية عالية جدا علي المدى الطويل. حدثنا عن أهم الخطوات التي جري اتخاذها لدعم العلاقات بين القطاع الخاص في مصر واستراليا؟ هناك اهتماما متزايدا من جانب الشركات الاسترالية بالسوق المصرية، فمصر تحتل موقعا مميزا بالمنطقة وتعد بوابة لاستراليا للمنطقة العربية والأفريقية، والدليل علي ذلك الزيارة المهمة التي نظمتها السفارة مؤخرا بهدف إعادة استكشاف السوق المصرية من جانب الشركات الاسترالية، وذلك لوفد كبير مثل مجالات الأغذية والتعليم العالي والمعادن والطاقة، وعقد هذا الوفد لقاءات مع وزير الاستثمار ومسئولين بغرفة التجارة في مصر، وقد انبهر هذا الوفد بحجم واتساع وإمكانيات السوق المصرية. وكان حرصنا علي تنظيم هذه الزيارة بعد تشكيل البرلمان بمصر لكي نفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الثنائية. ماذا عن حجم التبادل التجاري حاليا بين مصر واستراليا؟ ارتفع هذا الحجم العام الماضي بنسبة ضئيلة ووصل إلي ٦٥٠ دولار استرالي، منها ١٠٠مليون دولار قيمة صادرات استراليا لمصر من اللحوم والماشية، حيث تعتبر استراليا وفق إحصائيات دولية من أكثر البلدان أمانا فيما يتعلق بتطبيق معايير السلامة الغذائية، كما تستورد مصر قمح من استراليا بما قيمته ١٥٠ مليون دولار . ما هي أهم العقبات التي تعترض وصول هذا الحجم إلي مستوي يرقى لحجم السوقين المصري والاسترالي؟ أبرزها بعد المسافة وعدم وجود خط طيران مباشر بين البلدين، إلي جانب وجود بعض القوانين الجديدة التي تحتاج إلي توضيح، ومع ذلك وكأي بلد هناك فرص وتحديات.. ومبعث التفاؤل أن الحكومة المصرية لديها رغبة حقيقية في تحفيز وجذب الاستثمار الأجنبي وتقوم بجهود مهمة في هذا الصدد. أخيرا ماذا عن حجم الاستثمارات الاسترالية في مصر وأهم قطاعاتها؟ ليست كبيرة وتتركز في مجال التعدين حيث تعمل شركة استرالية في منجم السكري، والتي لديها خبرة كبيرة في هذا الصدد.