تحل علينا اليوم ذكرى مولد أول رئيس للجمهورية الفرنسية الثانية ، "شارل لويس نابليون بونابرت " ، و الذي عرف ب نابليون الثالث ، ولقد شهدت فرنسا 28 رئيساً منذ عام 1848 . وفي عام 1808 ولد نابليون الثالث في باريس ، وهو ابن لويس بونابرت ملك هولندا وأخو نابليون نوبارت ، الذي قضي شبابه في إيطاليا و ألمانيا و سويسرا بعد أن نفيت أسرة بونابرت من فرنسا عام 1816 . وظل طوال عمره يحلم بالملك والحصول على إمبراطورية نابليونية ثانية، يكون هو على رأسها، إلي أن قامت ثورة 1848 وكان من نتائجها ظهور الجمهورية الفرنسية الثانية، إنتخب لويس نابليون في المجلس الفرنسي ، وبفضل شهرته انتخب رئيسًا وفاز بخمسة ملايين ونصف مليون صوت من سبعة ملايين ونصف المليون مقترع. الجدير بالذكر أن الخديوي إسماعيل قد لجأ إلى نابليون الثالث بعد نزاعه مع شركة حفر قناة السويس، حيث طلب تخفيض عدد العمال المصريين بالمشروع وإعادة الأراضى التي استولت عليها الشركة للحكومة المصرية. وقال الخديوي مقولته الشهيرة " أريد القناة لمصر، لا مصر للقناة "، واضطر إسماعيل للجوء إلى نابليون الثالث الذي أصدر حكماً على مصر بدفع 3.5 مليون جنيه مصري كتعويض لشركة قناة السويس. وخلال سنوات هروبه من سجنه إلي إنجلترا ، ألف كتاب الأفكار النابليونية عام "1839" ، كما ألف كتاب اقراض الفقر عام 1844 و الذي جاعلا من سيرة عمه الشهير مثلاً ، و اقترح العمل علي وضع حد للفقر و الألم . توفي الإمبراطور نابليون الثالث في 9 يناير عام 1873 بإنجلترا .