أكد نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصادي والطاقة زيجمار جابريل أن مصر تخطو بخطوات ثابتة وواسعة نحو تحقيق الديمقراطية والتحول الديمقراطي، مؤكدًا على وقوف بلاده إلى جانب مصر في تلك المرحلة للنهوض بالاقتصاد المصري وتوفير فرص العمل وبرامج التدريب المختلفة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة عقب لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور عدد من رجال الأعمال ورؤساء الشركات الألمانية وعدد من الوزراء المصريين. ووجه نائب المستشارة الألمانية حديثه للشعب المصري قائلاً: " لديكم رئيس يستحق الإعجاب والتقدير بالطبع"، مشيرا إلى أنه بحث مع الرئيس السيسى خلال اللقاء وكذلك عدد من الوزراء المصريين التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات. وأضاف أن الشعبين المصري والألماني تربطهما مشاعر من المودة والحب وهناك ملايين من الألمان الذين زاروا مصر في كافة المناطق السياحية ، وأضاف زيجمار أن الشركات الألمانية العاملة في مصر توفر حوالي 20 ألف فرصة عمل، كما أن البلدين تربطهما عقود من التبادل الثقافي والإنساني وهذا أساس راسخ للود المتبادل. وأشار إلى أنه في بعض الأحيان يكون هناك اختلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا بين البلدين وكلن هناك ما يربط بين مصر وألمانيا معاً وكذلك مصر والدول الأوروبية، مشيرا إلى أن الأمن والاستقرار والأمل في مصر مرتبط بالأمن والاستقرار في ألمانيا . وأكد أن التعاون المستقبلي بين البلدين تشكله تلك المودة التى تسود بين الشعبين كما أن استقرار الأوضاع مهم للطرفين لافتا إلى أن من هذا الأساس نتحدث مع مصر دائماً عن موضوعات كثيرة بكل صراحة بين الطرفين مثل حقوق الإنسان والحريات . ورداً على سؤال حول ما يمكن أن يقدمه الاقتصاد الألماني والشركات الألمانية إلى مصر خلال الفترة المقبلة، قال زيجمار أن الاستثمارات الألمانية لها دور حاسم في الفرصة الكبيرة المتاحة في الاقتصاد المصري خاصة في المشروعات القومية الكبرى ، مشيرا إلى أن هناك أيضا التدريب والتأهيل المهني الذي يمكن أن تقوم به ألمانيا للعمالة المصرية. وفيما يخص مسألة دعم وتأمين الحدود والأمن في مصر أكد زيجمار أنه بحث هذا الموضوع مع الرئيس السيسى والتعاون مع مصر في منع تهريب السلاح الذي يهدد الأمن القومي المصري ليس فقط على حدود سيناء ولكن على الحدود الليبية كذلك وبحثنا كافة القضايا الأمنية وتأمين الحدود. ورداً على سؤال حول الديون والمستحقات للشركات الألمانية والأجنبية في مصر، قال زيجمار إنه بحث هذا الموضوع مع الرئيس السيسى حيث أكد التزام مصر بكافة المستحقات الخاصة بالشركات الاجنبية العاملة في مصر وأشار وزير الاقتصاد الألماني إلى حرص بلاده على دعم مصر اقتصادياً لدى المؤسسات الدولية خاصة لدى نادى باريس والقيام بدور الوسيط بين مصر وتلك المؤسسات مشيرا إلى وجود حزمة من الاجراءات والمساعدات التى يمكن تقديمها للاقتصاد المصري وتقديم الاستشارات . وفيما يخص دعم ألمانيا لمصر في المشروعات القومية التى تقوم بها قال زيجمار أن حجم الدعم كبير جداً وهذا ينعكس على الوفد الألماني الكبير الذى حضر مع إلى القاهرة من ممثلي الشركات ورجال الاعمال الألمان لافتا إلى أن هناك رغبة ألمانيا في تنمية الاقتصاد المصري وشدد على وقوف بلاده إلى جانب مصر لتقديم كافة المهارات والخبرات اللازمة في هذا المجال. وحول قرب زيارة للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل للقاهرة ودور برلين في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة على أراضيها خاصة ما قامت به بعض العناصر للوفد الإعلامي المصري خلال زيارة الرئيس السيسي إلى برلين ، قال زيجمار أن هناك دعوة للمستشارة الألمانية لزيارة مصر ولدى كل الحرص لأن تتم هذه الزيارة في القريب العاجل. وفيما يخص مكافحة الإرهاب قال الوزير الألماني أن بلاده تبذل جهود كبيرة في التعامل مع هذه المجموعات المتطرفة ونجتهد في هذا الامر وتبادل المعلومات بين ألمانيا وكافة الدول حول تأمين الحدود وتحدثنا خلال اللقاء مع الرئيس السيسى عن معدات لتأمين الحدود. ورداً على سؤال حول بحث موضوعات حقوق الإنسان مع الرئيس السيسى وتأثير ذلك على التعاون بين البلدين ، قال زيجمار أنه بحث هذا الموضوع مع الرئيس السيسى مشيراً إلى أن الأمن يؤثر تأثير مباشر على الاستثمارات وكذلك السياحة الألمانية لمصر والتى توقفت عن زيارة مصر بعد سقوط الطائرة الروسية ، وأضاف أنه تحدث بصراحة شديدة مع الرئيس السيسى حول حرية التعبير وعمل مؤسسات المجتمع المدنى في مصر مشيرا إلى أن الرئيس السيسى أكد تعقيد الموقف الذي يواجهه وأنه يبذل قصار جهده لاستقرار الأوضاع في البلاد وأوضح المسؤول الألماني أنه لا يمكنه أن يتطرق لمثل هذه الموضوعات في بلدان اخرى ولكن حواره مع الرئيس كان منفتحاً في هذا المجال. وحول أزمة اللاجئين التى تواجه الدول الأوروبية ودول المنطقة قال أنه بحث مع الرئيس السيسي قضية اللاجئين والتي ترتبط بأزمات المنطقة وهذه التطورات تؤثر بشكل كبير على حركة اللاجئين على أوروبا ومصر التى بها 90 مليون مواطن . وأشار إلى أن مساعدة ألمانيا لمصر لن تكون على المستوى الاقتصادي فقط مشيراً إلى أن الحركات والثورات التى شهدتها بعض الدول العربية لم تقم على أساس دوافع حركات دينية ولكنها قامت بحثاً عن دفعة أمل وأشخاص وشباب يبحثون عن أمل جديد في المستقبل مضيفا ان ألمانيا ترد دفع الأمل لدى الشباب المصرى وتحقيق الاستقرار لمصر. وشدد الوزير الألماني أنه لا توجد قيود أو عقبات أمام التسليح الألماني لمصر وأشار إلى أنه تطرق خلال اللقاء إلى التعاون مع مصر في تأمين الحدود وتوفير المعدات اللازمة لذلك ومنع تهريب الاسلحة.