إن أخي الاستاذ محمد عبد المقصود ومدير تحرير الأخبار بالفم المليان.. مات، الذي وقف بجانبي طوال سنوات عمري ولم يخذلني يوماً، كان أخي الأكبر قيمة وخبرة وهمة رغم أنني كنت أكبر منه.. مات الذي ساعدني وكان مدافعي الأول، مات الذي ساندني في مستقبل أولادي ولم يكل ولم يمل من لجوئي إليه في أوقات الشدة.. مات أخي الذي لم تلده أمي وكان أخي وزميلي وصديقي..أحقاً مات صاحب القلب الكبير والقلم الرشيق والنصيحة الصادقة؟! لا إنه بالنسبة لي لم ولن يموت، فلن أنساه أنا وأسرتي وقد بكيتك عندما قالوا لي أنك علي التنفس الصناعي، وآه من صدرك العليل، فقد تألمت منه كثيراً يا أخي وتلك هي مشيئة الله أن تصاب بآفة التلوث الذي عشت حياتك الصحفية كأول محرر لشئون البيئة في الصحافة المصرية تحاربه، كنت تعرف أن البيئة هي الحب الأول وهي كذلك العدو. كان محمد عبدالمقصود صديقاً لكل وزراء البيئة وكانوا يكنون له كل التقدير لعلمه ومعرفته وخبرته وكفاءته، إن اسم محمد عبد المقصود اسم من ذهب سوف يذكره الجميع لأنه كان معينهم ومعلمهم تخرج وتتلمذ علي يديه كل محرري المحافظات.. وعندما كنا طلبة في معهد الإعلام.. كلية الإعلام الآن ورغم حداثة السن إلا أنه كان ناضجاً متفوقاً وكنا أصدقاء طوال سنوات الدراسة واستمرت في عالم الصحافة حيث كنا ضمن ٢١ خريجاً من قسم الصحافة بالدفعة الأولي إعلام ١٩٧٥، اختارهم استاذنا الجليل جلال الدين الحمامصي للعمل في الأخبار.. وتنقلنا في أروقة الأخبار في كل أبواب العمل من «نفسي» إلي ليلة القدر إلي أسبوع الشفاء، إلي محرر الأخبار إلي قسم التحقيقات الصحفية حتي استقررت أنا كمحررة شئون الري وهو بين مندوب لوزارة الداخلية وقسم الحوادث، ومحرر لشئون البيئة التي وضع أول سطورها في الصحافة المصرية علي صفحات الأخبار وكانت له العديد من الانفرادات وصولات وجولات داخلياً وخارجياً.. ومن حسن الطالع بالنسبة لي أن تشاركت مع أخي في إصدار كتاب «النيل حياة أو موت»، الذي تناول أزمة مصر مع دول حوض النيل حول الاتفاقية الإطارية الجديدة المسماة «اتفاقية عنتيبي». وتوالت بنا السنين حتي جاء حكم الاخوان الذي حكم علي بالخروج من الأخبار، بعد أن رفضت مؤسستي الغالية التفريط في، بعد بلوغ سن المعاش وتم مد لي ٦ سنوات كاملة اتباعاً لسياسة التخلص من الحرس القديم. وبعد الخروج لم تنقطع صلتي بأخي وزميلي الذي كان منارة لي وللزملاء من الجرائد المصرية الأخري قومية كانت أو خاصة ومستقلة. كان علماً في الصحافة والإنسانية.. كان أخي