أعلن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، أنه خرج بإرادته من منصبه في سوريا ولم تتم إقالته كما يدعي نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال حجاب - في بيان ألقاه خلال مؤتمر صحفي عقده بأحد الفنادق الكبرى بالعاصمة الأردنية عمان – الثلاثاء 14 أغسطس- وسط إجراءات أمنية- إن النظام السوري بات منهاراً معنوياً ومادياً وعسكرياً، حيث لم يعد مسيطرا بالفعل على أكثر من 30% من الأراضي السورية. وقال رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب - في بيان ألقاه خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الأردنية عمان - "كنت أشعر بالمعاناة وعذاب الضمير عند سماع القصف على حمص ودرعا وإدلب وحماة ودير الزور وحلب ودمشق ، وبقية المدن السورية الأخرى، ولا أملك قرارا يرد عنهم القتل والظلم". وأضاف :"اليوم وبعد أن ثبت أنه قد ضاقت بل انعدمت مساحة الأمل في تحقيق ما يمكن أن يصوب المسار، ويوقف آلة القمع ، ويحقن الدم السوري الطاهر المتدفق في أرجاء وطني .. فواجب على أن أعلن براءتي من هذا النظام الفاسد كما في قول الله سبحانه وتعالى "فلما تبين أنه عدو لله تبرأ منه"، مضيفا "لقد أعلنت انشقاقي عن النظام السوري، واستقالتي من رئاسة الحكومة ، وخرجت بإرادتي". وأكد حجاب أنه سيكون في جانب ثورة الشعب السوري جنديا مخلصا مدافعا عن أهدافها ومساهما في بناء الغد المشرق للوطن. وقال رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بأحد الفنادق الكبرى بالعاصمة الأردنية عمان وسط إجراءات أمنية مشددة - "لابد أن أذكر بفخر واعتزاز صفوة لنا بالداخل السوري يسطرون اليوم أروع ملاحم البطولة ويحملون أرواحهم على أكفهم غير مهتمين بخطر مهما كان محدقا، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل الله عز وجل من أجل عزة الوطن وسؤدده". وأضاف "أنا مدين لهم بالفضل، حيث كانوا الأكثر حرصا على حياتي وأسرتي خلال رحلتي الشاقة الطويلة، وكانوا العون والسند الحقيقي بعد الله عز وجل في الخروج من شرنقة النظام الظالم إلى ميدان أرحب". وقدم حجاب الشكر إلى كتائب دمشق وريفها وكتائب حوران الأبية مهد الثورة ورمز البطولة على ما بذلوه معه في الأيام العصيبة التي سبقت هجرته من أرض الوطن ووصفهم بأنهم أهل النخوة والشهامة كما هو شأن أهل سوريا عامة .. مشيدا بجحافل الجيش السوري الحر الذين دافعوا عن المقدسات والأعراف وعن أبناء الشعب السوري وتراب الوطن، وحثهم على المرابطة والاستمرار وتوحيد الصفوف .. مؤكدا أنهم من خير أجناد الأرض. وأهاب حجاب بأحرار الجيش العربي السوري التأسي بإخوانهم في الجيشين المصري والتونسي بوقوفهما إلى جانب الشعب .. مذكرا إياهم بالقسم الذي أقسموه بعد نيلهم شرف الالتحاق بالخدمة، وخاطبهم قائلا "بأي هدف ستوجهون فوهات بنادقكم أهى لحماية شعبكم أم لقتل أبناء شعبكم" .. مؤكدا ثقته في انحيازهم إلى جانب شعب سوريا العظيم والحفاظ على مقدساته وثرواته ودماء أبنائه الذكية. وأكد أن الوطن يذخر بمسئولين وقادة عسكريين شرفاء يتنظرون فرصة سانحة للانضمام إلى ركب الثورة والمضي في طريق الحق .. داعيا إياهم أن يحثوا الخطى هم وجميع الشرفاء في الداخل لتعلو ثورة المجد التي سيسجلها التاريخ من نور. وخاطب رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب أبناء الشعب السوري قائلا "يا أبناء شعبنا الأبي ويا أيها الثائرون الصامدون لقد باتت ثورتكم نموذجا للبذل والتضحية في سبيل نيل الحرية والكرامة". وأكد حجاب أن النظام السوري بات منهارا معنويا وماديا واقتصاديا ومتصدعا عسكريا، حيث لم يعد مسيطرا بالفعل على أكثر من 30\% من أرض سوريا .. داعيا الثورة السورية إلى الاستمرار في مهدها الحضري المتميز لتستكمل صورتها المشرقة عبر الحفاظ على وحدة البلاد ونسيجها المتماسك وعلى مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية وبنيتها التحتية التي بنيناها جميعا بجهدنا وعرقنا ودماء أبنائنا. وقال حجاب "إن فصائل المعارضة السورية الخارجية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتوحيد جهودها وسد ذرائع من يتهمها بالتشدد والتشرذم" .. مشيرا إلى أن اختلاف المشارد لا يرضي وحدة الهدف. وشدد حجاب على عدم رغبته في تقلد أي موقع أو منصب سواء كان في الوقت الراهن أو في المستقبل في سوريا المحررة والذي يراه قريبا ، قائلا "لقد نذرت نفسي جنديا في مسيرة الحق ولا أبغى من وراء ذلك إلا وجه ربي وإرضاء ضميري والوفاء لوطن أعطانا الكثير وينتظر منا أن نعطيه ما يستحق من خلال البذل والتضحيات وعلو الهمة للوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية تكفل الحق والعدل والكرامة لجميع السوريين". ووجه الشكر للدول العربية والإسلامية التي قدمت كل الدعم لثورة الشعب العربي في سوريا وعبرت عن اصطفافها إلى جانب الحق الساطع والإرادة المتعاظمة لنيل الحرية والكرامة، وخاص بالذكر المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا.
