أطلقت الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب حملة للتوعية وتحت شعار "نحو فهم صحيح لمرض الصرع" بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض الصرع وبرعاية شركة سانوفي. تهدف الحملة إلى رفع التوعية بأنواع النوبات المختلفة التي تصيب مريض الصرع، وإزالة ما يحيط بأذهان الناس من معتقدات خاطئة حول مرض الصرع، إلى جانب كيفية التعامل مع المريض المصاب وتفهم حالته النفسية وطرق الإسعافات الأولية الخاصة بالنوبات الصرعية وإزالة الوصمة الاجتماعية المتعلقة بالمرض ورفع الحرج الاجتماعي المحيط بالمرضى، إلى جانب توفير الرعاية للمريض المصري وتحسين فرص تعافيه. يمكن لمريض الصرع أن يمارس نشاطه وعمله وهواياته كأي شخص طبيعي ، ولكن بعض المجتمعات يلصقون وصمة بهؤلاء المصابين بمرض الصرع ويصفون حالتهم بأنهم واقعين تحت تأثير السحر والشعوذة ، كما قد تتصور بعض تلك المجتمعات أن مرض الصرع من الأمراض المعدية. أوضح أستاذ أمراض المخ و الأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة والأمين العام للجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب د.ماجد عبد النصير أن الجمعية تلعب دورا هاما فيما يخص عقد المؤتمرات الدورية المنتظمة لتبادل أحدث المعلومات في مجال مرض الصرع مع الخبراء الأجانب والعرب، وأيضا إقامة الندوات العلمية وورش العمل لتعليم ونقل الخبرات لشباب الأطباء، تفعيل شعبة خاصة بمرض الصرع، وعمل حملات توعية مجتمعية عن طبيعة المرض وطرق التشخيص والعلاج. وشدد أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة ورئيس شعبة الصرع بالجمعية د.طارق توفيق على ضرورة مراعاة الدقة في تشخيص مرض الصرع، مع معرفة كل ما هو حديث في الأدوية المتاحة لعلاج النوبات الصرعية، مشيرًا إلى أهمية وفائدة رسم المخ الكهربائي للتشخيص. وحذر د.طارق توفيق من وقف دواء الصرع والعلاج دون إتباع الشروط الواجبة لذلك، لافتًا إلى أن التعامل مع الصرع في حالة كبار السن والسيدات الحوامل له طبيعة خاصة. ومن جانبه قال أستاذ أمراض المخ و الأعصاب بكلية الطب جامعة عين شمس ورئيس شرفي للجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب د. محمد أسامة عبد الغني، إن التوعية بمرض الصرع ورفع الوعي العام للمجتمع من أهم أهداف الجمعية، علاوة على تصحيح الصورة القديمة و المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالمرض. وأعرب مدير عام شركة سانوفي مصر والسودان الكسي مويرن عن فخره واعتزازه بأن الشركة تدعم وترعى حملة توعية عن مرض الصرع ، مؤكدا أنها شريك حقيقي في الرِّعاية الصحية مع القطاعات الصحية المصرية من خلال سجل طيب من المشروعات الإستراتيجية الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية . وأضاف أن الصحة النفسية والعصبية تشكل جزءاً لا يتجزأ من قدرة الفرد على أن يعيش حياة رغدة، بما في ذلك القدرة على تكوين العلاقات والدراسة والعمل والهواية ، وكذلك صنع القرارات والخيارات اليومية. وفي نهاية كلمته أكد ً على حرصه الشديد على استمرار التعاون المشترك مع الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب وجميع قطاعات المجال الطبي. جدير بالذكر أن الصرع هو الاسم القديم قبل اكتشاف طبيعة المرض وهو اضطراب خاص بكهرباء المخ يصيب أفراد المجتمع من مختلف الأعمار؛ ويكون في شكل نوبات متكررة، هي عبارة عن نوبات وجيزة من الحركة اللاإرادية التي قد تخص جزءاً من الجسم "جزئية" أو الجسم كله "عامة", بالإضافة إلى أن بعض أنواع النوبات الصرعية تكون غير تشنجية . وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية هناك نحو 50 مليون نسمة من المصابين بالصرع في جميع أنحاء العالم، ويعيش نحو 90% من المصابين في المناطق النامية، ويستجيب الصرع للعلاج في 70% من الحالات.. فهو مرض عضوي ناتج عن اختلال النشاط الكهربائي للدماغ تتنوع أصناف وأسباب الإصابة به كما يصيب مختلف الفئات والجنسين على حد السواء، لكن يظل هذا المرض مجهولا في وسطنا مما يتسبب في تأخير تشخيصه وبالتالي زيادة مضاعفاته على المصاب واستعصاء علاجه. ويشار إلى أن أوسع أنواع الصرع انتشاراً والذي يصيب 6 من كل 10 أشخاص مصابين بهذا الاضطراب، بمسمى الصرع المجهول السبب حيث إن أسبابه غيرً معروفة. ويسمى الصرع معروف الأسباب بالصرع الثانوي أو الصرع العرضي ، وقد تتمثل أسباب الصرع الثانوي أو "العرضي" في أضرار الدماغ الناجمة عن الإصابات قبل الولادة أو في الفترة المحيطة بالولادة "مثل نقص الأوكسجين أو الرضع أثناء الولادة أو انخفاض الوزن عند الميلاد"، وكذلك العيوب الخلقية أو الاعتلالات الوراثية المصحوبة بتشوهات الدماغ، وإصابات الرأس البالغة الشدة، السكتات الدماغية التي تحد من تدفق الأكسجين إلى الدماغ، حالات العدوى التي تصيب الدماغ مثل التهاب السحايا والتهاب الدماغ ، بعض المتلازمات الجينية، وأورام المخ.