«بوتقة الإرهاب».. هذا هو الاسم الأنسب لضاحية "مولينبيك" في العاصمة البلجيكية بروكسل، فهناك نشأ المتهمين بالتخطيط والتنفيذ لهجمات إرهابية في أوروبا، على رأسها هجمات باريس في نوفمبر الماضي، وربما هجمات بروكسل الأخيرة كما ترجح الشرطة البلجيكية. ويشترك جميع منفذي الهجمات الإرهابية في أوروبا تقريبا في أنهم ينتمون إلى الجيل الثاني من المهاجرين الذين ولدوا وترعرعوا في الضواحي الأوروبية الفقيرة والمنعزلة. ويقفز إلى الأذهان أولا حي "مولينبيك" بضواحي العاصمة البلجيكية بروكسل، يعتبر هذا الحي من أكثر الأحياء المأهولة في العاصمة البلجيكية يعيش فيه 97 ألف شخص. وقلب هذه العمليات الإرهابية هو منزل صلاح عبد السلام، الذي يقع خلف قسم الشرطة المحلية، وبيت أو أكثر من منزل عبد الحميد أبا عود العقل المدبر وراء هجمات باريس. وأبا عود هو محور الخلية الإرهابية، وقتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في سانت دينيس بباريس، في أعقاب حادثة نوفمبر الماضي. وقد برزت منصب زعيم المجموعة، جنبا إلى جنب مع صلاح عبد السلام. وعبريني – صديق الطفولة لصلاح عبد السلام، والذين ترعرعا على التطرف سوياً، توفى أخاه الأصغر سليمان 20 عاماً في 2014 في سوريا، الذي كان يحارب في نفس الوحدة الخاصة بداعش مع أبا عود. وهذه الشبكة القوية لا تنتهي فقط عند هذا الحد، فعلى مسافة قصيرة وتقول السلطات إن غالبية الأعمال الإرهابية التي شهدتها أوروبا خلال الفترة الأخيرة انطلقت من حي "مولينبيك". وفي الحقيقة فإن بلجيكا تعتبر أكبر بلد أوروبي مساهم في عدد المقاتلين المتطرفين الذين اتجهوا إلى سوريا مقارنة بعدد السكان. وأيضا ترعرع أيوب الخزاني الذي نفذ هجوماً على القطار السريع الذي يربط بين أمسترداموباريس، كما مهدي نموش منفذ الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل. وعاش في الحي ذاته اثنان من مرتكبي تفجيرات مدريد، التي تسببت بمقتل 190 شخصا عام 2004. وفي التاسع من سبتمبر عام 2001 قام اثنان من أبناء الحي باغتيال القيادي الأفغاني أحمد شاه مسعود الذي كان أبرز معارضي حركة طالبان في ذلك الوقت. وفككت السلطات البلجيكية عشرات الخلايا التي كانت تخطط لتنفيذ هجمات في أوروبا انطلاقاً من ضاحية "مولينبيك" أيضاً. (*) الخريطة للديلي ميل البريطانية