ساهمت تكنولوجيا الليزر في علاج العديد من المشاكل الخاصة بجلد الإنسان ولاسيما البشرة، فقد انبثقت من هذه التكنولوجيا العديد من التقنيات التي تساعد في سرعة العلاج. تحقق تكنولوجيا الليزر نتائج مضمونة دون الحاجة إلى جراحة أو تخدير أو حتى أدوية وكريمات موضوعية. وتتضمن تقنيات العلاج بالليزر "تقنية التقشير الفحمي أو الكربوني" والتي تساعد على استعادة نضارة البشرة وإعادة تسطيح جلد البشرة لتكون خالية من العيوب. أكد أخصائي الأمراض الجلدية بكلية طب القصر العيني وعضو الأكاديمية الأمريكية لطب وجراحات الليزر د. محمد منجي ، أهمية التقشير الفحمي أو الكربوني ، موضحا أن التقدم الهائل في العلاج بالليزر أتاح لأطباء الجلدية التوصل لبروتوكولات علاجية للتعامل مع عيوب البشرة من خلال عدد جلسات قليلة ودون الاحتياج إلى الأدوية وكريمات التي قد تستلزم فترة طويلة ولا تأتي بالنتائج المطلوبة ، كما أنه لا تحتاج للتخدير ولا تحتاج إلى فترة نقاهة. وأضاف د.منجى أن من أحد أسباب نجاح وانتشار التقشير الفحمي أو الكربوني، هو ظهور أجهزة "ليزر البيكوثانية" التي تقوم بتفتيت وإزالة صبغات الجلد دون ظهور أي آثار جانبية مثل: الالتهابات أو الاحمرار أو تهيج البشرة. ويستعرض د.منجي تفاصيل تقنية التقشير الفحمي، مؤكداً أن الطبيب يقوم بوضع طبقة من جزئيات الكربون "الفحم الأسود" في شكل جل أو كريم على البشرة، ثم يتم تمرير ضوء شعاع الليزر ذو الموجة الطويلة على البشرة مما يسبب ارتفاع حرارة جزيئات الكربون وانتشارها في طبقة البشرة.. ويتم بعد ذلك تمرير شعاع الليزر قصير الموجة على البشرة مما يسبب في تقشير سطحي ويسبب تأثيراً حرارياً على الكولاجين، وهذا يؤدي إلى تحفيز الكولاجين والتخلص من الخلايا الميتة، وتكتسب البشرة بعدها لوناً أفتح وتكون بدون مسام ظاهرة أو حبوب وتكون البشرة مشدودة ويساهم في إعطاء البشرة النضارة والحيوية المطلوبة. وتابع د. محمد منجي: أن هذه التقنية تمكن من استخدام طول الموجة المناسب للبشرة الداكنة والفاتحة على حد سواء، حيث يتم تقشير طبقة الخلايا الميتة فقط بعد وضع طبقة من الكربون على سطح البشرة، فتفتت أشعة الليزر ذرات الكربون العالقة في المسامات الواسعة والعالقة أيضاً بالخلايا الميتة، وتلتقط هذه الذرات أشعة الليزر مما يؤدي إلى إزالتها حاملةً معها الخلايا الميتة العالقة في فتحات المسام الواسعة والتي تشكل طبقة فوق البشرة ويؤدي بعد ذلك إلى التخلص منها وشد المسام بفعل التأثير الحراري على الأنسجة الضامة المحيطة بالمسام، بعدها يميل الوجه إلى اللمعان والنضارة نتيجة التخلص من الخلايا الميتة وتفتيح البشرة. كما تقوم أشعة الليزر ذات الموجة الطويلة بتسخين ألياف الكولاجين في طبقة "الأدمة"، وبذلك تؤدي إلى شد البشرة، وهذه التقنية تمكن المريض من ملاحظة الفرق والحصول على النتيجة فوراً بدلاً من الكريمات ومستحضرات التجميل التي تكون باهظة الثمن وتأخذ فترة كبيرة دون نتائج مضمونة. وأشار د.منجي إلى أن العلاج بالليزر قد حقق في الآونة الأخيرة نجاحاً ملموساً، وأثبت فاعليته في علاج عيوب البشرة ،متوقعاً أن يحل الليزر محل الكريمات ومستحضرات التجميل التي تكون بطيئة جداً في إظهار نتائج ملموسة ومرهقة مادياً،كما يساهم انتشار استخدام تقنية الليزر في الحد من استيراد المستحضرات التجميلية التي تسبب عبئاً اقتصادياً كبيراً على البلاد.