عند رؤيتهم يخطبون يصيحون يرددون شعاراتهم، يتردد على أذهان سامعيهم أنهم خلقوا سياسيين ولا يتم تخيلهم في مهنة أخرى. ولكن أشهر حكام العالم ومنهم طغاة ظالمين اشتهروا بقسوة القلب وارتكاب الفظائع، كانت بدايتهم لا علاقة لها بالسياسة بل والمثير للغرابة أن واحدا منهم والذي عرف بصرامته وقسوته وسياساته الديكتاتورية كانت بدايته فنانا. صحيفة الإندبندنت البريطانية استعرضت في تقرير نشرته ، الأربعاء 24 فبراير، نماذج لأشهر الطغاة حول العالم وبدايتهم المهنية. بينيتو موسوليني: البداية كانت مع ديكتاتور إيطاليا بينيتو موسوليني، الذي بدأ حياته المهنية كمدرس إلا أنه تركها سريعا بعد أن أدرك أن مهنة "مدرس" لا تصلح له وغير مناسبة. انتقل بعدها إلى سويسرا حيث عمل عدة وظائف غير رسمية ومجهولة حتى استقر به المطاف إلى الصحافة والكتابة السياسية. كيم ايل سونج: بدأ زعيم كوريا الشمالية الراحل حياته كرائد في الجيش السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية، ثم انضم في عام 1930 إلى العصابات الكورية التي حاربت الاحتلال الياباني. وفي وقت لاحق قاد كتيبة بالجيش السوفيتي إبن الحرب العالمية. جوزيف ستالين: الديكتاتور المصلح الذي عرف بقسوة القلب والصرامة والذي نقل الاتحاد السوفيتي من مجتمع زراعي إلى صناعي في فترة وجيزة. كانت والدته المتدينة تتمنى أن يصبح ابنها كاهنا وكانت تلحقه بإحدى المدارس التي تدرس علم اللاهوت، وعلى الرغم من نجاحه في مدرسته إلا أنه تركها فيما تضاربت الأقاويل حول السبب فالبعض قال أن نفقات التعليم التي لم يقوى عليها هي السبب بينما رأى آخرون أن سياسته المناهضة للنظام القيصري كانت السبب، عمل بعدها كمدرس وكاتب في مرصد تيفليس أدولف هتلر: أيعقل أن طاغية ألمانيا الذي قادها إلى هزيمة مذلة في الحرب العالمية الثانية كانت ميوله فنية وطموحه أن يصبح رساما؟. بالفعل كان أدولف هتلر مولعا بالفن والرسم على الرغم من رفض والده، إلا أنه لم ييأس وبدأ في ممارسة المهنة برسم بعض اللوحات في العاصمة النمساوية ولكن حين أراد تدعيم موهبته بالدراسة تم رفضه مرتين من قل أكاديمية الفنون الجميلة، ليترك الفن إلى الأبد. عيدي أمين: يعد أشهر ديكتاتور في إفريقيا، جثم على قلب أوغندا وارتكب العديد من الفظائع. بداية عيدي أمين كانت مع الرياضة، ففي الفترة من عام 1951 إلى عام 1960 كان عيدي أمين بطلا في الملاكمة، إضافة إلى براعته في السباحة. فرانسوا دوفالييه: ديكتاتور هايتي الذي عرف عنه قسوته وظلمه لشعبه فقد جمع بين الأسلوب الإقطاعي وإرهاب الشعب. درس دوفالييه الطب وتخرج في عام 1934 وعمل كطبيب في إحدى المستشفيات حتى عام 1943. نيكولاي تشاوشيسكو: يتذكره الناس بنهايته المأساوية حيث ثار عليه شعبه وقبض عليه وأصدر حكمه بالإعدام وتم تنفيذ الحكم أمام الجميع جزاءا على ما اقترفه من جرائم تجاه شعبه. ولكن لا يعلم الكثيرون أن ديكتاتور رومانيا كانت بدايته "إسكافي"، بعد توقفه فقد توقف عن التعليم عند المرحلة الابتدائية ومغادرة قريته. ماكسميليان روبسبيار: "سفاح الثورة الفرنسية"، الأجرم فبعدما بدأ حياته كشخصية ثورية وطنية تحول إلى الديكتاتورية والعنف والإرهاب، فقد قتل 6000 شخص في 6 أسابيع فقط. وهذا الجنون الإجرامي كانت بدايته محام، ولكن بالطبع تحول شخصيته أرغمه على ترك تلك المهنة التي تقوم في الأساس على نصرة المظلومين.