قال د.عباس شومان وكيل الأزهر ،إن تراثنا الإسلامي يرجع إليه الفضل في تجنيب مجتمعنا الكثير من الكوارث وأن تراثنا يقبل النقد وحتى الأزهر وشيخه يرحبون بالنقد الهادف للتصحيح وليس النقد للهدم والتشويه. جاء ذلك خلال افتتاحه ، الأحد 21 فبراير،لمؤتمر "الفهم الصحيح للتراث الإسلامي وأثره في علاج الانحراف الفكري" والذي تنظمه جامعة الأزهر بأسيوط بحضور مفتي الجمهورية ووزير الأوقاف ونائب رئيس الجامعة لفرع أسيوط. ورفض وكيل الأزهر تحميل كل مصائب الدنيا للتراث الإسلامي مؤكدا أن التراث موجود منذ خمسة عشر قرنا من الزمان ولم نسمع أن السبب في فقر الناس أو جوعهم لافتا إلى أن تراثنا ليس فيه مشكلة نصححها ولكن نستطيع أن نقول أن المشكلة تكمن في كيفية التعامل مع هذا التراث، كما أن علماء الإسلام الحقيقيين فهموا تراثهم فهما حقيقيا. وأكد أن المعصوم عندنا هو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، مشيرا إلى أننا نقبل النقد البناء ومن يريد النظر فى كتب التراث فلينظر إليها بشرط أن يملك القدرة على التعامل معها ويطرح علما مؤصلا لنستمع إليه. وأوضح شومان أن علماء الأمة وأئمة المذاهب، بشر يصيبون ويخطئون ولا مانع من انتقادهم ولكن هناك فرق بين نقد العلماء والتراث وبين النقض الذي يتطاول فيه البعض على علماء الأمة بشكل لا يليق. وتابع" شريعة الإسلام، شريعة متجددة كما أن النبي جدد كثيرا من الأحكام".. وطالب د.محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتحرك علماء المسلمين لملء الساحة مشيرا إلى أن أهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق، منوها أننا إذا تحركنا تحركا علميا صحيحا سوف نغلق عليهم الأبواب، منوها أن فهم التراث فهما سليما هو الوسيلة الوحيدة لمعالجة الفكر المنحرف. وقال د.محمد عبد الشافى، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، ورئيس المؤتمر الدولي لفرع أسيوط، إن عدد المخطوطات العربية والإسلامية المنتشرة في مكتبات العالم تقدر ب4 ملايين مخطوطة حتى قال البعض إنه لو جمعنا ما صنفه العرب والمسلمون لغطت أوراقهم الكرة الأرضية. وأضاف عبدالشافى في كلمته بمؤتمر الأزهر الدولي بأسيوط بعنوان "الفهم الصحيح للتراث الإسلامي وأثره في علاج الانحراف الفكري"، والذي يعقد بقاعة المؤتمرات بجامعة أسيوط، أن التراث تعرض لنكبات حقيقية منها العدوان الذي كان يشنه المستعمر بإحراقه تارة وإلقائه في الأنهار والبحار ومرورا بإساءة فهمه وانتهاء بمحاولة اقتلاعه من جذوره بالكلية، قاصدا ما نسمعه ليل نهار من تطاول لأذناب المستشرقين على تراثنا وشيطنته أمام العامة بأنه الملهم لفكر جماعات التطرف والإرهاب وأن تعاليم الدين في كتب التراث هي التي صنعت داعش وغير داعش ولهذا ينبغي شطبه وحذفه بالكلية. وأشار إلى أن هؤلاء لن يستطيعوا المطالبة بحذف كلمة واحدة من رواية أو كتب غير التراث الإسلامي- مع احترامنا لها- ، منوها أن هؤلاء لا يفهمون النصوص الصحيحة التي جاءت بها الرسالات السماوية مما يعبر عن انحراف فكرهم. وقال د.شوقي علام، مفتى الجمهورية، إننا نعتز بتراثنا ولن نتخلى عنه، وأن هناك جهودا مضنية للحفاظ عليه من علماء الأزهر ووعاظه، منوها أن التراث هو نتاج علمي لتعامل العقل المسلم مع النص الشريف مطالبا أن تكون هناك منهجية في الاستفادة من التراث الإسلامي، وفهم وإدراك الواقع بكل أبعاده وعوامله والانطلاق منه لاستنباط أحكام شرعية لمطابقة الواقع وهو ما تقوم عليه دار الإفتاء في عملها. وأشار إلى أن الفهم الصحيح للتراث الإسلام وإدراك الواقع إدراكا سليما ومن ثم تنزيل الحكم الشرعي يعطى سماحة ويسرا لديننا الحنيف.