لا أحد يمكن أن يشك للحظة واحدة فى إخلاص وانتماء المستشار مرتضى منصور لنادى الزمالك . كما أننى لا أنكر إعجابى وتقديرى لحماسه المنقطع النظير للفانلة البيضاء الذى يجعله يبذل كل ما يستطيع من أجل نصرتها فى كل معاركها الرياضية. لا جدال أنه يحظى بكل التقدير لاجتهاداته فى إدارة هذه القلعة الرياضية الشامخة وإن كان هناك بعض الاعتراضات على الأسلوب . لا يخفى أنه يسعى لأن يكون لهذا الصرح الرياضى العريق مكانته على ساحة المنافسة فى كل اللعبات خاصة كرة القدم معشوقة الجماهير. رغم كل هذه الميزات لشخصية المستشار منصور الذى أعرفه قبل ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن وتربطنى به علاقات طيبة .. إلا أنى آخذ عليه.. أن يقوده حماسه وغيرته على الفانلة البيضاء إلى التورط فى معارك أليمة تتسم فى بعض جوانبها بالتجريح الذى هو فى غنى عن تداعياتها. المؤكد أن تجنب هذه الممارسات السلبية كان سيضيف إليه الكثير من المكاسب. إن التزامه بالسيطرة على انفعالاته وضبط الاعصاب والنفس كان لابد وأن ينعكس إيجابا على تعامله مع الأمور بما يصب فى مصلحة هذا النادى العريق. إن كل ما يحتاجه قليل من الروية والمراجعة لأى إجراء أو كلام مغموس بفورة الحماس والاندفاع المفلوتة. قد يكون المستشار مرتضى منصور معذورا فى الفترة الأخيرة لما أصابه من غضب وإحباط وتوتر نتيجة ما أسفرت عنه نتائج فريق كرة القدم الذى كان وراء حصوله على الدورى والكأس فى الموسم الماضى بعد سنوات من الصيام عن الانتصارات. فى نفس الوقت فإنه لا يغيب عن الاذهان ما يمكن أن تحدثه العملية الاضطراية لتغيير المدربين. بالطبع فإن من حقه التطلع إلى تواصل هذه اليقظة التى أعادت أصحاب الفانلة البيضاء إلى الواجهة الرياضية . هذا الطموح كان وراء عنف الصدمة التى أصابته بعد الهزيمة التى لاقاها الفريق الكروى فى مباراته ضد فريق الأهلى الغريم التاريخى للتنافس الرياضي. كان عليه أن يؤمن بأنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه حيث إن ذلك هو طبيعة الحياة خاصة فى المجال الرياضي. فيما يتعلق بما جرى فى هذه المباراة فلا جدال أن لاعبى الفريق الابيض لم يكونوا أبدا على المستوى الذى يؤهلهم للانتصار. كانت النتيجة المؤسفة واضحة منذ البداية كانوا يلعبون بغير «نفس» تسيطر عليهم «الهرجلة» وفاقدين لروح التعاون. تجلى ذلك فى سوء ادائهم الذى جعل تمريراتهم فريسة لقطعها من جانب لاعبى الاهلى الذين أبدعوا واستحقوا الفوز عن جدارة. بعيدا عن نتيجة المباراة فقد انتهت وتخطتها أحداث الدورى بعد ذلك والتى كان أبرزها تعادل فريق الاهلى الفائز على الزمالك مع فريق طلائع الجيش وفقدانه لنقطتين غاليتين فى سباق المنافسة. ارتباطا بهذا الشأن أحزننى ما تضمنه المسلسل الصادم المتمثل فى تهجم المستشار مرتضى منصور بلا سبب أو مبرر على شخصين من أبنائه وأبناء الزمالك المخلصين جدا هما النجم الموهوب حازم إمام عضو الاسرة الزملكاوية الشهيرة وميدو اللاعب الدولى المبدع. لا احد ينكر ان كلاهما أعطى الكثير للنادى وأسعدا مؤيديه ومشجعيه . لا أحد يشك فى ولاء هاتين الشخصيتين للنادى وأنهما كان يمكن أن يضنا بأى جهد فى مقدورهما لمواصلة مسيرة الانتصار التى تعثرت نتيجة خذلان اللاعبين لهما. كم أرجو من المستشار مرتضى منصور أن يستعيد هدوءه وعشقه لنادى الزمالك وأبنائه.. هذا الامر بالتأكيد سوف يدفعه إلى مراجعة النفس بالصورة التى تجعله يجنح إلى لم الشمل وإعادة الانسجام والتلاحم إلى أسرة الزمالك.. ان عليه أن يؤمن ان استعادة الفريق الأبيض للثقة وإرادة الانتصارات مرهون بعودة الوئام والصفاء بين قيادة النادى وابنائه على أساس من الحب والاحترام. من المؤكد وعلى ضوء نتيجة مباراة الفريق الاخيرة مع وادى دجلة انه اصبح يدرك ان لاسبيل لاستئناف الانتصارات الرياضية دون ارساء لدعائم الحب والتوحد وتبادل الاحترام والتقدير بين كل ابناء نادى الزمالك. كم أرجو أن تأتى هذه المبادرة من جانب المستشار مرتضى منصور حتى يمكن تخطى آلام الجراح لتعود مسيرة النجاح والانتصار.