سنوات وراؤها سنوات، وضع التاريخ لمساته على برلمان مصر، جاء رئيس ورحل آخر، لكن المجلس ظل صامدًا وشاهدًا على أزمات وفرحات للمصريين، فعلى مدار 64 عامًا، رنت خطب رؤساء مصر بين جدرانه، أي منذ ثورة «1952» إلى الآن. قبل ساعات، من استعداد مجلس النواب على استقبال رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، لأول مرة منذ انتخابه، رصدت «بوابة أخبار اليوم»، خطب رؤساء مصر أمام أعضاء البرلمان، تحت مسميات مختلفة «الأمة، الشعب، النواب»: «ناصر».. خطابي «الأمة» و«الشعب» في 24 يونيه 1956، انتخب جمال عبد الناصر رئيسًا للجمهورية باستفتاء الشعبي، وفقًا لدستور 16 يناير 1956، وأدى اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة، ليصبح أول رئيس بعد ثورة يوليو 52. وتحدث «عبد الناصر» للمرة الأولى، في مجلس الشعب، بعد إعلان ترشحه الرئاسة، عام 1965، وسط تصفيق حاد من النواب،عن أنه ليس له مطلب إلا أن تتاح له الفرصة للخدمة العامة في أي موقع يرى الشعب القائد أن يضعه فيه، حسب تعبيره، مضيفًا: «إذا أبدى الشعب رأيا واضحًا يوم الانتخابات بأنه يريد مني أن أخدم في موقع رئاسة الجمهورية سأطيعه مؤمنًا أنه آمري». خطاب عبدالناصر أمام مجلس الأمة: خطاب عبدالناصر أمام مجلس الشعب: «السادات».. القسم أمام «الشعب» عقب وفاة الرئيس عبد الناصر، إثر أزمة قلبية في سبتمبر 1970، وافق مجلس الأمة على ترشيح محمد أنور السادات كثالث رئيس للجمهورية، خلفا له، وأدى السادات اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة في 7 أكتوبر عام 1970. حينها، تحدث الرئيس السادات، قائلا: «أقسم بالله العظيم، أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه». خطاب النصر في البرلمان في نشوة انتصارات أكتوبر 1973، وبعد العبور، وقف الرئيس السادات أمام أعضاء مجلسي الشعب والشورى، وتحديدًا في 14 أكتوبر 1973، مشيدًا بدور القوات المسلحة المصرية في تحقيق نصر أكتوبر. وأمام نواب المجلسين، جدد «السادات» ثقته وثقة الشعب في الجيش وفي قياداته، قائلًا: «إن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وباسم هذا الشعب وباسم الأمة ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة». السادات.. الخطاب الأخير يوم 5 سبتمبر 1981، لم يدرك الرئيس الراحل أنور السادات أنه يقف لآخر مرة أمام مجلس الشعب، فتحدث عما عُرف حينها بأحداث الفتنة الطائفية، وفي هذا الخطاب أعلن عن حركة اعتقالات. السادات متحدثًا عن الفتنة والاعتقالات: «مبارك».. أداء اليمين 5 مرات أما الرئيس الأسبق حسني مبارك، فكان انتخابه باستفتاء شعبي، بعد ترشيح مجلس الشعب له، ليتسلم الرئاسة من رئيس الجمهورية المؤقت آنذاك صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب، بعد اغتيال الرئيس أنور السادات، لكن يظل مشهد سقوط مبارك داخل مجلس الشعب هو الأبرز، خلال خطاباته المختلفة. في 14 أكتوبر 1981، حلف مبارك اليمين الدستورية الأولى أمام مجلس الشعب، ثم أعيد الاستفتاء على مبارك رئيسًا للجمهورية لفترة رئاسية ثانية في 5 أكتوبر 1987، ثم 1993 لفترة رئاسية ثالثة، لفترة رئاسية رابعة سبتمبر 1999، كما تم انتخابه لفترة ولاية جديدة عام 2005، وأدى اليمين الدستورية لتك الفترات أمام مجلس الشعب. «مرسي».. «الشورى» فقط مرت السنوات، وحل الرئيس الأسبق محمد مرسي، كأول رئيس بعد ثورة 25 من يناير، لكنه لم يؤد اليمين الدستورية أمام مجلس الشعب لصدور حكم بحل البرلمان، وحلف اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا. لكن كان هناك خطاب ل«مرسي» أمام مجلس الشورى، السبت 29 ديسمبر 2012: ننشر نص خطاب الرئيس محمد مرسي أمام مجلس الشورى «السيسي».. الكلمة المنتظرة في 2014، حل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية، وأدى اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا، لعدم وجود مجلس تشريعي، لكنه يستعد الأسبوع المقبل لإلقاء خطابه الأول، داخل أروقة البرلمان.