قال معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي، إن كوريا الشمالية تمضي قدما نحو بناء منشأة نووية جديدة يُعتقد أنها مصممة لفصل النظائر من الوقود المستنفد، كالتريتيوم، وهو أحد المكونات الأساسية في القنابل الهيدروجينية. وذكر تقرير نشره المعهد أن صورا التُقطت بواسطة الأقمار الصناعية يوم 25 يناير الماضي لمجمع يونجبيون النووي في كوريا الشمالية تُظهر وجود "توقيعات بناء خارجية" في الموقع الجديد، كمركبات ومواد بناء وأعمال إزاحة التربة، وفق لما أوردته وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية. وأوضح التقرير أن "الغرض الدقيق لهذا الموقع يبقى غير معلوم، وعلى أي حال فهو ذو اهتمام لأن التوقيعات التي يمكن رؤيتها من خلال التحليل التاريخي لصور القمر الصناعي متطابقة مع منشأة فصل للنظائر، بينها فصل التريتيوم"، لافتا إلى أن "هذا التقدير لا يشترك فيه فقط استشارة خبير من معهد العلوم والأمن الدولي الأمريكي وإنما أيضا خبير حكومي استشرناه وله خبرة طويلة في تقدير الأنشطة في موقع يونجبيون". كما قال المعهد إن صور القمر الصناعي الأخيرة أظهرت أن المفاعل ذو القدرة 5 ميجاوات، وهو المفاعل الرئيسي لدى بيونج يانج لإنتاج البلاتونيوم، مُشغّل حاليا، وإن كان بشكل دوري وقوة مخفّضة، مستدلا على ذلك بانصهار الجليد قرب خط أنابيب التصريف الخاصة بالمفاعل، ما يعني أن الأخير صرّف مياه دافئة عبر خط الأنابيب. وبيّن التقرير أن مفاعل تخصيب اليورانيوم في المجمع يبدو مشغّلا، لافتا إلى غياب الجليد من عدة أسطح، بينها سطح البناء الرئيسي لأجهزة الطرد المركزي، لكن الصور نفسها أظهرت أن المفاعل الجديد للماء الخفيف لم يُشغّل بعد، مضيفا أن "تأجيل تشغيل المفاعل قد يكون نتيجة لحقيقة أنه لم يعد أولوية، بيد أنه من الممكن أن تكون كوريا الشمالية قررت إعادة تصميم المفاعل". وكان المعهد قد رفع لأول مرة احتمالية أن تكون المنشأة الجديدة مفاعلا لفصل النظائر في سبتمبر الماضي، موضحا أنه في حالة تأكيد صحة ذلك فإن المنشأة ستتمكن من فصل النظائر من قضبان الوقود النووي المستنفد من المفاعل ذو القدرة 5 ميجاوات، مشيرا إلى أن تركيز الشمال قد يكون على إنتاج التريتيوم، أحد مكونات القنبلة الهيدروجينية. يشار إلى أن بيونج يانج أجرت تجربتها النووية الرابعة في السادس من يناير الماضي، زاعمة أنها اختبرت قنبلة هيدروجينية، الأمر الذي تشكك فيه خبراء، على أساس أن تأثير الانفجار كان منخفضا جدا.