قرية الحسينات، هي إحدى قرى مركز أبوتشت، شمال محافظة قنا، والتي تضم نسبة كثافة سكانية عالية تصل إلى 100 ألف نسمة، إلا أنها تعاني من تجاهل المسؤولين، حيث أصبحت محرومة من كافة الخدمات. وقال محمود أبوزيادة، أحد أبناء القرية، إن «المعاناة الأكثر ضررا لمواطني القرية تتمثل في تلوث المياه التي تصيب العديد من سكان القرية بالأمراض المزمنة وعلى رأسها الفشل الكلوي، وذلك بسبب زيادة نسبة المنجنيز في المياه، فضلا عن تلوث المواسير الخرسانية القديمة التي تمر بها المياه وتغذى القرية حيث تم تركيبها من عام 1964 وهى مصنوعة من الأسبستوس الذي سبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية من استخدامها». وتابع أبوزيادة أن «الأهالي تلجأ إلى شراء جراكن المياه التي تأتى من خلال السيارات التي تجوب القرية لبيع المياه بعد تعبئتها من محطات تحلية خاصة، ولكن سعر تكلفة المياه يزيد من هموم المواطنين الفقراء، دون أن يتحرك أحد من المسؤولين لإنهاء المشكلة التي نعانى منها منذ عشرات السنين». عبدالرافع طحطاوي، أحد أبناء القرية أيضا، أكد أن «القرية تعانى من انعدام التنمية التي تنادى بها الحكومات المتعاقبة، وكل نصيب قريتنا منها هو مجرد سماع مصطلح التنمية دون أن تسعى المحافظة بكامل أجهزتها لتحقيق التنمية على أرض الواقع، والنتيجة زيادة معدلات البطالة بين أبناء القرية رغم حصولهم على مؤهلات عليا». وطالب طحطاوي «بتدخل الأجهزة التنفيذية والأمنية لحل النزاعات وعقد المصالحات في الخصومات الثأرية بالقرية التي تعتبر أكبر عائق في طريق التنمية»، وناشد محافظ قنا «بالتدخل العاجل لإنقاذ القرية من الإهمال بالعمل على حل مشكلة ضعف الكهرباء بالقرية وزيادة عدد محولات الكهرباء، وتنفيذ مشروع الصرف الصحي». وطالب فتحي أحمد علي، أيضا، «بإنشاء مركز شباب داخل قرية الحسينات حتى يتسنى لأبناء القرية ممارسة الأنشطة المتنوعة سواء رياضية أو ثقافية أو فنية، بدلا من تركهم فريسة للأفكار المتطرفة»، مشيرا إلى «وجود مساحات كبيرة من الأراضي أملاك دولة تصلح لهذا الغرض، ويتبقى أن يتم تخصيص مساحة من الأرض لإنشاء المركز عليها». ومن جانبه، قال اللواء هانئ محمود حمدي، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بقنا ردا على شكاوى أبناء القرية من مشكلة المياه إن «المشكلة ستنتهي بمجرد أن يتم توصيل خط مياه من محطة النجمة والحمران من منطقة شرق السكة الحديد إلى غرب السكة ليمر أسفل المزلقان وسيغذى قرى الحسينات والشقيفى والقلعية»، لافتا إلى أنه «تمت مخاطبة الهيئة القومية لمياه الشرب التي كلفت المقاولون العرب بالتنفيذ، وأنه فى انتظار بدء أعمال التنفيذ للقضاء على المشكلة تماما».