رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تفاقم أزمة اللاجئين في مخيمات الأممالمتحدة وسط تصاعد هجمات الجيش الباكستاني على القرى القبلية الباكستانية التي تتمركز بها عناصر الجماعات المسلحة. وأشارت الصحيفة الأمريكية، في سياق تقرير الخميس 26 يوليو، إلى أن هذه القرى تعد نقاط عبور لمهربي الأسلحة بطريقة غير مشروعة عبر الحدود الباكستانية إلى أفغانستان ، ومنها منطقة "خيبر" القبلية التي أحرزت فيها مؤخرا القوات الباكستانية بعض التقدم على الحركات المسلحة التابعة لحركة طالبان. وذكرت الصحيفة أن أزمة اللاجئين الباكستانيين تتفاقم وسط عزم الولاياتالمتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلنطي (الناتو) تخفيض أعداد القوات الأممية في أفغانستان، وذلك على الرغم من استمرار باكستان في جهودها لمكافحة تصاعد نفوذ حركة طالبان وتنظيم القاعدة في السنوات الأخيرة. وأشارت إلى أن استمرار الجيش الباكستاني في شن عمليات ناجحة ضد الجماعات المسلحة في المناطق الشمالية الغربية من البلاد، وإعادة توطين ملايين من النازحين بسبب القتال في هذه المناطق ، لم ينه أزمة اللاجئين الباكستانيين ؛ مما يثير تساؤلات حول قدرة القوات الباكستانية على إنهاء أزمة اللاجئين وإعادة الاستقرار في البلاد. وأردفت الصحيفة أن نحو 350 ألف شخص من قاطني مقاطعة "بارا" الباكستانية الواقعة فى منطقة "خيبر" قد نزحوا من منازلهم إثر تصاعد حده المواجهات بين الجيش الباكستاني والجماعات المسلحة فى المنطقة . وأشارت "واشنطن بوست" فى تقريرها إلى أن هناك نحو 61 ألف لاجئ باكستاني في مخيم "جالوزى" التابع للأمم المتحدة والواقع جنوب شرقي "بيشاور" التي تعد أقرب المدن الآمنة نسبيا ، غير أن المسؤولين الأممين حذروا من قرب نفاد إمدادات الغذاء في هذا المخيم . ونقلت الصحيفة عن لاجئ باكستاني يدعى حليم جول وهو عامل في متجر، قوله " أن كل أحلامي وآمالي أن أعود لوطني، الذي تركته منذ أكثر من عامين . ولفتت إلى أن تصاعد المواجهات بين القوات الباكستانية والمسلحين في مقاطعة "بارا" طالت المنازل والمستشفيات والشركات المغلقة والسكان الفقراء الذين لم يتمكنوا من الفرار . وحذرت الصحيفة في ختام تقريرها من مغبة تزايد نفوذ حركة طالبان الباكستانية ومدى تأثير ذلك على أمن وسلامة القوافل التي تحمل إمدادات للقوات التابعة (للناتو) في أفغانستان.