تنطلق مباحثات السلام السورية جينيف 3، الجمعة 29 يناير، من مدينة جينيف السويسرية، والتي يعقد عليها العديد من الآمال لوقف الحرب الدائرة في البلاد منذ 5 أعوام، إلا إن موقف المعارضة بعدم المشاركة، لم يتغير. وتحدثت صحيفة الجارديان البريطانية عن المفاوضات السورية الثالثة، مؤكدة أن الآمال مازالت معقودة على أن تتم بشكل صحيح لتنهي "الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم". وأشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها، إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا مازال حتى الآن غير متأكد من حضور الأطراف المعنية للمفاوضات، خاصة بعد أن أعلنت المعارضة السورية، مساء الخميس 28 يناير، امتناعها عن حضور المباحثات. وكان المتحدث باسم المعارضة السورية سالم المسلط، صرح أنهم جديين حول مباحثات جينيف الثالثة، وتابع قائلاً، " إن ضرب المدنيين وقتلهم من قِبل نظام بشار الأسد هو المسئول الحقيقي عن عرقلة مباحثات السلام بين الأطراف السورية المعنية." وأوضحت الصحيفة أن المعارضة طلبت ضمانات لتؤكد وقف الضربات الجوية على المدنيين السوريين قبل مشاركتهم في المفاوضات. وعلى الرغم من أن الآمال المعقودة حول نتائج هذه المباحثات تبدو قوية، بحسب الجارديان، إلا إنه من الواضح أن دي مستورا "يُبقي سقف توقعاته منخفضاً"، نتيجة لأن علاقة طرفي المفاوضات ليست قوية كما يجب أن تكون ليجلسا من أجل التفاوض. وتشير الصحيفة إلى إن الجولة الأولى من المفاوضات ستركز على إمكانية وقف إطلاق النار ضد المدنيين، بالإضافة لمضاعفة الجهود لمواجهة جماعة داعش الإرهابية والأماكن تواجدها في سوريا، إلا إنه من المستبعد أن يكون هناك نقاش حول مستقبل حكومة بشار الأسد في سوريا، أو تشكيل حكومة جديدة تضم بعضاً من معارضيه. وأكدت الصحيفة أن هذه الأهداف كانت تقريبا نفس أهداف مباحثات جينيف السابقة التي عقدت في 2012 و 2014 بالمدينة السويسرية، إلا إن مباحثات السياسيين السوريين وعدم صبرهم أو قدرتهم للتوصل لحل سياسي كلف البلد ما يقرب من 250.000 إلى 300.000 حياة، بالإضافة لتشريد عدد كبير من المدنيين الآخرين. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى التدخل الروسي في سوريا، بهدف توجيه عدد من الضربات لجماعة داعش الإرهابية، مشيرة إلى الدول الأخرى التي عارضت هذا القرار مطالبه الرئيس السوري بالتنحي عن الحكم لوقف الحرب الدائرة، وكان على رأسهم، الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا وفرنسا، وذلك منذ بداية الأزمة السورية. وفي تصريح للصحيفة البريطانية، قال مبعوث الولاياتالمتحدة للمعارضة السورية مايكل راتني، إن مباحثات السلام السورية يجب أن تبدأ، وفي ذلك الوقت فقط سيعرف العالم من هو المسئول الحقيقي عن نجاحهم أو فشلهم." وكان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري قد التقى المعارضة السورية في الرياض، مشددا على أهمية مشاركتهم في مفاوضات السلام السورية، وفي تصريحات نقلها موقع روسيا اليوم، الأحد 24 يناير، أعلن سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس منذر ماخوس عن "تراجع مخيف" في الموقف الأمريكي تجاه الأزمة السورية. وشدد ماخوس على أن كيري صرح خلال اجتماع في منتدى دافوس الاقتصادي، "إن الحل في سوريا لن يتم سوى بالاتفاق على حكومة وحدة وطنية، وإن الولاياتالمتحدة متفقة مع إيرانوروسيا على ذلك، كما أن المعارضة عليها أن تذهب للمفاوضات وإلا سيخسروا دعم حلفائهم." وفي تصريحات للمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية، رياض حجاب، الخميس 28 يناير، أكد أن دي مستورا عليه أن يوجه رسالة واضحة لنظام الأسد بوقف إطلاق النار والقتل، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة لم تتحرك لوقف انتهاكات قرارات مجلس الأمن، وأن المباحثات السورية يجب أن تنجح في حقن الدماء السورية. ونشرت سكاي نيوز، الخميس 28 يناير، نقلا عن مصادر في المعارضة السورية أنه ربما يتم تأجيل المباحثات إلى فبراير القادم، إلا إنه لم يتم الإعلان عن هذه المعلومة بشكل رسمي من أي من الأطراف المعنية حتى الآن.