كتبت د. إيمان بيبرس رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة و الخبيرة الدولية في قضايا النوع والتنمية : عام آخر مر ومضى، وها نحن نستقبل عامًا جديدًا، وكعادتي دائمًا، يتملكني شغف كبير لرصد ما حققته المرأة المصرية من انجازات، وهذه الإنجازات تدل على أن المرأة تسير بخطوات حثيثة نحو المساواة والعدالة الاجتماعية في الحقوق والواجبات، وقد مثّل عام 2015 خطوة أولى في طريق تمكين المرأة على كافة المستويات، وهو ما اتضح من الإنجازات التي حققتها، والتي لم تكن لتحققها دون وجود دعم وسند من الدولة بقيادة الرئيس السيسي، فكلنا نعلم أن الدولة هي أساس من ترفع قيمة سيداتها، أو تنتقص منها مثلما فعلت جماعة الإخوان الإرهابية خلال توليها لإدارة البلاد. وخلال هذا المقال سوف أتناول معك يا عزيزي القارئ من خلال عدة محاور الإنجازات التي حققتها المرأة، فهناك إنجازات للمرأة على المستوى السياسي، وإنجازات على المستوى الفني والثقافي، وأيضاً على المستوى الرياضي، وإنجازات على المستوى المحلي، وأخرى على المستوى الدولي. فأولًا على المستوى السياسي ، فقد حصلت المرأة على حوالي 70 مقعدًا برلمانيًا بواقع 15.5% من إجمالي عدد مقاعد مجلس النواب البالغ عددهم 450 مقعدًا، وهي نسبة مقبولة بالنسبة إلى عاملين أثنين، أولهما عدد النساء المرشحات على المقاعد الفردية أو القوائم، حيث ترشحت 282 سيدة على المقاعد الفردية من إجمالي 5420 مرشحًا، أي ما يعادل نسبة 5.2% من إجمالي المرشحين، كما ترشحت 135 مرشحة على نظام القوائم من إجمالي 285 مرشح ومرشحة بنسبة 47%، وثانيهما نسبة التمثيل النيابي للمرأة في مجالس النواب السابقة، مثل مجلس النواب عام 2005، والتي بلغت 2%، وفي مجلس النوب 2010 بلغت 2.2%. كما تم تعيين ثلاث سيدات ذات ثقلٍ كبيرٍ ضمن حكومة المهندس/ شريف إسماعيل- رئيس وزراء حكومة مصر، وهنّ: "السيدة/ نبيلة مكرم- وزيرة للهجرة والمصريين في الخارج، والدكتورة/ سحر نصر- وزيرة التعاون الدولي، والدكتورة/ غادة والي- وزيرة التضامن الاجتماعي، وأنا على ثقة الكبيرة بأن الوزيرات الثلاث يقمنّ بدورهنّ على أكمل وجه وبكفاءة عالية، إذ يمتلكنّ خبرة كبيرة تكونت لديهنّ على مدار سنوات عديدة من العمل والعطاء. كما اختيرت المرأة المصرية لتولي عدد من المناصب للمرة الأولى، حيث تم اختيار وتعيين الدكتورة/ فايزة أبو النجا كأول مستشارة سيدة للأمن القومي، وكلنا نعلم جيدًا أنها من أكثر السيدات ثقلًا في المجتمع، ولعل ذلك ما جعلها تستحق لقب "سيدة الدولة"، كما تم ندب وتعيين المستشارة/ غادة الشهاوي لمنصب مساعد وزير العدل لشئون المرأة والطفل، كما تم تعيين المستشارة/ سالي الصعيدي لتكون أول سيدة تشغل منصب مساعد رئيس محكمة النقض، وهو ما يشكل تقدمًا محرزًا للمرأة المصرية. وعلى المستوى المحلي ، فمن أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها القرار الذي أصدره مجلس القضاء الأعلى برئاسة المستشار/ حسام عبدالرحيم بقبول تعيين دفعة جديدة من القاضيات المصريات من بين عضوات هيئة النيابة الإدارية وقضايا الدولة وتقديم الدعم لهنّ والحرص على عملهنّ في كافة التخصصات الجنائية والاقتصادية وغيرها، كما تم الاستعانة بالقاضيات المصريات اللاتي أثبتنّ جدارتهنّ وكفاءتهنّ في العمل بإدارة التفتيش القضائي وفي المكاتب الفنية للمحاكم، كما تم تعيين 8 مستشارات كقاضيات بالدرجة الأولى بهيئتيّ النيابة الإدارية وقضايا الدولة. وعُينت كل من الدكتورة/ منال عوض نائبة محافظ الجيزة، والدكتورة/ سعاد الخولي نائبة لمحافظ الأسكندرية، والدكتورة/ جيهان عبد الرحمن نائبة لمحافظ القاهرة، وهو ما يعد خطوة أولية في طريق تولي المرأة لمنصب المحافظ، فما اتمناه في 2016 هو أنا أرى المرأة وهي متقلدة لهذا المنصب. وعُينت المهندسة/ سعاد حلمي كرئيس حي وسط الأسكندرية، وهي بذلك تكون أول سيدة تتولى هذا المنصب في الإسكندرية، كما تم تعيين الأستاذة/ فوزية حنفي كرئيس جديد للجهاز المركزي للتنظيم والإدراة. كما تم اختيار الأستاذة/ مروة السلحدار كأول قبطانة مصرية في البحرية، واختيرت ضمن أفضل 20 فتاة وإمرأة عربية عملن في مجالات فريدة مثل قيادة السفن، وتقلدت الدكتورة/ رانيا المشاط منصب وكيل محافظ البنك المركزي لشئون السياسة النقدية، وعينت الأستاذة/ منى المنياوي رئيسة شبكة الشباب والرياضة، وكذا الأستاذة/ ميرفت خيرالله كرئيسة البرنامج العام، بالإضافة إلى الأستاذة/ نادية مبروك كرئيسة الإذاعة. بالإضافة إلى أنه للمرأة الأولى تم حبس طبيب قام بإجراء عملية ختان لإحدى الفتيات بعدما توفت الفتاة، وذلك لم يحدث من قبل؛ مما سيسهم بالتأكيد في الحد من هذه الظاهرة التي تسلب أعمار زهورنا. وعلى المستوى الرياضي ، استطاعت فتياتنا وسيداتنا تحقيق بعض الإنتصارات، ومنها، حصول اللاعبة/ شيرين البطراني على بطولة الجمهورية في تنس الطاولة رغم الإعاقة، كما كانت اللاعبة/ آية الله أول سباحة تتأهل لدورة الباراليمبية بالبرازيل لعام 2016، وهي والدورة الباراليمبية هي ثاني أكبر حدث دولي متعدد الرياضات يشارك فيه رياضيات بدرجات إعاقة متفاوتة، وبذلك فهي أول سباحة تتأهل للأولمبياد، كما تأهلت فريدة عثمان لبطولة العالم في السباحة التي تستضيفها روسيا، وحصلت نوران جوهر على المركز ال15 في التصنيف العالمي للاسكواش، وفازت رنيم الوليلي ببطولة الأسكندرية الدولية للأسكواش، كما كان للفتيات نصيب كبير جدًا من بطولة الألعاب الأفريقية. وعلى المستوى الثقافي والفني ، حصلت الكاتبة/ سعاد سليمان على جائزة الملك خوان كارلوس للقصة القصيرة، وهي مسابقة دولية ترعاها مؤسسة «متحف الكلمة» في القصة القصيرة جدا، وسميت الجائزة على اسم ملك اسبانيا خوان كارلوس الأول، كما كانت فرح مدحت أول عازفة بيت بوكس في مصر، وهي نوع جديد قوم على العزف بالفم دون الحاجة إلى أي آلة موسيقية، وحصلت العديد من الشخصيات النسائية على جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية في مجالات الفنون والآداب. وعلى المستوى الدولي ، تم اختيار د. نعمات شفيق نائبة محافظ البنك المركزي البريطاني على قائمة ال 100 لأكثر النساء قوة ونفوذًا في العالم طبقًا لمجلة فوربس، كما تم اختيار الإعلامية/ شهيرة أمين كعضوة بالمنتدى الدولي للمرأة، وهذه هي المرة الأولى التي يتم انتخاب سيدة مصرية بها. كما كانت د. إيناس محمد رشاد أول مصرية تحصل على دكتوارة الفلسفة في الاقتصاد الدولي من أوروبا رغم ما يصيبها من إعاقة جسدية نتيجة شلل الأطفال، فيما تقلدت الأستاذة/ سهام نجم منصب نائب رئيس المجلس العالمي لتعليم الكبار عن المنطقة العربية، وأصبحت السيدة/ منى شندي أول مصرية تتولى أعلى منصب لضابطة في الشرطة البحرية الاسترالية، وهذا من خلال سفير استراليا في القاهرة السفير/ نيل هوكنز. وختامًا، أتمنى أن أكون قد سلطت الضوء بشكل سريع على أهم انجازات المرأة خلال عام 2015، كي نزيد مما نجحنا به، ونراجع ما أخفقنا به، وأتمنى أن يأتي العام الجديد 2016، محققًا كافة آمال المرأة المصرية، وتزيد الإنجازات على كافة المستويات، وأن تكون مشاركتها ودورها مؤثرًا كعادتها.