نشرت قوات التأمين من الجيش الثالث الميداني والشرطة تعزيزات أمنية أمام مديرية التربية والتعليم المجاورة لمديرية أمن السويس بعد الاشتباكات التي وقعت بين القوات وعمال مصنع سيراميك كليوباترا. بينما هدد عمال سيراميك كليوباترا بالتصعيد والاعتصام أمام مبنى الإرشاد المواجه للمدخل الجنوبي للقناة، وذلك في حالة استمرار احتجاز زملائهم المقبوض عليهم ومن بينهم أمين صندوق اللجنة النقابية للعاملين بالمصنع، أحمد صلاح والمتحدث باسم اللجنة، أحمد يوسف. كانت المنطقة المحيطة بديوان عام محافظة السويس قد شهد الثلاثاء 17 يوليو، اشتباكات واسعة بين عمال سيراميك العين السخنة وقوات الأمن والجيش الثالث الميداني المكلفة بتأمين منطقة الخدمات. وقد تسببت الاشتباكات في تحطيم واجهة مبنى المحافظة وبعض المكاتب بجانب تحطيم واجهة مديرية أمن السويس على يد العمال، بعد قيامهم برشق المبنى بالحجارة، وسط رفض مجموعة أخرى من العمال لتلك الأحداث. بينما أسفرت الأحداث الأخيرة عن إصابة عدد من العمال يتجاوز العشرة وأفراد الأمن بكدمات وجروح سطحية نتيجة للتراشق بالحجارة والضرب بالعصي. تعود وقائع الأحداث إلى ال11 من مساء الاثنين 16 يوليو، عندما رفض مالك مصنع سيراميك كليوباترا العين السخنة، محمد أبو العينين، إرسال الأتوبيسات الخاصة بنقل عمال الوردية الثالثة من قلب المدينة إلى المصنع بالمنطقة الصناعية شمال غرب خليج السويس بجانب إغلاقه للمصنع في وجه العمال، وذلك لاستمرار رفض العمال خروج المنتج وتوريده للوكلاء والموزعين قبل صرف أرباحهم المتأخرة لتعنته مع العمال وعدم التزامه بالاتفاقية التي وقع عليما بوزارة القوى العاملة في منتصف مارس الماضي. كما يعترض العمال على عدم التزام أبو العنين بتنفيذ القرار الإداري الذي أقره بصفته رئيس مجلس إدارة الشركة والمتضمن إرجاء صرف الرواتب والأرباح للعمال، فاتفق عمال الشركة فيما بينهم على التجمع صباح الثلاثاء 17 يوليو، أمام ديوان عام المحافظة للتظاهر احتجاجاً على غلق المصنع ورفض إرسال الأتوبيسات، ثم في حالة تعثر مشكلتهم وعدم تدخل المسؤولين لحلها يقوموا بالتوجه إلى المدخل الجنوبي لقناة السويس حيث مبنى الإرشاد.
وبعد تجمع العمال أمام المحافظة في الثامنة صباحا وترديد الهتافات التي تطالب بحصولهم على الأرباح المتأخرة، قام عدد من العمال باقتحام ديوان عام المحافظة وحطموا مكتب الأمن وأشعلوا فيه النيران ثم توغلوا داخل المبنى مما أثار الفزع والخوف في نفوس موظفي الديوان الذين فروا إلى الخارج ليفاجئوا بإطارات السيارات التي أشعلها العمال. فيما تجمعت قوات الأمن أمام مديرية الأمن المجاورة للمحافظة وفور علم العمال داخل المحافظة بذلك خرجوا عليهم بالحجارة، بينما ردت عليهم القوات بقنابل الغاز المسيل للدموع والطلقات الدافعة. وقام بعض العمال بتوقيف سيارة شرطة أمام مبنى المحلى المحلي في طريقها لمديرية الأمن وقاموا بإنزال الضابط منها وحطموا زجاجها، إلا أن قوات الأمن سارعت إلى العمال وتمكنت من تخليص الضابط وإعادته إلى السيارة التي تحطمت. واستطاعت قوات الجيش والشرطة من محاصرة العمال وضبط 10 منهم، وبعد عودة الهدوء لمدة لم تتجاوز ساعة عاد العمال وقوات الأمن للاشتباك من جديد بشارع المحافظة فيما ترددت أنباء عن قدوم عمال سيراميك كليوباترا العاملين بمصنع العاشر من رمضان. وفي تعليق منه على هذه الأحداث، أكد مدير الحركة والتشغيل في مجموعة سيراميكا كليوباترا، أن أسطول الأتوبيسات المملوك للشركة يعمل بكامل طاقته ويقوم بتحميل عمال مصانع العين السخنة بشكل منتظم، مشيراً إلى أن الأتوبيسات الموجودة حالياً تكفي تماماً لنقل جميع عمال المصانع إلى مقار عملهم.
وقال مدير الحركة إنه تم وقف التعامل مع الأتوبيسات التي يتم تأجيرها فقط، بسبب الضائقة المالية التي تمر بها الشركة وترشيداً للنفقات بسبب وقف عمال المصانع لسير العمل، ورفضهم تحميل المنتجات أو فتح المعارض، مما كبد المجموعة خسائر مالية ضخمة. يشار إلى أن مستشار رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، د.ياسر محب، قد أكد أن رجل الأعمال محمد أبو العينين رئيس مجلس إدارة مجموعة كليوباترا، أوفى بجميع التزاماته، ونفذ بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه تحت رعاية حكومة رئيس مجلس الوزراء كمال الجنزوري، ودفع الرواتب للعمال عن شهر يونيو وفقا لبنود الاتفاق، مشيراً إلى أن العمال أخلوا بالاتفاق ورفضوا تحميل منتجات المصانع وفتح المعارض.