أين أمريكا الآن مما يحدث في العراق؟ ألم ترصد أقمارها الاصطناعية وأجهزتها الاستخباراتية توغل القوات التركية في شمال العراق وانتهاك سيادة الدولة العربية؟ أم أن أمريكا تحافظ علي سيادة دول وتستبيحها علي دول أخري؟! وما هذه الازدواجية التي تنتهجها تركيا، تحت حماية أمريكا؟! أليست تلك هي تركيا التي خرجت علي العالم تبرر إسقاطها للطائرة الروسية، بأن القرار جاء للحفاظ علي سيادتها ورفض اختراق مجالها الجوي، فكيف ترفض اليوم الامتثال لمطلب العراق الرافض لانتهاج أراضيه وسيادته؟! ما يحدث يؤكد أنه لاتوجد قوانين دولية ولا أعراف أو مواثيق تحكم المجتمع الدولي، لكنها بلطجة تمارسها الدول الأقوي لفرض سطوتها علي العالم بأسره. فرغم نفي روسيا اختراقها للمجال الجوي التركي، وسقوط الطائرة في الجانب السوري، إلا أن أمريكا كانت أول من سارع بإعلان تضامنها وتأييدها الكامل لتركيا، انطلاقا من رفض انتهاك سيادتها، وفوجئ العالم بتصريحات تخرج من أبواق أمريكية عن تسجيل محادثات بين الجانب التركي وقائدي الطائرة الروسية، تؤكد توجيه إنذارات للطائرة، وعندما لم تلتزم تم إسقاطها. حدث ذلك في واقعة تحمل في طياتها بعضا أو كثيرا من الشك، بينما توغل القوات التركية في العراق، هو أمر واقع ليس فيه أي شك، وعلي النقيض، فإن تركيا برفضها الامتثال لمطلب العراق الرافض لوجود قواتها علي أرضها، تؤكد انتهاك السيادة، والخروج عن كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية! الصدمة الأكبر هو التصريح الذي خرج عن تركيا يلوح بصدور قرار من مجلس الأمن ضد العراق؟ فتركيا لا تكتفي بممارسة البلطجة الدولية فقط، لكنها تمارسها بمباركة أمريكا التي تسيطر علي العالم ومؤسساته ومنظماته الدولية. لم يعد هناك أدني شك في أن العالم يخضع الآن لقوة ثالوث الشر، بقيادة الدولة الأقوي ويضم كلا من تركيا وقطر، هذا الثالوث هو من يعبث بكل دول العالم ويثير الفتن والقلاقل والفوضي في كل مكان لتحقيق الهدف الذي تسعي إليه أمريكا، ذلك الهدف الذي لاتريد أمريكا التراجع عنه، وتكرس كل قواها وامكانياتها ليصبح حقيقة وأمرا واقعا. المريب هو موقف دول الغرب التي تتوحد لمواجهة الارهاب، دون الإقتراب من مصدره الحقيقي، الذي نشر الارهاب في العراق وفي سوريا وفي اليمن، وحاول ويحاول بإصرار واستماتة نشره في مصر ويفشل. القضاء علي الإرهاب يبدأ من اقتلاعه من جذوره ومصادره الرئيسية. الأفعي لاتموت إلا بقطع رأسها.