شيعت الثلاثاء 3 يوليو بمدينة السويس جنازة مهيبة للطالب أحمد حسين الذي قتل متأثرا بجراحة بعدم اعتدى عليه شخص ملتحي خلال وقوفه مع خطيبته بأول طريق بور توفيق . وكان الفقيد فوجئ بقدوم شخصين ملتحيين ويرتديان جلابيب قصيرة يستقلان دراجة نارية ينهياه عن التحدث أو الوقوف معها لأنها غريبة عنه و"أجنبية" حسب الرواية التي نقلها والده عن خطيبته، فنشبت بين الفقيد وبين أحد الملتحين المجهولين مشادة قام خلالها الأخير بطعنه بسلاح أبيض في فخذه وفر هارب هو ومن معه.
وشارك في الجنازة المئات من جيرانه، وأصدقائه بالجامعة، وبعض القوى السياسية، والقياديات الشعبية، وشباب الثورة بالسويس، وفور وصول الجثمان داخل عربة الإسعاف إلى منزل الأسرة الذي اتشح بالسواد تعالت صرخات وبكاء السيدات داخله وتهافت عليه أشقاءه ووالدته لتقبيله . عقب ذلك خرجوا في جنازة انطلقت من منزله بمنطقة البراجيلي بحي الأربعين وطافت شوارع الحي إلى أن وصلت إلى أن وصلت لمسجد الأربعين وأدى المشيعين صلاه الجنازة بعد الظهر . انطلقت الجنازة في مسيرة حاشده تقدمها أصدقاؤه الذين ارتدوا "تى شيرتات" وضعوا عليها صورته وكتب عليها "أحمد صديق عمري"، و"لن ننساك يا أحمد" .. فيما هتف المشاركون " لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله"، و"فين رجالتك يا بلد مين هيجيب حق الولد"، و"وحياه دمك يا شهيد حق راجع من جديد"، و"انزلوا من بيوتكم بكره يقتلوا أولادكم"، ثم توجهوا صوب المقابر ودفن الفقيد بمقابر العائلة .
كان والد الشهيد حسين عيد كان في حالة بكاء هستيري طوال تشييع الجنازة، مؤكداً أنه لن يتلقى العزاء في نجله إلا بعد القصاص من قتلته سواء كان ذلك على يد الشرطة بالقبض عليهم أو بأن يقتص هو بنفسه لو تمكن من الوصول إليهم . ولفت إلى أنه لا يتهم أحداً وقال إن من فعل ذلك بابنه شخص جبان والإسلام برئ منه وأنه حاول أن يحدث وقيعة بين المسلمين ويثير الفتنة والخوف في نفوس الناس لأن الجماعات الإسلامية لا تتبع هذا الأسلوب الدموع وتضرب بتلك الحرفية لتصيب بشكل يؤدى للوفاة . وبسؤاله عن أحمد قال إنه في الترتيب الثاني بين أشقائه محمد الأكبر، ومحمود، وعبد الله الأصغر منه . مشيراً إلى أنه ملتزم ومتفوق دراسيا ويوم وفاته ظهرت نتيجته وحصل على تقدير جيد جداً في الصف الثالث بكلية الهندسة .
وقالت والدته إن من فعل ذلك لا يعد مسلماً، ولا مصرياً، وإنما هم بلطجية وأشخاص يسعون للفتنة ونشر الخوف والفزع من التيار الإسلامي مطالبة بالقبض على قتلة ابنها والقصاص منهم. وأكدت أنها تحتسب ابنها عند الله شهيداً لكن أكثر ما يخيفها أن يتكرر ذلك مرة أخرى وتحترق قلوب الأمهات على أبنائهم لو تكرر ما حدث لابنها مرة أخرى مع شاب آخر . أما خطيبته فلم تستطيع حضور الجنازة من هول الصدمة والحالة النفسية السيئة التي انتابتها عقب علمها بوفاة خطيبها أحمد .
وقال أصدقاؤه وجيرانه أن الضحية كان يتمتع بخلق طيب وحسن السمعة ومتدين بطبعة ومحبوبا من الجميع وملتزم ومتفوق في دراسته ولم يتوقع أيا منهم أن تكون هذه نهايته . ومن جانبه قال اللواء عادل رفعت مساعد وزير الداخلية لأمن السويس أن والد المتوفى لم يتهم أحداً في محضر الشرطة الرسمي، وإنما تضمن المحضر حدوث مشاجرة بين المجني عليه واثنين مجهولين . وأكد أن هناك جهود مكثفة تبذلها إدارة البحث الجنائي بالسويس للوصول للفتاة خطيبة الشاب لسؤالها في محضر رسمي عن الواقعة باعتبارها الشاهد الوحيد على الجريمة، مع تكثيف التحريات للوصول إلى المتهمين الحقيقيين في التعدي على الشاب الضحية . وكانت الصفحة الرسمية لما يدعى ب "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بمصر على موقع "فيسبوك" اعترفت بأن أعضاءها الملتحيين تعرضوا للفقيد وسألوه عن علاقته بالفتاة التي تصاحبه - خطيبته – فنشبت مشادة بينهم وبين الشاب تطورت إخراج أحد الملتحيين سكيناً قام بطعنه ب"طعنة خفيفة" في ساقه اليمنى وفقاً لما ذكروه .