وفقا لتقرير الأممالمتحدة لعام 2012، فإن دولة هندوراس تعد البلد الذي يشهد أعلى نسبة من الجرائم في العالم مع تسجيل 90.4 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة، وهو رقم ضخم جدًا. وتعتبر هندوراس، من أصغر الدول في أمريكا الوسطى، وربما لا نسمع عنها الكثير ولا نعرفها إلا أثناء إقامة مونديالات كرة القدم أو أثناء تنظيم حفلات اختيار ملكات جمال الكون، ولكن الغريب حقا أن البلد الذي يشهد حفلات ملكات الجمال تعتبر هي أخطر وأكثر الأماكن سوءا التي قد تعيش فيها النساء في العالم. المرأة في هندوراس تعيش مأساة حقيقية، ليس فقط بسبب ما تتعرض له من قمع وانتهاك لحقوقها، ولكن لغياب الرادع القوي والعقاب القاسي الذي يمنع تكرار ما يحدث لها. طالعتنا القنوات والمواقع الإخبارية العام الماضي، بخبر مقتل ملكة جمال هندوراس الشابة ماريا خوسيه ألفريدو "19 عاما" وشقيقتها "23 عاما"، ولم تشفع شهرة الضحية وإثارة هذه القضية للرأي العام في توقيع عقوبة قاسية على قاتلها صديق شقيقتها ودفعته الغيرة لارتكاب هذه الجريمة. البداية جاءت بتقديم الأم لبلاغ إلى الشرطة، ملخصه هو خروج ابنتيها لحضور حفل في إحدى المنتجعات إلا أنهما لم تعودا إلى المنزل وطال غيابهم لأسبوع كامل، إضافة إلى عدم ردهم على هواتفهم المحمولة وهو ما آثار الشكوك بخطفهم إلا أن الشرطة وقتها استبعدت هذا الاحتمال نظرا لكون غالبية حوادث الخطف تكون مرتبطة بطلب فدية وهو ما لم يحدث. ووفقا للشهود فإن ملكة الجمال غادرت مكان الحفل بعد انتهاءه برفقة شقيقتها، واستقلتا سيارة لا تحمل لوحات معدنية واختفتا عن الأنظار حتى قيام الأم بالإبلاغ عن اختفائهن وقيام الشرطة بالبحث عنهن، واعتقال 4 أشخاص للاشتباه فيهم كان من ضمنهم صديق شقيقتها ومالك المنتجع الذي سهرتا فيه ليلة اختفائهن. وفي مشهد مأساوي، تم الكشف عن لغز اختفاء الفتاتين بعد العثور على جثتيهما بالقرب من أحد الشواطئ بجانب المنتجع الذي شهد ليلتهن الأخيرة. وبعد قيام الشرطة بتحرياتها، تم الكشف عن الجاني والذي كان بالفعل في قبضتهم وكما توقع الكثيرون، كان صديق شقيقة ملكة الجمال. لم تحدد دوافعه إلا أنه اعترف بارتكابه لتلك الجريمة بعد مشادة حامية مع حبيبته، وقد دفعت ملكة الجمال حياتها بلا ذنب بعد محاولتها الهرب إلا أن الجاني عاجلها برصاصتين في الظهر. من جهتها عبرت والدة ملكة جمال هندوراس المقتولة عن صدمتها لفقدها لابنتيها، وهي لا تعرف حتى الآن لماذا ارتكب القاتل هذه الجريمة البشعة؟، فهو لا يريد التحدث أو الافصاح عن دوافعه الحقيقية، إلا أن المحقق في الجريمة قد أشار إلى أن القاتل رأى صديقته ترقص مع رجل آخر أثناء إحدى الحفلات وهو ما أثار غيرته وغضبه وفقد أعصابه خصوصا بعد تركها له بعد نشوب مشاجرة بينهما ومغادرتها المكان، ولكنه لحق بها، وارتكب جريمته البشعة. استنجدت صديقة الجاني بشقيقتها " ملكة الجمال" ولكن القاتل لم يعرها أي اهتمام وأطلق رصاصاته القاتلة عليها وهو في حالة هيستيرية، ثم قام أيضا بقتل الملكة بعدد من الرصاصات التي اخترقت جسدها الضعيف بعد فشلها في الهروب من مذبحة الانتقام. وأشارت الأم إلى أن ابنتها جميلة هندوراس كانت قبل مقتلها بأيام تستعد للسفر إلى لندن لتمثيل بلادها في مسابقة ملكة جمال العالم، ولكن القدر لم يمهلها. وتكريما لذكرى الملكة الشابة، رفضت هندوراس إرسال بديلة إلى لندن لتمثيل البلاد في مسابقة ملكة جمال العالم كما أقيم حفل تأبين كبير على روحها. غدًا بمشيئة الله تعالى نرصد في الحلقة الثانية من "أخطر مكان تعيش في المرأة"، أبشع طرق التعذيب، وأغرب طرق القتل، وأبرز الجرائم التي تنتشر في مجتمع "هندوراس". العثور على جثة المجني عليها المتهم